يسعى الاتحاد الأوروبي إلى التحرك في الملف السوري، وإحياء مفاوضات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي وصلت إلى طريق مسدود تقريباً، مدفوعاً بالتحرك الواسع لروسيا، لمحاولة سحب الغطاء عن جنيف، بدءاً بمباحثات أستانة والتحول بعد ذلك إلى مباحثات "مؤتمر الحوار السوري" في "سوتشي"، والذي شهد غياب المعارضة السورية.
ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بلغاريا أول مناقشات موسعة لهم عن سورية، فيما يقرب من عام.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني "سنناقش كيف نحشد الدعم الإنساني، لكن أيضاً كيف نستخدم قوة الاتحاد الأوروبي لدعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، التي تواجه أوقاتاً عصيبة في هذه الأسابيع".
وستستضيف موغريني مؤتمراً دولياً بشأن سورية في بروكسل في أبريل/نيسان، في محاولة لدعم عملية السلام المتداعية وللسعي إلى المزيد من التعهدات بتقديم مساعدات إنسانية للسوريين في بلادهم واللاجئين منهم في تركيا والأردن ولبنان.
وخيم هجوم كيميائي في سورية على الاجتماع السابق المماثل للاتحاد الأوروبي في 2017.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، للصحافيين "المأساة تتواصل، من المهم استئناف عملية جنيف في أسرع وقت ممكن والوصول إلى مرحلة الانتقال السياسي وهو ليس ما يحدث الآن".
ولم يلعب الاتحاد الأوروبي إلا دوراً هامشياً في جهود حل الصراع السوري. لكن التكتل يحاول استخدام صفته أكبر جهة متبرعة بالمساعدات في العالم للحصول على مزيد من النفوذ.
وقال وزير خارجية لوكسمبورغ، جان اسلبورن، إن الاتحاد الأوروبي يدعم مشروع القرار في مجلس الأمن، مضيفاً "علينا أن ندرك أن الصراع لن يحله أحد بالسلاح.. علينا أن نقود سورية إلى الانتقال السياسي".
واختتمت آخر مباحثات في فيينا بمقرّ الأمم المتحدة جولة المفاوضات بين وفدي المعارضة والنظام السوري، والتي لم تتوصل إلى نتائج تذكر.
وأعلن وزير الخارجية الكازاخستاني، خيرات عبد الرحمنوف قبل يومين، أن الجولة التاسعة من اجتماعات أستانة الخاصة بسورية، والمقررة خلال الشهر الحالي، تأجلت إلى أجل غير مسمى، فيما ولد مؤتمر "الحوار السوري" التي دعت إليه موسكو أخيراً ميتاً، بعدما رفضت المعارضة السورية حضوره.
(العربي الجديد، رويترز)