أعادت وسائل إعلام نرويجية وصفحات على موقع التواصل الاجتماعي، نشر تحقيق، "أوراق بنما" تكشف مقربين من "صالح".. 18 شركة مخفية لعائلة يمنية، وسلطت الضوء على قضية الفتاة النرويجية مارتين ماغنوسين، التي قتلت وتم العثور على جثتها في قبو تابع لشقة فاروق، نجل شاهر عبدالحق، رجل الأعمال اليمني، والذي يسيطر هو وشقيقه عبدالجليل، على جزء حيوي من الاقتصاد في بلادهم.
وعلى الرغم من أنّ نجل شاهر عبد الحق مطلوب من السلطات القضائية في بريطانيا والنرويج بتهمتي القتل والاغتصاب للفتاة النرويجية ماغنوسين، إلاّ أنّه ما يزال يمارس إدارة بعض استثمارات والده ضمن إمبراطورية العائلة المالية الخفية في جزر وملاذات أوروبا الآمنة، من على أريكته في صنعاء.
وكانت "العربي الجديد" قد تناولت قضية الطالبة النرويجية التي تتهم السلطات البريطانية فاروق نجل شاهر عبدالحق باغتصابها وقتلها في لندن العام 2008، ضمن سياق تحقيقها عن الجانب الآخر لشركات "بشر" المخفية، في ملاذات ضريبية آمنة تمنح عملاءها سرّية تامة على حساباتهم وتعاملاتهم المصرفية، ما يوفر لهم مزايا عديدة مثل التهرب الضريبي في بلدانهم الأصلية، حتى إن تم ذلك بطرق قانونية.
وعرضت كيف استخدم شاهر عبدالحق نفوذه بمساعدة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من أجل حماية نجله فاروق وعدم تسليمه للتحقيق معه في تلك القضية. ويلقب رجل الأعمال اليمني شاهر عبدالحق بشر، في وسائل الإعلام الغربية بأنه "الرجل الحديدي"، و"ملك السكر" في الصحف العربية. وهو صديق شخصي للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، ومبعوثه في مهمات سرية، آخرها زيارته الزعيم الليبي معمر القذافي، أثناء الثورة التي اندلعت ضد صالح في عام 2011.
وخلال الأعوام 2008 و 2015 تواصلت الجهات النرويجية والبريطانية مع السلطات اليمنية لتسليم فاروق ليتسنى التحقيق معه، لكن السلطات اليمنية رفضت بدعم مطلق ومباشر من قبل الرئيس السابق علي عبدالله صالح ولكون اليمن لم يوقع على اتفاقية تبادل المطلوبين بين بريطانيا واليمن.
وتجاوز الدعم الذي تلقاه شاهر عبدالحق في قضية مقتل ماغنوسين، حماية فاروق في اليمن، ليصل إلى قيام وزير الخارجية اليمني السابق أبو بكر القربي بالتوسط لدى السلطات البريطانية لإيقاف ملاحقة فاروق. وفي عام 2010 قامت الخارجية اليمنية بمنع دخول الصحافية النرويجية ماريان فيكاس من صحيفة (VG) النرويجية إلى اليمن لاستكمال كتابها حول مقتل ماغنوسين.
وسببت القضية مشاكل عدة لشاهر عبدالحق الذي حاول دفع مبلغ مالي لوالد ماغنوسين مقابل إيقاف ملاحقة نجله فاروق، وهو ما رفضته أسرتها، بحسب ما صرح به الوالدان في مارس/آذار الماضي في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية. كما أعلنت شركة كوكا كولا في عام 2011 عن إيقاف تعاملها مع شاهر عبدالحق في اليمن ومصر وليبيا بعد أن رضخت لحملات دولية أطلقها نشطاء نرويجيون.
لكن مُعدّ التحقيق وثق كون عبدالجليل شقيق شاهر ما زال يدير الشركة، إذ يرأس مجلس إدارة الشركة في اليمن ومصر وليبيا والعمل مستمر في فروعها في الدول الثلاث تحت نفس الإدارة ولم يتغير شيء، وفق ما تظهره البيانات المسجلة على الموقع الإلكتروني للشركة.
وفي ذات السياق، أعادت مواقع يمنية نشر تحقيق "العربي الجديد"، وتم تداوله بصورة كبيرة في الأوساط الإعلامية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.