أدّى المئات من الفلسطينيين، فجر اليوم الجمعة، صلاة الفجر في الشوارع، والساحات المحيطة بالمسجد الأقصى، وعلى بوابات البلدة القديمة من القدس، بعد أن منعوا من الدخول إلى المسجد، بموجب قيود فرضتها شرطة الاحتلال، منذ ليل أمس الخميس، منعت خلالها من هم دون سنّ الأربعين، من دخول البلدة القديمة، والوصول للأقصى.
وتسبّبت هذه التدابير، بوقوع تدافع واشتباكٍ بالأيدي، بين المصلّين وجنود الاحتلال، الذين انتشروا بالمئات، في البلدة القديمة، وحول الأقصى، وتمّ تعزيز قوّاتهم فجراً بأكثر من ألف عنصر، تنفيذاً لقرار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي أصدر أوامر بقمع انتفاضة المقدسيين المتواصلة، والتي تصاعدت حدّتها بعد قتل الشاب عبد الرحمن الشلودي.
وبدت مدينة القدس، صباح اليوم الجمعة، كثكنةٍ عسكرية، فيما لا تزال آثار المواجهات العنيفة ماثلة، في حارات البلدة القديمة، وفي شوارع الأحياء المتاخمة لها، حيث بقايا ومخلّفات الحجارة وعربات النفايات، خصوصاً في سلوان، ورأس العمود، ومخيم شعفاط، وجبل المكبر، وفي حارات السعدية، وحطة، وشارع الواد، حيث اندلعت مواجهات، أوقعت أكثر من عشرين مصاباً بالرصاص المطاطي، ١٢ منهم في بلدة سلوان، مسقط رأس الشهيد الشلودي، بينما سجّل اعتقال نحو عشرة شبان في البلدة القديمة.
إلى ذلك، واصلت سلطات الاحتلال احتجاز جثمان الشهيد الشلودي، ورفضت تسليمه لذويه قبل تشريحه، الأمر الذي رفضته العائلة، ورفضت شروط دفنه ليلاً، وبحضور ٢٠ شخصاً من أفراد عائلته فقط.
وأكّد محامي العائلة لـ"العربي الجديد"، أنّه سيتوجّه باسم العائلة صباح اليوم، باستئناف للمحكمة العليا، رداً على قرار شرطة الاحتلال الاستمرار بحجز الجثمان.