بعد أقل من شهر على نصب مستوطنين من مستوطنة "ألون موريه" شرق نابلس، شمال الضفة الغربية، ثلاثة بيوت متنقلة "كرافانات" في أراضي قرية دير الحطب، أبلغ الاحتلال الإسرائيلي المجلس القروي من خلال الارتباط الفلسطيني بقراره الاستيلاء على 20 دونماً من أراضي القرية، وقرية عزموط المجاورة لها.
وقال رئيس المجلس القروي لدير الحطب، عبد الكريم حسين لـ"العربي الجديد"، إن الأوراق التي وصلتهم باللغتين العربية والعبرية مروسة ومختومة باسم ما يسمى (قائد قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في يهودا والسامرة)، وتحت عنوان (وضع اليد لأغراض أمنية)، ما يعني أنها قد تستخدم إما للتدريبات العسكرية لجيش الاحتلال أو لإقامة معسكر عليها، أو لشق شارع يستخدمه المستوطنون".
وتابع: "المناطق المستهدفة تقع في الحوضين رقم (8 و10)؛ والمبرر الذي ساقه الاحتلال لسرقتها هو فتح شارع عسكري استيطاني يصل إلى مستوطنة (ألون موريه) المقامة على أراضي نابلس، بحجة أن هناك مخاطر قد يتعرض لها المستوطنون خلال مرورهم على الطريق القديم".
وأكد حسين أن مصادرة هذه الأراضي ستحرم المواطنين من الوصول إلى أراضيهم المحيطة بها، والتي تقدر مساحتها بنحو 400 دونم.
وقال حسين: "بكل الأحوال، خسرنا المزيد من الأراضي لصالح الغول الاستيطاني والوحش الذي لا يرحم، فهو أخطبوط يتمدد ولم يبق لنا من أراضينا شيء، فقبل أقل من شهر واحد فقط، نصب مستوطنون عدة وحدات سكنية لا تبعد عن أقرب منطقة مأهولة سوى مئات الأمتار فقط، واليوم يسرقون 20 دونماً".
وكان "العربي الجديد" قد سلط الضوء قبل نحو شهر على الهجمة الاستيطانية على قرية "دير الحطب"، إذ لفت رئيس مجلسها القروي إلى أن الاستيطان سرق من أراضيها نحو 8 آلاف دونم، وباتت محاصرة من جهاتها الثلاث.
من جهته، قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، قال لـ"العربي الجديد"، إن "الخطوة الإسرائيلية الجديدة اليوم، تندرج في إطار مخطط حكومي مدعوم من الأحزاب اليمينية المتطرفة لسرقة أكبر مساحة ممكنة من أراضي الضفة الغربية، لفرض الأمر الواقع في أي حل مستقبلي قد يكون".
وتابع: "اليوم دير الحطب، وقبلها في قرار الاحتلال بمصادرة أكثر من 500 دونم من أراضي قرى بورين وعراق بورين وكفر قليل، جنوب مدينة نابلس، لصالح توسعة مستوطنة (براخا المقامة على أراضي نابلس)، علاوة على ما يجري في القدس والخليل والأغوار بالضفة الغربية".
وأشار دغلس إلى أن الموقف الإسرائيلي يحظى بدعم أميركي غير مسبوق، وهو ما ظهر جلياً من خلال تصريحات السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان قبل يومين، حيث ادعى أن إسرائيل تملك "الحق" في ضم جزء من الضفة الغربية المحتلة إليها"، وهو ما لقي غضباً واستنكاراً فلسطينيين واسعين.