الإسباني ألمودوفار رئيساً للجنة تحكيم "كان" 2017

02 فبراير 2017
بيدرو ألمودوفار: أشعر بتوتر إزاء هذه المهمّة الصعبة (فيسبوك)
+ الخط -
لن يكون اختيار السينمائيّ الإسبانيّ بيدرو ألمودوفار (1949)، قبل يومين، رئيساً للجنة التحكيم الخاصّة بالمسابقة الرسمية، في الدورة الـ 70 (17 ـ 28 مايو/ أيار 2017) لمهرجان "كان"، عادياً. فالأسباب الموجبة، التي تؤدّي إلى هذا الاختيار، تقول بكون السينما التي يصنعها "عالميةً"، وبأنها "لا تمرّ برموزٍ أو معطياتٍ معتادة". 

وهذا مكشوفٌ في أفلامه، التي يتجاوز عددها 20 عنواناً روائياً طويلاً، آخرها "جولييتا" (2016)، المستند إلى 3 قصص مأخوذة من مجموعة "هاربات" (2004)، للكندية (التي تكتب بالإنكليزية) أليس مونرو (1931)، علماً أن العنوان مُرادفٌ إسبانيّ لاسم الشخصية الأساسية، في القصص المختارة: "صدفة"، "قريباً" و"صمت".

ذلك أن المضامين الدرامية، التي يتناولها ألمودوفار في أعماله المختلفة، تنتقل من محليّتها الإسبانية إلى المساحة الأوسع لهمومٍ وحكاياتٍ وهواجس وعلاقاتٍ، لن تبقى أسيرة جغرافيا محدّدة، أو ميزة أناسٍ معيّنين. وهذا ما يُشير إليه الفرنسي تييري فريمو، المندوب العام لمهرجان "كان"، بقوله إن هذا السينمائيّ "الفريد والشعبيّ"، الذي يتبوّأ هذا المنصب بعد عدد من السينمائيين الأنغلوساكسونيين، "يُمثِّل إسبانيا وأوروبا"، كما "يُمثِّل المفاجأة واللمعان والتوهّج".

إذاً، يستلم بيدرو ألمودوفار رئاسة لجنة التحكيم، من الأستراليّ جورج ميلر، صانع إحدى الملاحم السينمائية الغرائبية "ماد ماكس". علماً أن الرئاسة معقودة، سابقاً، للأخوين الأميركيين جويل وإيثان كُوِن (2015)، والنيوزيلندية جين كامبيون (2014). والمفارقة كامنةٌ في أن الإسبانيّ ـ الذي يُنجز أول روائيّ طويل له، عام 1978، بعنوان "مجنونة... مجنونة..." ـ سيحتفل بالعيد الـ 70 لمهرجانٍ ينتمي، منذ بداياته، إلى الفئة الأولى في لائحة المهرجانات السينمائية الدولية.

يُعبِّر ألمودوفار، فور إعلان النبأ رسمياً، عن سعادته في الاحتفال بالذكرى الـ 70 لتأسيس المهرجان، واصفاً الوظيفة بالمهمّة جداً: "أنا ممتنٌّ لمن أرادني في هذا المنصب"، كما يقول، مضيفاً أنه يشعر بتكريمٍ كبيرٍ له، من دون التغاضي عن إحساسه بـ "توتر"، تفرضه عليه المهام الكبيرة المطلوبة منه، في إدارة لجنة تحكيم، يُعلن عن أعضائها لاحقاً: "أن يكون المرءُ رئيس لجنة تحكيم، يعني أن يتحمَّل مسؤولية ثقيلة. أتمنّى أن أكون على مستوى الظروف. أستطيع القول إني سأُكرِّس نفسي كلّياً لهذه المهمّة التي تمنحني، في وقتٍ واحد، المتعة والشرف".

وألمودوفار، الذي كان عضو لجنة التحكيم الخاصّة بالمهرجان نفسه، برئاسة الفرنسيّ جيرار ديبارديو، عام 1992، والتي تمنح الدنماركيّ بل أوغست "السعفة الذهبية"، عن "أفضل النوايا"، حاضرٌ دائماً في مهرجان "كان"، إذْ تُشارك 5 أفلام له في المسابقة الرسمية، هي: "كلّ شيء عن أمّي" (1999)، و"فولفر" (2006)، و"أعناق مكسورة" (2009)، و"الجلد الذي أعيش فيه" (2011)، بالإضافة إلى "خولييتا" (2016). مع هذا، لم يحصل على "السعفة الذهبية" أبداً: "ليس لديه استياء إزاء هذا الأمر"، يقول فريمو، مُشدّداً على أن المهرجان "يحبّ بيدرو"، كما أن "بيدرو يحبّ المهرجان"، واصفاً هذا الحبّ، بـ"طويل الأمد"، بكونه "وفياً، شغوفاً ومتبادَلاً بينهما".

مع ذلك، يحصل ألمودوفار على جائزة الإخراج عن "كل شيء عن أمّي"، وعلى جائزتي السيناريو (ألمودوفار نفسه) وأفضل تمثيل جماعي، لعددٍ من أبرز ممثلي "فولفر"، أوّلهم الإسبانية بينيلوبي كروز.  كما أن "كل شيء عن أمّي" ينال "أوسكار" أفضل فيلم أجنبي (2000)، و"تَحَدَّثْ إليها" يحصل على "أوسكار" أفضل سيناريو أصلي له أيضاً (2003). وهذا كلّه من دون تناسي عدد من الجوائز السينمائية المختلفة، كـ "سيزار" الفرنسية، و"غولدن غلوب" الأميركية، و"بافتا" البريطانية، و"غويا" الإسبانية، وغيرها.

المساهمون