الإعلام الغربي ورحيل محمد مرسي: تغطية على الهامش

18 يونيو 2019
تجمع في نيويورك عقب وفاة مرسي (أتيلغان أوزديل/الأناضول)
+ الخط -

غلب الطابع الخبري على تغطية الإعلام الغربي لوفاة الرئيس المصري السابق، محمد مرسي، مساء الإثنين، أثناء محاكمته في قضية التخابر مع حماس. ومع نشر الصحف والمواقع الأجنبية أخباراً وتقارير وبورتريهات عن مرسي، اختلفت طريقة تعامل وسائل الإعلام تلك مع الحدث، بين من تعاطى معه كخبر عادي لوفاة رئيس سابق، وبين من أشار إلى أنّه أول رئيس منتخب ديمقراطياً وإلى شخصيته "السجالية" وآثار الانقلاب العسكري عام 2013 على الديمقراطية.

ولم يكن اهتمام وسائل الإعلام الغربية على مستوى الحدث، إذ إنّها لم تولِ اهتماماً كافياً للقضية، بل ركّزت على تغطية خبرية في معظمها، في ظلّ تقارير سردية للأحداث روت وجهات نظر الأطراف المختلفة، وبينها النظام المصري.

وجاءت تغطية "سي إن إن" أكثر شموليّةً من غيرها من القنوات والمواقع الأميركية. وقالت الشبكة إنّ "مرسي مثّل ذروة الربيع العربي وفشله العالمي. أصبح أول رئيس منتخب ديمقراطياً في مصر عام 2012، لكن بعد عام من الفوضى العميقة، أُجبر على ترك منصبه في انقلاب قاده وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي". وأشارت إلى أنّ "جماعات حقوق الإنسان حذّرت من أن حالته الصحية السيئة (كان مصابًا بمرض السكري وأمراض الكبد والكلى) وحبسه الانفرادي المطول سيؤدي إلى موت سابق لأوانه". وقال ابنه عبد الله لشبكة "سي إن إن" إنه "مُنع من الزيارات، ولم تتمكن العائلة من رؤيته سوى ثلاث مرات منذ عام 2013".


وأشارت إلى أنّه "بصفته مرشح حزب الحرية والعدالة لجماعة الإخوان المسلمين، حصل مرسي على 51.7% من الأصوات في الانتخابات التي أعقبت الإطاحة بالرئيس حسني مبارك. كان فوزه زلزالًا في العالم العربي، حيث كانت جماعة الإخوان المسلمين حركة سرية لعقود بعدما قمعها زعماء استبداديون". وأضافت "في السلطة، كان الإنجاز الوحيد الذي حققه مرسي هو التوسط لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل بعد ثمانية أيام من العنف في غزة والتي أودت بحياة أكثر من 150 شخصًا".

وقالت "وول ستريت" جورنال في تقريرها إنّ "الرئيس المصري السابق محمد مرسي، قائد إسلامي انتخب ديمقراطياً في أعقاب الثورة عام 2011، توفي الإثنين بعدما أمضى آخر ستّ سنوات كسجين بعد الانقلاب العسكري الذي خلعه". وأضافت "كان مرسي أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين، شخصية مثيرة للجدل في مصر، حيث كان صعوده يرمز إلى لحظة سريعة من الحرية السياسية في أعقاب ثورة 2011 التي أنهت دكتاتورية سلفه التي استمرت ثلاثة عقود الرئيس حسني مبارك، وساعدت في تحفيز موجة من التمرد في جميع أنحاء الشرق الأوسط".

واعتبرت أنّ "سنة مرسي في السلطة قسمت المصريين، وسقوطه إثر السيطرة العسكرية أدى إلى سحق الديمقراطية الناشئة في البلاد وتناقص الآمال الديمقراطية في جميع أنحاء المنطقة".

وأشارت مختلف وسائل الإعلام، وبينها "بي بي سي" و"تايم" و"فوكس نيوز" إلى قيام السلطات بدفن مرسي، بوجود عائلته، فجر اليوم الثلاثاء، "بطريقة سريّة"، في ظلّ تواجد أمني كثيف. وكان في عنوان "نيويورك تايمز" أنّ "مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطياً في مصر توفي في المحكمة".



وجاءت تغطية "إندبندنت" بعنوان "من "إطار احتياطي" إلى رئيس: صعود وسقوط محمد مرسي"، وأشارت فيها إلى أنّ " مرسي، العضو البارز في جماعة الإخوان المسلمين المصرية، خرج من الغموض النسبي عندما تم تعيينه أول رئيس منتخب ديمقراطياً في مصر، في انتخابات أجريت في أعقاب فوضى ثورة 2011". وأضافت "توفي وهو يطلب التحدث في قفص عازل للصوت في قاعة المحكمة بعد سبع سنوات فقط".

وقالت الصحيفة إنّ "إرثه سيكون معقداً وحزيناً". وأضافت "لم يكن مرسي هو الخيار الأول لجماعة الإخوان المسلمين كمرشح للرئاسة في عام 2012". وتابعت "بالنسبة للعديد من المصريين، كان أي شيء أفضل من نظام مبارك الذي أطاحوا به للتو - حتى أن بعض الثوريين العلمانيين قد دعموا مرسي في الانتخابات. لكنه لم يكن رئيسًا شعبيًا أو فعالًا بشكل خاص".

وتحت عنوان "نعي محمد مرسي"، سردت "ذا غارديان" الأحداث التي سبقت ولحقت انتخاب مرسي، قائلةً إنّ "الممارسات الإسلامية العنيدة لمرسي تسبّبت بخروج متظاهرين ضده".

المساهمون