يرى علي أن هذا المفهوم ينطوي على عدد من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، ويلفت إلى الصدى الثقافي العميق الذي يحمله مصطلح "المدينة الثانية" بالنسبة إلى هذا البلد أو ذاك، متخذاً من مدينة الإسكندرية نموذجاً لدراسته، في حين أن معظم الأبحاث المتوفرة في هذا الخصوص قد ركزت على مدن عالمية لا لبس في طبيعة مكانها وموقعها في المجالات المختلفة.
يرى الباحثون المتخصصون في هذا المجال، أن المفاهيم التي توصف بها المدن، تخلق نوعاً من التراتبية الحضرية المتشعبة والطبقية إلى حد كبير، كما أنها تعيد بشكل أساسي توجيه كيفية ارتباط المدن ببعضها البعض من خلال توزع فرص العمل، والتجارة والهجرة منها وإليها والاتصالات فيها وتمثيل هذه المدينة سياسياً وثقافياً واقتصادياً.
يسعى المحاضر إلى مناقشة واستكشاف مستقبل الإسكندرية بوصفها مدينة ثانية تعيش حالة من الهدم والبناء في العقد الأخير على وجه الخصوص، ويقرأ من خلال التضاريس التاريخية والحضرية والفلسفية المستمدة من أصول التعددية في الإسكندرية.
السؤال الذي يُطرح هو كيف يمكن أن تفهم المدينة نفسها بشكل أفضل ووضعها في مصر وبالنسبة إلى مدن حوض البحر الأبيض المتوسط والعالم، وبالنظر إلى ما كانت عليه مكانتها من قبل؟