الاحتلال يفرض قيوداً جديدة على مربي الإبل الفلسطينيين في النقب

11 يونيو 2018
تربية الإبل في النقب (حازم بدر/فرانس برس)
+ الخط -


أقر الكنيست الإسرائيلي مساء اليوم، بأغلبية 42 صوتا ومعارضة عشرة أصوات، إدخال تعديل على أوامر السير والمرور في محاولة لفرض قيود جديدة على مربي الإبل من الفلسطينيين في النقب.


وينص التعديل الجديد على إلزام أصحاب الإبل والجمال بوضع شريحة إلكترونية تحت جلد الإبل والماشية تمكن من التعرف إلى هوية صاحبها في حال وقوع حادث تصادم بينها وبين السيارات.

ويهدف القانون الذي قدمه عضو الكنيست، بتسليئيل سموطريتش، إلى فرض قيود على أصحاب الإبل والماشية، وتحديد مسارات لا يسمح للإبل بالمرور منها بحجة حماية المسافرين على الطرق من جهة، وتحديد مسؤولية جنائية على أصحاب الإبل في حال صدمها من قبل سيارات المارة بحجة أن هذه الإبل شاردة ومن دون رقيب.


واستغل سموطريتش المعروف بعدائه الفلسطينيين، حادث مقتل إسرائيلية في الستين من عمرها عام 2016، بعد اصطدام مركبتها بجمل كان يقطع الشارع، لشن حملة تحريض عنصرية ضد البدو الفلسطينيين في النقب واتهامهم بإهمال قطعان الإبل التي يملكونها، وتركها سائبة في الطرقات مما يشكل خطرا على المسافرين.

وانضمت جمعية "رجافيم" الاستيطانية التي تشن حملات دعاية وتحريض ضد البدو في النقب بتهم الاستيلاء على أراضي الدولة، وبث ثقافة الإرهاب والعنف، وأخيرا ترك مواشيهم وإبلهم في الطرق الرئيسية، كما ساند سكان المستوطنات اليهودية في النقب، القانون بدعوى أن حركة قطعان الإبل تشكل خطرا على حياتهم.

وتحد القيود الجديدة من حرية الحركة لقطعان الإبل في النقب، خاصة في ظل منع حكومة الاحتلال تخصيص أراض لرعي الإبل، بحجة أنها تحتاج مساحات واسعة من الأراضي، كما يشترط التعديل فرض إجراءات معقدة لتسجيل قطعان الإبل الموجودة في النقب في سجل رسمي يودع في دوائر وزارة الزراعة، والتي يقودها اليوم مستوطن آخر من حزب البيت اليهودي، هو الوزير أوري أريئيل، والذي لا يخفي طموحه في إقرار مخطط جديد لنقل سكان أكثر من 30 قرية عربية في النقب لا تعترف بها السلطات الإسرائيلية، بشكل يقضي نهائيا على طابع حياة البدو.


وكان النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي، جمعة الزبارقة، قد أشار في حديثه أمام الكنيست قبل إقرار القانون، إلى أن الادعاءات بأن تنقل قطعان الإبل هو السبب الرئيسي في حوادث الطرق في النقب، هي "ادعاءات كاذبة"، مبينا أنه لم تسجل طيلة عشرات السنين سوى 24 حادث وفاة نتيجة اصطدام بين مركبات وبين جمال.

ولفت الزبارقة إلى أن "كل ما تبقى لدى البدو في النقب اليوم هو نحو 3500 رأس من الإبل، وأن إسرائيل طردت خلال النكبة أكثر من مائة ألف فلسطيني من النقب باتجاه الضفة الغربية والأردن، ولم يبق في الداخل إلا عشرة آلاف شخص، وتمت السيطرة على أراضي من طردوا منهم تحت مسمى أراضي الغائبين".

وأكد أن ما يجري يندرج ضمن "حرب الدولة الإسرائيلية على تربية الإبل وحرمان أصحاب الإبل من مساحات الرعي، وتقيد حرية تنقل الإبل، عبر الكذب وتشويه الحقائق، خاصة من قبل المستوطن بتسلئيل سموطريتش والوزير أوري أريئيل وجمعية رجافيم".

دلالات