الأمن مطلب الطلاب المغاربة في السنغال

03 مارس 2017
يفضلون الجامعات السنغالية لاستفادتهم من منح مالية (يسمبيرغ بينوا/Getty)
+ الخط -





أعادت حادثة قتل طالب مغربي يدعى مازن شكيري في العاصمة السنغالية دكار، إلى الواجهة موضوع شكاوى العديد من الطلاب المغاربة من الوضع الأمني، وحالات الاعتداء والسرقة التي يتعرضون لها في هذا البلد الأفريقي.

وقُتل مازن، طالب جراحة الأسنان الذي كان يستعد للتخرج ليصبح طبيب أسنان، قبل أسبوع مضى على يد عصابة إجرامية في العاصمة دكار، بعد أن طعنه شخص في شريان الفخذ، عندما كان يقف رفقة زميلة له، قبل أن يلفظ أنفاسه في الطريق إلى المشفى.

ويتابع حوالي 1200 طالب مغربي دراساتهم العليا، في عدد من معاهد وجامعات السنغال، خاصة جامعة الشيخ أنتا ديوب، ومدرسة "بوليتيكنيك" للهندسة، ومعهد سان لويس للهندسة، والمدرسة الوطنية العليا للزراعة، ومعهد علوم الأرض، وجميعها تتواجد في العاصمة دكار.

وأكثر التخصصات التي تجذب الطلاب المغاربة إلى جامعات ومعاهد السنغال، تخصص الطب العام، وجراحة الأسنان، والهندسة، والهندسة الزراعية، وعلوم الأرض، والصيدلة، وغيرها من الشعب العلمية خصوصا.

وفي الموسم الدراسي 2016/2017 تم قبول 90 طالباً مغربياً ليتابعوا دراستهم بنظام المنحة في جامعات السنغال، أكثر من نصفهم يدرسون في شعبة الطب العام (43 مقعدا)، والهندسة (23)، وجراحة الأسنان (10)، وعلوم الأرض (8) ثم الهندسة الزراعية (6) مقاعد.



ويُفسَر إقبال الطلاب المغاربة على الدراسة في الجامعات السنغالية باستفادتهم من منح مالية طيلة السلك الأول من التعليم العالي بالسنغال، وذلك وفق اتفاقية مغربية سنغالية تعود إلى سنوات طويلة، لكنها تعززت أكثر في السنوات القليلة الأخيرة، فضلا عن معادلة شهادة التخرج الجامعية بالسنغال لنظيرتها في المغرب، وفق قرار رسمي من الحكومة المغربية.

هذا التعاون الوثيق ين البلدين في مجالات التعليم والتكوين، وباقي قطاعات الاقتصاد والدبلوماسية والدين والسياسة والسياحة، تقابلها مشاعر تذمر كثير من الطلاب المغاربة الذين يدرسون في السنغال حيال عمليات الاعتداء والسرقة التي يتعرضون لها.

وقال سمير الموجدي، طالب يدرس في تخصص هندسة الزراعية في معهد سنغالي بدكار، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إنّ ما حصل للطالب مازن كان يمكن أن يقع له، أو لغيره من زملائه وزميلاته المغاربة في دكار.

وشرح المتحدث بأن حالات السرقة والاعتداءات الجسدية كثيرة، وبأن الحالة الأمنية المتردية لا تطاق هناك، ولولا الرغبة في إتمام ما بدأه في مساره الجامعي لعاد إلى البلاد، لكن يصعب عليه أن يعود وينطلق من جديد، بعد أن درس سنتين في السنغال.

ولتصوير حالة تنامي السرقات التي يتعرض لها الطلاب المغاربة والأجانب بشكل عام في السنغال، قال الموجدي إنه خلال خروج الطلاب من بيوتهم لمشاهدة ما حصل للطالب المقتول، ومحاولة إسعافه، اكتشفوا أنهم تعرضوا للسرقة أثناء انشغالهم المفاجئ بزميلهم القتيل.

وأضاف المتحدث بأن المشكلة تكمن في عدم تعاطي الشرطة السنغالية بالصرامة المفترضة في مثل هذه الحالات، خاصة عندما يعلمون أن الضحية مجرد طالب أجنبي سيغادر بعد سنوات قليلة عائدا إلى بلاده، مبرزا أن الطلاب المغاربة كثيرا ما رفعوا مطلب الأمن إلى السفارة المغربة بدكار، دون أن تتحسن أوضاعهم" وفق تعبيره.

 

 

 

 

 

 

دلالات
المساهمون