الأميرة ليتيزيا... بساطة الثوب وأناقة الروح

14 ابريل 2014
الأميرة ليتيزيا في آخر ظهور لها 9 ابريل (getty)
+ الخط -


تلفتُ الأميرةُ ليتيزيا، زوجة ولي عهد اسبانيا فيلبي أمير أستورياس، الأنظار في كلّ ظهور علنيّ لها، ليس بسبب أناقة مفرطة أو مجوهرات برّاقة أو أحذية ثمينة، بل ببساطتها الشديدة التي تكسر قواعد البهرجة المفرطة المرتبطة بالأميرات التقليديات، وتراعي الوعكة الاقتصادية التي تحاول اسبانيا التعافي منها حالياً، ومراعاة الشعب الاسباني الذي يواجه صعوبات اقتصادية واضحة.

إطلالة إثر أخرى، ترسّخ الصحافية السابقة نموذج الأميرة الأوروبية العصرية الواقعية، لتواجه نمطيّة ارتبطت بالأميرات أشهرها "للأميرة ديانا"، التي لم تنجح كثيرات في وراثتها عمداً أو من دون عمد، ولم يعد يبدو أن الجمهور يتقبّلها، بدليل الحفاوة والارتياح اللذين تُقابل بهما دوقة كامبريدج، التي تلاقي ليتيزيا في مواصفات "الظهور الملكي العلني" هذه.

الأميرة، التي دخلت عقدها الرابع منذ شهور قليلة، تبدو واعية لخياراتها المرتكزة إلى المنطق واللياقة ومراعاة الآخرين. فهي تختار لكلّ مناسبة ما يوافق معناها ورسالتها، بتركيز واضح على المؤثرات النفسية للألوان، إذ اختارت عند استقبالها ذوي الاحتياجات الخاصة ملابس ذات لون واحد وهادئ مثل العاجي، وفي زيارة لمعرض للنباتات اكتفت ببنطال رمادي وسترة جينز، وارتدت في حفل توزيع جوائز رسمي ثوباً أسود بسيطاً لم تربكه حتى بعقد أو قرطين.

لا يتعلّق الأمر بتبرّج أميرة أستورياس الخفيف، أو بشعرها المتروك ببساطة، كامرأة أوروبية عادية، بل بروحها أوّلاً وحسّها المدني. هي التي لم تولد أميرة، ولم تخرج من أسطورة أو حكاية خرافية، تشعر جيداً بالشعب الذي تمثّله وتحرص على الصورة الحضارية التي تعكسها في العالم. هذا أمر يُعدّ بذاته أناقة، لا تبيعها دور الأزياء الراقية ولا تتوفّر في متاجر المجوهرات... ومن يبحث عنها عليه الاعتناء بروحه والتحديق إليها، ليس إلى أي مكان آخر.

 

المساهمون