الاحتلال يتعامى عن الانتقادات الدوليّة ويتعهّد بمواصلة الاستيطان

03 أكتوبر 2014
المصادقة على بناء 2600 وحدة استيطانية بالقدس(أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -

تجاهلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ردود الأفعال الدوليّة، المندّدة بقرارها المصادقة على بناء 2610 وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة "جفعات همتوس"، على أراضي بلدة بيت صفافا، جنوبي القدس الشرقية، ووضع جماعات استيطانية اليد على 22 شقة سكنية في بلدة سلوان، جنوبي الأقصى، قبل أيام.

ودافع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عن القرار، بإشارته إلى أنّ "العرب في القدس يشترون الشقق بحريّة، ولا أحد يقول إنّ هذا ممنوع، وأنا أيضاً لن أقول أنه لا يمكن لليهود شراء المساكن في القدس"، معتبراً أنّه "لا يمكن أن يكون هناك تمييز بين اليهود والعرب".

من جهته، تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، اليوم الجمعة، باستمرار حكومته في البناء الاستيطاني في القدس الشرقية، على الرغم من الانتقادات الدولية في هذا الصدد.

وقال يعالون، في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "القدس عاصمتنا الأبدية والموحّدة، ستبقى إلى الأبد عاصمة إسرائيل، عاصمة الشعب اليهودي، وسنواصل بناء وتطوير المدينة بدون اعتذار".

وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد انتقدت إعلان السلطات الإسرائيلية المصادقة على بناء 2600 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية، محذرة من أنّ هذه الخطوة "ستبعد إسرائيل عن أقرب حلفائها".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي، فجر أمس الخميس، إنّ بلادها "قلقة بشدة من تقارير تقول إن الحكومة الإسرائيلية مضت قدماً في عملية التخطيط لبناء وحدات استيطانية في القدس الشرقية".

وأشارت إلى أنّ هذه الخطوة "ستسبب شجباً من المجتمع الدولي، وتبعد إسرائيل عن أقرب حلفائها، وتسمّم الأجواء ليس فقط مع الفلسطينيين، ولكن، أيضاً مع الحكومات العربية التي أعرب نتنياهو عن رغبته ببناء علاقات معها، وتثير تساؤلات بخصوص التزام إسرائيل بمفاوضات سلميّة للتسوية مع الفلسطينيين".

من جهته، أدان الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، مصادقة إسرائيل على مصادرة أراض فلسطينية، وبناء وحدات استيطانية جديدة في القدس الشرقيّة والضفّة الغربيّة.

واعتبر، في بيان، أنّ ذلك يمثّل "خطوة أخرى تساهم في تقويض آفاق حلّ الدولتين، ويضع رغبة إسرائيل في تسوية تفاوضيّة سلميّة مع الفلسطينيين محلّ تشكيك"، داعياً "حكومة إسرائيل، إلى التراجع عن قراراتها، ووضع حدّ لسياستها الاستيطانية في القدس الشرقيّة والضفّة الغربيّة".

وأكّد الاتحاد الأوروبي أنّه "لن يعترف بأيّ تغييرات على حدود ما قبل 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، غير تلك التي اتفق عليها الطرفان"، مؤكداً أنّ "تطوير العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، سوف يرتكز على انخراط الأخيرة في سلام دائم على أساس حلّ الدولتين". وشدّد على أنّ "التزام الطرفين بحل تفاوضي، لا يمكن أن يكون إلا بالامتناع عن الإجراءات أحاديّة الجانب، التي تغيّر الوضع على الأرض وتهدّد قابليّة حلّ الدولتين".

من جانبه، أدان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، "قرار السلطات الاسرائيليّة الخطير لبناء 2610 منازل في مستوطنة جفعات هاماتوس". وقال، في بيان صادر عنه، إنّه "إذا تم تنفيذ هذا القرار، فستكون أول مستوطنة جديدة في القدس الشرقية منذ 15 عاماً". وحثّ السلطات الإسرائيلية على "العدول عن هذا القرار".

وفي سياق متّصل، وصفت الخارجيّة المصريّة الخطوة الإسرائيلية بأنّها "غير إيجابية". وقالت في بيان اصدرته أمس، إنها "تتناقض مع القانون الدولي وسيكون لها تبعاتها السلبية على مسار عملية السلام". وأبدت خشيتها من أن "يمثّل القرار عقبة أمام الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سلمية نهائية، تستند إلى حلّ الدولتين الذي توافق عليه المجتمع الدولي وقرارات الرباعيّة الدوليّة".

فلسطينياً، وصفت كتلة "الإصلاح والتغيير" البرلمانية التابعة لحركة حماس، خطوة سلطات الاحتلال بـ"الخطيرة"، معتبرة أنّها "تأتي في سياق السيطرة على القدس الشرقية ومنع أي إمكانية للتزايد الفلسطيني في المدينة".

وكانت حركة "السلام الآن" اليسارية الإسرائيلية، قد قالت في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إنّ السلطات الإسرائيلية صادقت نهائياً على إقامة 2610 وحدات استيطانية في مستوطنة "جفعات همتوس" المقامة على أراضي بلدة بيت صفافا، جنوبي القدس، معتبرة أن "من شأن ذلك تقطيع أوصال الدولة الفلسطينية المستقبلية".

من جهة أخرى، أكد مستشار شؤون القدس في الرئاسة الفلسطينية، المحامي أحمد الرويضي، أن "جمعية (العاد) الاستيطانية الإسرائيلية (غير حكومية)، استولت قبل أيام، على 22 شقة فلسطينية في بلدة سلوان بالقدس".