الإصدارات الرقميَّة..من شركات الإنتاج إلى الميديا البديلة

قبل أيام، أعلنت شركة "آيتونز I Tunes"، عن نيتها إلغاء خدمة تحميل الموسيقى. لكنها استدركت الأمر، وقالت إن الفترة الزمنية لإنهاء خدمة تنزيل الموسيقى غير واضحة بعد، وذلك لأن "آيتونز" ما يزال يجلب مئات الملايين من الدولارات كل عام، إلا أنها آخذة في الانخفاض، بسبب صعود خدمات بث الموسيقى المباشرة.


ويعتبر الدافع الأساسي لهذا التصور والاقتراح، النمو الكبير الذي تشهده خدمات بث الموسيقى على أساس الاشتراك الشهري مثل Apple Music، مقارنة بخدمة شراء وتنزيل المقاطع الموسيقية والألبومات بشكل منفرد من "آيتونز".


وكانت آبل قد قامت بإطلاق خدمتها للموسيقى Apple Music بتاريخ 30 يونيو/حزيران من عام 2015، في أكثر من 100 دولة حول العالم، والتي يتوقع أن يبلغ عدد مشتركيها حوالى 15 مليون مشترك، بحلول العام الأول لإطلاق هذه الخدمة.

وأشار مارك موليغان، أحد صناع الموسيقى، إلى أن مردود تنزيل الموسيقى من "آيتونز" سيصل إلى 600 مليون دولار في عام 2019، منخفضاً من 3.9 مليارات دولار حققها في عام 2012. وأضاف موليغان، أنه بحلول عام 2020، فإن إيرادات خدمة تنزيل الموسيقى من "آيتونز"، ستكون أصغر بعشر مرات من إيرادات خدمة Apple Music.

أما خدمة آبل للموسيقى، فتمتلك الآن 13 مليون مشترك تقريباً يقومون بالدفع، ما شكل زيادة عن الرقم السابق، والذي بلغ 11 مليون مشترك في شهر فبراير/شباط الماضي. هذه التطور الجديد في عالم العرض الموسيقي، أو الإصدارات الجديدة، أصبحَ اليوم الوجهة الحقيقيّة لمُعظَم الفنانين، وهي في سباق مع شركات الإنتاج التي تُشكِّل جزءاً منها.



العالم العربي
يتسابق المغنون اليوم في العالم العربي، على إصدارات غنائية، تُبشر بموسم مزدحم بالأعمال الجديدة. اللافت أن معظم هؤلاء أصبحوا يستعينون بالميديا البديلة، أو بمواقع التواصل الخاصة لتحميل أعمالهم والاستماع إليها.

الفنان عمرو دياب، وعلى الرغم من القضيّة الشائكة المرفوعة ضِدّه من شركة "روتانا"، أصدر ألبومه الغنائي الجديد "أحلى وأحلى"، من إنتاج شركة جديدة اسمها "ناي" وقد حصلت "ناي" على الحقوق الحصرية لبيع إصدار دياب الجديد، رغم توجيه شركة "روتانا" لإنذارات لعمرو دياب، وذلك بعد أن قررت إدارة موقع "يوتيوب" إغلاق قناة، عمرو دياب، الرسمية بسبب ما سمّته انتهاك حقوق الملكية الفكرية.

وكان جمهور "الهضبة" قد فوجئ في نيسان/ أبريل الماضي بإغلاق قناة الفنان على موقع "يوتيوب"، والذي برره الموقع بأنه جاء نتيجة تلقيه لسلسلة دعاوى من جهات خارجية (يفترض أن تكون "روتانا") عن انتهاك حقوق الطبع والنشر بشأن المواد المنشورة من قبل المستخدم.

يُذكر أن ألبوم الهضبة الجديد "أحلى وأحلى" نجح في تصدر قائمة الألبومات الأكثر طلباً على مستوى العالم، على موقع "Itunes"، بعد مرور ساعات قليلة على طرحه. وكسب دياب جولة جديدة من خلال الميديا البديلة، لم تستطع شركة "روتانا" إيقافه رغم القضاء الذي سيكون الفيصل في هذه القضية.



"روتانا" تلجأ لـ "أنغامي"
وأصدرت شركة "روتانا"، أمس الأحد، الألبوم الغنائي لفنان العرب، محمد عبده، بعنوان: "عالي السكوت"، وهو العمل الذي يعود به فنان العرب إلى جمهوره، بعد فترة من غيابه عن الإصدارات الخاصة. يضمُّ ألبوم "عالي السكوت"، أربع أغنيات، استعان فيها عبده بأشعار لبدر بن عبد المحسن، وفائق عبد الجليل، وأمير الشعراء أحمد شوقي.

اللافت أنَّ التعاون جديد ولأوّل مرّة بين شركة "روتانا" وشركة "أنغامي" المختصة بتوزيع وتحميل الأغنيات على طريقة "ديجيتال". وحصلت "أنغامي" على أحقيَّة نشر الألبوم قبل ثلاثة أيام من صدوره رسمياً عن الشركة السعودية، وقال بيان صادر عن "أنغامي"، "يدرك الفنان محمد عبده أهمية التسويق لألبومه بأفضل الطرق الإلكترونية الحديثة، من هنا جاء اختياره لخدمة "أنغامي" ليطلق من خلالها أولاً وحصرياً ألبومه الجديد "عالي السكوت".

بيان "أنغامي" ترافق مع حملة قامت بها "روتانا" في دبي والمملكة العربية السعودية، للإعلان عن الألبوم الجديد، وأعطت مساحة للإعلان عنه في محطاتها الإذاعية في الخليج العربي.


وفي سياقٍ مُتَّصل، تفرَّد موقع "أنغامي" نفسه عبر خدمة الإنترنت والموبايل، التي أطلقها وقبل أي موقع إلكتروني أو شاشة تلفزيون، بنشر إصدارين جديدين لمغنيتَيْن. الأولى لسميرة سعيد، وهو كليب "محصلش حاجة"، من إخراج، أنجي الجمّال، في صربيا. والكليب الثاني، أغنية لبلقيس باللهجة اللبنانية بعنوان "أنت"، والتي صوّرتها مع المخرجة، رندلى قديح، في إسبانيا.


ومنح الفنان اللبناني، فارس كرم، مِنصَّة "أنغامي" الإلكترونية، أغنيته المصوَّرة الجديدة "بلا حب"، من كلمات طوني أبي كرم وألحان ملحم بركات، وإخراج إدوار بشعلاني، تمّ تصوير الأغنية في الولايات المتحدة الأميركية. وسبق، فارس كرم، عرض الأغنية بصورة حصرية على الموقع، أي قبل عرضها على صفحات شركة "روتانا" أو موقعها على "يوتيوب".


لا تفسيرات خاصة لذلك، يؤكد مصدر في شركة "روتانا" في بيروت لـ "العربي الجديد"، ويقول إن التعاون في نشر هذه الأغنيات بين شركة "روتانا" المُنتجة للأعمال، وبين أي شركة إلكترونية أخرى هو وفق عقود وقعت بين الطرفين، وتحفظ حقوق الموكلين بالكامل.

وينفي مصدر روتانا أن يكون الفنان هو من يختار ذلك، يقول: "نحن نتناقش مع الفنانين بهذا الشأن، والفرق بين نشر الأغنيات على موقع مخصص للأغنيات، وبين نشرها على مواقع الشركة، هو بضعة أيام أو ساعات فقط، وأعتقد أن النتيجة تأتي لمصلحة الأفرقاء الثلاثة، من منتج وناشر وحتى الفنان".