الإفراج عن المخرج الأوكراني سينتسوف: "إرغام الكرملين على الرحمة"

08 سبتمبر 2019
سينتسوف لحظة وصوله إلى كييف (Getty)
+ الخط -
تفاعل المدونون والصحافة الليبرالية الروسية مع قضية المخرج الأوكراني، أوليغ سينتسوف (43 عاماً)، المفرج عنه في إطار عملية تبادل الأسرى بين موسكو وكييف، بعد أن أدين في عام 2015 بتهمة "الإرهاب"، من دون تقديم أي أدلة قاطعة على ذلك، مما أثار تساؤلات حول الدوافع السياسية لملاحقته.

وفي مقال بعنوان "الإرغام على الرحمة" نشر بموقع "إم بي خا ميديا" التابع للملياردير الروسي السابق والمعارض الهارب حالياً، ميخائيل خودوركوفسكي، اليوم الأحد، رأت الصحافية الروسية، زويا سفيتوفا، أن الإفراج عن سينتسوف وغيره من المعتقلين السياسيين الأوكرانيين في روسيا واستبدالهم بالسجناء الروس في أوكرانيا، هو بالدرجة الأولى "معجزة من صنع الإنسان".

وتكهنت سفيتوفا أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يكن يرغب في العفو عن سينتسوف الذي نال دعماً دولياً كبيراً بعد إضرابه عن الطعام لـ145 يوماً، متحولاً إلى "شخصية ثمينة للتبادل" أراد الكرملين الحصول على أعلى ثمن مقابل الإفراج عنه. وتوقعت أن تنكشف يوماً ما تفاصيل "المفاصلة" وكيفية الضغط على الأوكرانيين المدانين حتى يعترفوا بمسؤوليتهم.

واعتبرت الصحافية الروسية أن الرئيسين الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، والفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي استقبل بوتين في فرنسا في النصف الثاني من أغسطس/آب الماضي، كانا من الشخصيات الرئيسية في عملية التبادل، مشيدة بمبادرة زيلينسكي بالإفراج عن الصحافي الروسي الأوكراني، كيريل فيشينسكي، بما بيّن أن "القيام بالخطوة الأولى ليس إظهاراً للضعف، وإنما للقوة".

وأضافت أن شخصيات غير سياسية لعبت دوراً لا يقل أهمية في "إرغام الكرملين على الرحمة"، بمن فيهم المخرج الروسي، ألكسندر سوكوروف، الذي ذكّر بوتين بأن "الرحمة فوق العدل"، ومثقفون فرنسيون طالبوا ماكرون بالقيام بكل ما بوسعه للإفراج عن سينتسوف، وملايين الأوكرانيين المصوتين لزيلينسكي أملا في عودة "رهائن الحرب مع روسيا" إلى وطنهم.

وفي ختام المقال، خلصت سفيتوفا إلى أنه يجب مواصلة العمل على الإفراج عن جميع الأوكرانيين والروس القابعين ظلما في السجون الروسية، وفي مقدمتهم الناشط قسطنطين كوتوف الذي صدر بحقه قبل أيام حكم بالسجن أربع سنوات بتهمة "الانتهاك المتكرر لقانون التظاهر".

من جهته، اعتبر الناقد السينمائي بموقع "ميدوزا"، أنطون دولين، أن سينتسوف "سقط تحت أحجار الرحى للمنظومة العقابية كمثل استعراضي، كونه الناشط الموالي لأوكرانيا الأكثر ظهورا في القرم"، ليصبح بصدور حكم غير مسبوق في قسوته، "رمزاً للتعسف القضائي في روسيا".

وكان القضاء الروسي قد أصدر في أغسطس/آب 2015 حكماً على سينتسوف بالسجن المشدد لمدة 20 عاماً بتهمة "تأسيس جماعة إرهابية" في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في مارس/آذار.

إلا أن المخرج الأوكراني نفى كافة التهم الموجهة إليه، كما أنه أعلن في مايو/أيار 2018 إضرابه عن الطعام للمطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين الأوكرانيين المحتجزين في روسيا.

وفي الوقت الذي قوبلت فيه جميع طلبات العفو عن سينتسوف بالرفض، منحه البرلمان الأوروبي جائزة "ساخاروف" لحرية الفكر لعام 2018، وسط تعالي الأصوات المطالبة بالإفراج عنه.

المساهمون