كشفت صحيفة "هآرتس"، اليوم الأربعاء، النقاب عن أن سلطات الهجرة ووزارة الداخلية في حكومة الاحتلال، أقرت مؤخرا لعشرات المتطوعين المسيحيين الإنجيليين المؤيدين للحركة الصهيونية، دخول إسرائيل رغم إغلاق المطارات رسميا بفعل فيروس كورونا، والوصول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة لمساعدة المستوطنين في قطف كروم العنب التي أقاموها على أراض تم الاستيلاء عليها لصالح المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت الصحيفة أن وزارة داخلية الاحتلال أصدرت إذنا استثنائيا لهؤلاء المسيحيين الإنجيليين لدعم المستوطنين في قطف كروم عنب، للمستوطنين، على الرغم من أن أراضي هذه الكروم هي ملكية خاصة لفلسطينيين.
ولغاية الآن سمح الاحتلال لنحو 70 متطوعا على الأقل من أنصار المسيحيين الإنجيليين للقدوم للعمل في قطف العنب في المستوطنات.
وتقع هذه الكروم في مستوطنات إسرائيلية يقطنها مستوطنون متطرفون، وهي "بسغوت" المقامة على أراض من قرية البيرة، و"كيرم نفوت"، و"هار برخاه"، وسوسيا (قرب الخليل) و"ألون موريه" و"عوفرا" و"شيلا". وتمتد كروم العنب التي تقوم على أراض فلسطينية في الضفة الغربية على نحو 4350 دونما وفق تقرير من العام 2016 لصحيفة "سيحاه ميكوميت"، اليسارية، نشر بتاريخ 14 يوليو/تموز من العام المذكور.
منذ العام 1996 سيطر المستوطنون على نحو 24 ألف دونم زراعي مستعينين بقرارت الجيش منع الفلسطينيين من دخول أراضيهم
ووفقا لتقرير سابق لمركز "كيرم نافوت" اليساري نشر عام 2013، فإن المستوطنين يستخدمون في مختلف أنحاء الضفة الغربية نحو 93 ألف دونم زراعي تابعة للمستوطنات الإسرائيلية المختلفة، سواء في مناطق رام الله والقدس والخليل وغور الأردن وعلى السفوح الشرقية لجبال الضفة الغربية. ومنذ العام 1996، سيطر المستوطنون على نحو 24 ألف دونم زراعي مستعينين بقرارات الجيش منع الفلسطينيين من دخول أراضيهم لزراعتها وفلاحتها. وتقوم غالبية هذه الأراضي في منطقة الخليل والسفوح الشرقية لجبال الخليل وبادية فلسطين.
ولا تشمل معطيات التقرير مئات وربما آلاف الدونمات التي يقوم المستوطنون في الأعوام الأخيرة بالاستيلاء عليها في منطقة الأغوار وشمالي البحر الميت، مع إقامة "مزارع صغيرة" في بؤر استيطانية مختلفة في الموقع وطرد أصحاب الأراض بالقوة وعبر الاعتداء عليهم بدعم من قوات من حرس الحدود.
وفي يوليو/تموز الماضي، على سبيل المثال، أقدم مستوطنون على تسييج نحو ألفي دونم من أراضي منطقة الفاو في الأغوار، ونحو مائتي دونم في منطقتي بيوض وأم خروبة التابعتين لمجلس قروي المالح شرقي قرى عين الحلوة.