كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن بلدية القدس المحتلة، أرسلت في الفترة الأخيرة إخطارات للمدارس الفلسطينية في القدس المحتلة، تبلغها فيها عن قرار البلدية، توحيد الإجازات التعليمية للمدارس الفلسطينية في المدينة وفق جدول الإجازات الرسمية للمدارس اليهودية، والتي تحدد وفق مواعيد ومناسبات الأعياد اليهودية.
وتأتي هذه الخطوة في محاولة متواصلة من الحكومة الإسرائيلية لتكريس مخطط تهويد المدينة، وتهويد جهاز التعليم فيها، لا سيما في ظل مواصلة غالبية المدارس الفلسطينية في القدس المحتلة، اعتماد المنهاج التعليمي الذي تقرره السلطة الفلسطينية.
ويعني اعتماد وفرض جدول الإجازات التعليمية وفق اللوائح الإسرائيلية والأعياد اليهودية، تغيير نظام التعليم الفصلي في المدارس الفلسطينية، بما يلحق ضررا بالغا لدى طلاب المرحلة الثانوية المتقدمين لامتحانات التوجيهي الفلسطينية، التي تبدأ قبل الامتحانات الإسرائيلية التي يطلق عليها اسم "بجروت". ففي حال تم فرض جدول الإجازات الإسرائيلية، فإن ذلك يعني اقتطاع 14 يوما مثلا من الدراسة بين 28 مارس/ آذار و11 إبريل/ نيسان، وهو موعد إجازة الربيع في المدارس الإسرائيلية والذي يحدد وفق اقتراب وحلول عيد الفصح اليهودي بحسب التقويم العبري، وهي أهم أيام يتم فيها في المدارس الفلسطينية تركيز مواد التدريس المقررة لامتحانات التوجيهي الفلسطينية. إذ لا توجد في المدارس الفلسطينية في هذه الفترة عطلة ربيع، وتنهي المدارس الفلسطينية سنتها التعليمية لطلبة التوجيهي في أوائل يونيو/ حزيران من أجل الاستعداد للامتحانات. أما السنة الدراسية الإسرائيلية، فتنتهي في 20 من نفس الشهر. وتطلب بلدية الاحتلال أن يتم اعتماد هذه المواعيد لإنهاء السنة الدراسية الفلسطينية أيضا، مما يعني تعريض امتحانات التوجيهي للخطر.
وتحاول السلطات الإسرائيلية، في السنوات الأخيرة، تأسيس وإقامة مدارس عربية في القدس المحتلة تعمل وفق المنهاج الإسرائيلي ووفق جدول التعليم الإسرائيلي، لكن وبحسب المعطيات التي أوردتها "هآرتس"، فإن 95 في المائة على الأقل من طلاب القدس المحتلة يصرون على الالتحاق بالمدارس الفلسطينية التي تعمل وفق المنهاج الفلسطيني، وتقدم امتحانات توجيهي.
وتشجع سلطات الاحتلال من خلال برنامج خاص تعتمده بلدية القدس المحتلة، وأعلن عنه مرارا رئيس البلدية نير بركات، من على صفحته "العربية" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، التحاق الطلاب بالمدارس التي تعتمد المنهاج الإسرائيلي، بحجة أن ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح نحو اندماج الخريجين الفلسطينيين، في المجتمع الإسرائيلي وفي أماكن العمل المختلفة، خصوصا إذا واصلوا المشوار وأكملوا تعليمهم الجامعي في الجامعات الإسرائيلية.
وينطبق قرار بلدية الاحتلال، وفق الرسالة الرسمية التي تم توجيهها لمديري المدارس الفلسطينية على نحو 40 في المائة من المدارس الفلسطينية في القدس المحتلة، والتي تصنف بأنها مدارس رسمية، فيما تعتبر بقية المدارس الفلسطينية في المدينة مدارس أهلية وغير رسمية لا تملك سلطات الاحتلال أي سلطة عليها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الخطوة المذكورة تأتي استمرارا لمحاولات الاحتلال أسرلة المدارس الفلسطينية في المدينة.