اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر اليوم الخميس، عدداً من الفلسطينيين خلال حملة مداهمات واسعة شنّتها في أنحاء متفرقة في الضفة الغربية المحتلة، لتتواصل معها عملية الاعتقال اليومية، والتي بدأت قبل اندلاع الحرب على قطاع غزّة منذ منتصف يونيو/ حزيران الماضي.
وفي الخليل جنوب الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي شقيقين من قرية بيت عوا غرب المدينة وهما بهاء مسالمة وشقيقه الأسير المحرر أحمد مسالمة، بعد مداهمة منزلهما وتفتيشه والعبث في محتوياته، فيما اقتحمت عدداً من المنازل في القرية وشرعت بتفتيشها واعتقلت الشاب نعيم أسليمية من منزله في بلدة اذنا المجاورة.
وقالت مصادر محلية من بلدة بيت أمر شمالي الخليل لـ"العربي الجديد" إن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب مأمون علقم، محمد أبو ماريا ونجله يوسف، فيما سلّمت نجله الآخر بلاغاً لمراجعة مخابراتها العسكرية خلال اقتحام منزليهما وتفتيشهما. وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال دهمت عدداً من المنازل، لا سيما في منطقتي الظهرة وبيت زعته، بينما اندلعت خلال عمليات الاقتحام مواجهات عنيفة مع الشبان أطلق خلالها جيش الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاههم. كما دهمت قوات الاحتلال عدداً من الأحياء وسط مدينة الخليل، ونشرت قوات عسكرية عند مداخل العديد منها، وشرعت بعمليات تمشيط وتفتيش للمنازل.
في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة حوسان غرب مدينة بيت لحم، وشرعت في عمليات دهم وتفتيش، فيما اعتقلت الشابين منتصر وتامر زغلول. واندلعت وسط القرية مواجهات مع جنود الاحتلال، الذين أطلقوا قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه منازل السكان، مما أدى إلى وقوع إصابات بحالات اختناق عولجت ميدانياً، بحسب ما أفادت به المصادر المحلية لـ"العربي الجديد".
وفي السياق، سلم جنود الاحتلال عدداً من الشبان بلاغات لمراجعة مخابراتهم العسرية في مجمع غوش عتسيون جنوب بيت لحم، خلال اقتحامهم لعدد من منازل عائلة البدن في بلدة تقوع شرق المدينة.
وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسير المحرر في صفقة "وفاء الأحرار" (صفقة شاليط)، محمود حسكور، بعد مداهمة منزله وتفتيشه في منطقة أم الشرايط بالمدينة. وكان قد أُفرج عن حسكور بعدما أمضى نحو ١١ عاماً في سجون الاحتلال.
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن قوة خاصة اقتحمت منزل حسكور صباحاً، وقامت بتفتيش المنزل وتخريب محتوياته، وتحطيم سيارته، ثم اعتدت بالضرب على حسكور وعائلته. وذكر أن قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت خمسة شبان من قلقيلية وهم ثائر عبيدي، وعماد الكيلاني، ومحمد صلاح، وصدام عنبر، وجهد أبو قذيلة من مدينة جنين، وسادساً من مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية وهو الشاب نور الدين أحمد.
وفي السياق نفسه، اعتقل جيش الاحتلال الشاب محمد أبو فايد بعد مداهمة منزله وتفتيشه في مخيم عسكر القديم شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
مروان البرغوثي للفتحاويين: انخرطوا في المقاومة
وعلى وقع الاعتداءات الاسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، أصدرالأسير والقيادي في حركة "فتح"، مروان البرغوثي، بياناً، دعا فيه الفتحاويين إلى الانخراط في المقاومة، و"التشمير عن سواعدهم"، مستفيدين من انتصار المقاومة في قطاع غزة. ودعا أبناء "فتح" إلى "النهضة بالحركة بعد غياب المقاومة في العشر سنوات الأخيرة، وعدم الرهان على المفاوضات التي كرّست الاحتلال".
وأكد البرغوثي في البيان الذي صدر من سجن هداريم مساء أمس "لقد حان الوقت لأن يشمر الفتحاويون عن سواعدهم والانخراط في أوسع مقاومة شاملة، وفق الأساليب والاشكال المناسبة والتي تحقق الهدف، كما أن المطلوب الاستفادة من المعركة الكبرى في غزة من خلال الإصرار على حرية غزة بحراً وجواً وبراً لاسقاط الاحتلال والحصار، ولتشكل هذه المعركة رافعة لمواصلة كفاحنا الوطني ووحدة الوطن وتحقيق الاستقلال".
وقال "جاءت معركة الكرامة الجديدة التي خاضها شعبنا وفصائله المقاومة في قطاع غزّة الحبيب لتكشف هشاشة العدو وعجز جيشه المدجج بكل أنواع التكنولوجيا الجديدة والأسلحة المتطورة؛ فقد وقف هذا الجيش عاجزاً فاشلاً أمام صمود وثبات المقاومة التي قدّمت أداءً قيادياً احترافياً أصاب الجيش الصهيوني بالذهول وجعله يتخبط ويفشل في عدوانه وفي تحقيق اهدافه، وقد أكدت هذه المعركة صحة وصواب خيار المقاومة وجدارتها، الأمر الذي أكدنا عليه مراراً وننادي به دوماً وهو الجمع الخلاق بين العمل السياسي والدبلوماسي والمقاومة الشاملة وحشد الإمكانات لها".
وطالب البرغوثي "بتعزيز حكومة الوفاق الوطني واستكمالها بكفاءات جديدة ومساندتها ونقل عملها الى غزّة وتواجدها هناك خلال الأشهر المقبلة لقيادة معركة توحيد المؤسسات ومعركة الإعمار، وكذلك تفعيل الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية بمشاركة كافة الفصائل والشخصيات، والتحضير لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية".