وجّه المبعوث الدولي إلى سورية، المستقيل، الأخضر الإبراهيمي، اعتذاراً إلى الشعب السوري، قائلاً إن "المأساة (السورية) سوف يتم حلها". وعقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي حول سورية، مساء الثلاثاء، قال الإبراهيمي إن "رسالتي إلى الشعب السوري هي الاعتذار إليه لعدم قدرتي على تقديم المساعدة التي يستحقونها".
وأردف قائلاً "إنني أيضاً أود أن أقول إن المأساة التي يواجهونها في بلدهم، سوف يتم حلها، لكن كم من شخص سيقتل بعد حتى تحقيق ذلك؟". وأشار إلى أن غالبية الشعب السوري "أظهرت عزّة وكرامة، والغالبية العظمى منهم يريدون العيش في سلام ورفاهية".
وأكد المبعوث المستقيل أن إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية المقررة في الثالث من يونيو/حزيران المقبل، لن تؤدي إلى تغيير الوضع في البلاد. وأضاف أن "الوضع سيكون يوم 4 يونيو/حزيران مثله مثل يوم 2 يونيو. البعض يقول إن الرئيس الأسد هو الرئيس الشرعي للبلاد، والبعض الآخر يقول إن الرئيس الأسد فقد شرعيته. يعني لن يتغير أي شيء".
وأشارالإبراهيمي إلى أنه أحاط أعضاء مجلس الأمن الدولي بخطة من أربع نقاط طرحتها إيران وتعهدت في حالة قبولها، بالعمل على تأجيل الانتخابات الرئاسية في سورية في 3 يونيو المقبل.
وحدّد النقاط الأربع بقوله إنها تتضمن "وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية ومراجعة الدستور السوري، والانتخابات الرئاسية".
لكن الدبلوماسي العريق أوضح أن "هذه الخطة فات أوانها، ولم تعد صالحة، وقد قرأت عن الدعوة التي وجهها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، لوزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، ويحدوني الأمل بأن تتمكن السعودية وإيران من العمل من أجل سورية".
واعترف الإبراهيمي بارتكابه العديد من الأخطاء أثناء توليه مهمته في العامين الأخيرين، لكنه لم يحدد طبيعة تلك الأخطاء، واكتفى بالقول إنه أطلع أعضاء مجلس الأمن عليها في جلسة المشاورات المغلقة، مساء الثلاثاء.
ورفض الإبراهيمي الإجابة عن أسئلة الصحافيين بشأن خليفته في منصبه، وأجاب: عليكم بتوجيه هذا السؤال إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
بدوره، جّدد بان انتقاده للنظام والمعارضة السوريين لـ"إخفاقهما" في وضع حد للنزاع. وقال "أُلحّ عليهما مجدداً أن يفكرا في مستقبلهما، إنه بلدهما، مستقبلهما"، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة موجودة لمساعدتهما.
واشنطن
واعتبرت الولايات المتحدة، على لسان وزير الخارجية، جون كيري، أن "الإبراهيمي لم يفشل في مهمته، والأسد هو السبب في هذا الفشل"، بحسب ما جاء في وكالة "الأناضول".
وأشاد كيري بالجهود التي بذلها الإبراهيمي على مدار مدة عمله كمبعوث مشترك، من أجل الوصول إلى سلام دائم لإنهاء الصراع في سورية، مضيفا "الإبراهيمي لم يفشل".