وتشير الاستطلاعات بموازاة ذلك إلى أنه على الرغم من أن الأحزاب المحسوبة على اليمين تتفوق في عدد المقاعد على أحزاب الوسط واليسار، إلا أن معسكر اليمين المؤيد لنتنياهو لن يكون قادرا على تشكيل حكومة قادمة، بدون مشاركة حزب "يسرائيل بيتينو" الذي تمنحه الاستطلاعات بين 10 و11 مقعدا في الحكومة، وهو ما قد يكون عقبة أمام عودة نتنياهو للحكم، أو فاتحة لإلزام "الليكود" وحزب "كاحول لفان" (أو جزء منه) بالاتجاه لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وبيّن استطلاعان نشرا أمس مساء، عبر القناة 13، وصباح اليوم عبر إذاعة محلية لصالح صحيفة "معاريف"، أن الحزبين الكبيرين يحصل كل منهما على 30 مقعدا، فيما يصل عدد مقاعد كتلة اليمين المناصرة لنتنياهو إلى 56 مقعدا بحسب الاستطلاعين، مقابل 54 مقعدا لمعسكر الوسط واليسار (بحسب معاريف)، و53 مقعدا بحسب القناة 13.
وتشير هذه النتائج عمليا إلى استمرار التنافس وانتقال المقاعد داخل الكتل السياسية في إسرائيل، دون عملية انتقال أصوات بشكل كبير من اليمين إلى اليسار.
وعلى الرغم من أن ليبرمان تمكن، منذ أفشل تشكيل حكومة نتنياهو في 29 مايو/ أيار الماضي برفضه "الخضوع لإملاءات الحريديم وسعيهم لتكريس حكومة توراة وشريعة يهودية"، من تمييز نفسه عن معكسر المؤيدين لنتنياهو، إلا أن ذلك لا يخرجه من معكسر اليمين التقليدي العلماني، بل على العكس من ذلك، فهو يستغل لواء العلمانية ومناهضة الإكراه الديني للترويج لخيار تشكيل حكومة يمين قومية علمانية، تتوج من خلال الاتئلاف بين "كاحول لفان" و"الليكود"، إضافة إلى حزب "يسرائيل بيتينو" الذي يقوده.
ووفقا للاستطلاعات، فإن معسكر اليسار والوسط، الذي تمنحه الاستطلاعات 54 مقعدا، لن يكون قادرا على تشكيل أي حكومة قادمة، لأن قوته الحقيقية في سياق تشكيل الحكومات الإسرائيلية هي 43 أو 44 مقعدا؛ وعليه، ينبغي في حسابات تشكيل الحكومة عدم حساب المقاعد التي قد تحصل عليها القائمة المشتركة للأحزاب العربية التي تتراوح قوتها، بحسب الاستطلاعات، بين 9 و11 مقعدا.
في المقابل، يبدو أن نتنياهو سيكون مضطرا في حال أُكِّدت نتائج الاستطلاعات وتمت ترجمتها لنتائج رسمية، إلى محاولة تأكيد خروج "الليكود" من الانتخابات باعتباره الحزب الأكبر، كي يحظى بمهمة تكليف الحكومة المقبلة، حتى لو كلف ذلك زيادة حجم مقاعد "الليكود" على حساب أحزاب اليمين الإسرائيلي الدينية، خاصة تحالف أحزاب "إلى اليمين" الذي تقوده اليوم أيليت شاكيد، ويضم أحزاب اليمين الجديد، والبيت اليهودي والاتحاد القومي.
وكان نتنياهو صعّد، على مدار الأسبوع، من حربه على تحالف "إلى اليمين" وزعيمته أيليت شاكيد، متهما إياها بأنها "نسخة من وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني"، وأنها "تفتقر إلى المبادئ"، ومن الوارد جدا ألا ترشح نتنياهو لتشكيل الحكومة المقبلة، لا سيما بعد أن أعلنت الأخيرة رفضها طلب تأييد منح نتنياهو حصانة كاملة، وتعديل قانون الحصانة بحيث لا يكون ممكنا تقديمه للمحاكمة ما دام يشغل منصب رئيس الحكومة.