تبث نحو عشرين إذاعة، ما بين الحزبية والخاصة في غزة، موجات إخبارية على مدار الساعة عبر مراسلين في كل مناطق القطاع والضفة الغربية والداخل المحتل، لمواكبة موجة التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
وما أن تدق الحرب طبولها، أو تبدأ جولات التصعيد في قطاع غزة، حتى تصبح الإذاعات المحلية أول وسائل الاعلام التي يعتمد عليها أهالي القطاع.
ويجتمع الصديقان إبراهيم وشاح ومحمد بارود من مخيم البريج وسط قطاع غزة، أمام منزليهما، ويحمل كل منهما مذياعاً صغيراً يلتقطان به الموجات المفتوحة التي تبثها الإذاعات المحلية في غزة للأحداث المتصاعدة والعدوان الإسرائيلي المتواصل، بعد أن حرمتهما أزمة انقطاع الكهرباء من متابعتها عبر التلفاز.
ويعتبر وشاح الإذاعات المحلية ملاذاً لأبناء القطاع في أوقات التصعيد والحروب، فهي بالنسبة لهم مصدر رئيسي لأخبار وأحداث غزة، مشيراً إلى أن الراديو صديق لهما في تلك الأوقات.
يقول لـ"العربي الجديد": نجتمع مع الأصدقاء والجيران أمام منازلنا للاستماع للإذاعات لمعرفة ومواكبة تطورات الوضع، ولولاها لما عرفنا أي شيئ، حتى أننا نستفيد منها في معرفة أماكن الخطر والتي قد تساعدنا في النجاة بحياتنا.
أما محمد بارود، فيرى أن الإذاعات المحلية تلعب دوراً كبيراً في الحروب، فبالإضافة إلى إيصال المعلومات بشكل سريع ودقيق للمواطنين، تكون منابر إغاثة وإسعاف المواطنين الذين يتعرضون للقصف والاعتداءات الإسرائيلية وتوجيه الطواقم الطبية إلى المصابين. وفي ظل انقطاع معظم وسائل الاتصال، فإن الإذاعات تتحول إلى وسائل اتصال، فأهل غزة الذين يحرمون من وسائل الاتصال والكهرباء في الحروب، يلجأوون إلى الإذاعات التي لا ينقطع بثها خلال الاعتداءات الإسرائيلية.
مدير عام إذاعة "صوت الأقصى" التي تبث من غزة، إبراهيم ظاهر، يشير إلى أنه خلال الحروب السابقة على القطاع كان المواطنون يُحرمون من وسائل الاتصال المختلفة، بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء والتحليق المستمر لطائرات الاستطلاع التي تعمل على التشويش بشكل كامل على الفضائيات في حال حضور الكهرباء.
ويتابع "للإذاعات المحلية دور كبير في إبراز أعمال المقاومة خلال الحرب والتصعيد، إضافة إلى حماية الجبهة الداخلية الفلسطينية، ما يجعلها ملاذاً للفلسطينيين، وحتى من هم خارج قطاع غزة".