الائتلاف السوري يرفض التحركات الدولية بشأن الأسد

26 سبتمبر 2015
التدخل الروسي والإيراني يكشف حقيقة نظام الأسد (فرانس برس)
+ الخط -

رفض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية التحركات الدولية الجديدة ‏التي تطرح بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الفترة الانتقالية، وقال الائتلاف، في ‏بيان له اليوم السبت: "من تحت الرماد، سيسمع العالم منّا كلمة لا. فقد ثرنا من أجل ‏الحرية والكرامة، وكلاهما تهيبان بنا أن نقول لا للأسد وزمرته، وكل ما من شأنه أن ‏يعيد تسويقه"، مشيراً إلى أن الثورة "سوف تتحوّل إلى حالة مقاومة شعبية لا تستكين ‏للطغيان والعدوان في وقت واحد".‏

وأضاف البيان إن الائتلاف كان ولا يزال جزءاً من الطرف الذي يعمل من أجل الحل ‏السياسي العادل، والذي رأى في بيان جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2118 تحقيقاً ‏له وتطبيقاً لبنوده، مستغرباً "اعتبار العدوان والطغيان دعائم لهذا الحل"، ومستنكراً ‏‏"المحاولات الجارية لإعادة تسويق نظام القتلة وعصابة الإجرام ورأسها"، وطالب ‏الأشقاء والأصدقاء قبل غيرهم بالتزام تعهداتهم بنصرة الشعب السوري وإنصافه.‏

وأشار البيان إلى أن الائتلاف يعتبر الشعب السوري هو صاحب حق، وصاحب ثورة، ‏وهو المرجع والمآل، ولن تزيده هذه المحاولات إلا تصميماً على تحقيق النصر وبناء ‏الدولة المدنية الديمقراطية، مطالباً "القوى الحية والفاعلة على الأرض برفع صوتها ‏عالياً، وأن توحّد الصفوف في ما بينها ومع المستوى السياسي الحر".‏

وانتقد الائتلاف المواقف المتساهلة التي تتوالى "مع من ثبتت جرائمه ضد الإنسانية في ‏سورية، بدلاً من إحالته إلى المحاكم الدولية المختصة بأمثاله، وبدلاً من دعم ثوارنا ‏الذين يواجهون النظام والإرهاب الدولي معاً"، موضحاً أن ذلك يأتي "في الوقت الذي ‏يستمر فيه نزيف شعبنا بكل الأشكال وأكثرها وحشية تحت ضربات النظام الأسدي ‏الضارية، ويتدخل أصدقاؤه الروس والإيرانيون بشكل سافر تحت سمع العالم وبصره ‏من دون أي ردّ فعل حقيقي من أصدقاء الشعب السوري".‏

كما انتقد الائتلاف الصمت المريب "من قبل أولئك الذين أخذوا يستكينون لاحتمالات ‏الحل السياسي، من خلال تأمينه عن طريق تطمين القاتل ومكافأته، وإشاحة العينين ‏عن الضحية، بل تطبيق الضغوط عليها استسهالاً واستثماراً لآلامها ومصابها"، ولفت ‏الائتلاف إلى أنه لا يتوقع أيَّ آفاق منطقية "لمثل هذه المسارات المرتجلة التي تحاول ‏بناء استقرارٍ وهمي قابل للانفجار بشكل أكثر عنفاً، واستدامة الفوضى التي نخشاها ‏ويخشاها العالم".‏

اقرأ أيضا: سورية: تنفيذ "اتفاق الزبداني" خلال ساعات

وأوضح البيان أن التمركز العسكري الروسي ـ الذي لا يقل عن الاحتلال ـ في سورية، ‏وساحلها خصوصاً، "يلغم جسم بلادنا ويضع مقدمات لتقسيمها، وينتهك سيادتها، ‏ويأتي دعماً للنظام لا حرباً على الإرهاب كما يدعي البعض، وهو ملءٌ للفراغ الذي ‏كان ينبغي أن يشغله شعبنا، وأن يكون وراءه أحرار العالم".‏

وقال الناطق الرسمي باسم الائتلاف، سالم المسلط، في تصريح خاص لـ"العربي ‏الجديد"، إن الائتلاف هو ممثل الشعب السوري وهو يتبنى رؤيته المتمسكة بنيل الحرية ‏والكرامة ورحيل بشار الأسد، مضيفاً أن "بشار الأسد هو أساس المشكلة في سورية ‏ولا يمكن أن يكون جزءاً من الحل في المرحلة الانتقالية أو مستقبل سورية".‏

وأشار المسلط إلى أن الائتلاف والفصائل العسكرية والقوى الثورية سيقفون بوجه كل ‏المخططات التي تسعى إلى تعويم الأسد من جديد، أو إعادة تأهيله، لافتاً إلى أن ‏الائتلاف ينتظر من أصدقاء الشعب السوري مواقف أكثر حزماً مع نظام أوغل بدماء ‏الشعب السوري منذ أكثر من أربعة أعوام وساهم بانتشار التنظيمات الإرهابية ‏واستجلاب المليشيات الطائفية من جنسيات متعددة.‏

ونوّه المسلط إلى أن التدخل الروسي والإيراني "يكشف حقيقة هذا النظام الوظائفي ‏الذي ادعى المقاومة نصف قرن، وها هو وجهه القبيح ينكشف اليوم أمام الجميع"، ‏مضيفاً أنه "مجرد نظام يحقق مصالح قوى دولية وإقليمية في المنطقة على حساب ‏الشعب السوري وحريته وثرواته".‏

اقرأ أيضا: الحريري يرد على نصرالله: لبنان ليس ملعباً للسياسات الإيرانية

المساهمون