الأمن المصري يقمع تظاهرات" قوتنا في وحدتنا"

21 نوفمبر 2014
اعتدى الأمن على مسيرة في مدينة البدرشين (الأناضول)
+ الخط -


قمعت قوات الأمن المصرية، اليوم الجمعة، التظاهرات المعارضة، التي خرجت في عدة مدن ومحافظات، تحت شعار "قوتنا في وحدتنا".

وأصيب العشرات بجروح واختناقات، خلال تفريق الأمن تظاهرات في محافظة الإسكندرية، بمنطقة الرمل، حيث اعتقل 10 من أنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، بتهمة إثارة الشغب، بحسب ما ذكر بيان لمديرية أمن المحافظة.

وقال شهود عيان إن "قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش، لتفريق مسيرة لرافضي الانقلاب، انطلقت من أمام مسجد الفردوس عقب الانتهاء من صلاة الجمعة ، فأصيب عدد من المتظاهرين".

في غضون ذلك، خرجت مسيرات ومظاهرات في أنحاء متعددة بمناطق المحافظة، تنديداً بالانقلاب العسكري، ضمن فعاليات جمعة "قوتنا فى وحدتنا"، التي دعا إليها "التحالف الوطني لدعم الشرعية" رفضاً للانقلاب العسكري، وتضامناً مع انتفاضة السجون الثالثة والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين .

وشارك في المظاهرات، التي انطلقت عقب صلاة الجمعة، معارضون مصريون من مختلف الأعمار والقوى السياسية والحركات الشبابية، رفعوا خلالها شعار رابعة وشعارات مناهضة لحكم العسكر، والمطالبة بالقصاص للقتلى الذين سقطوا منذ الانقلاب، وإطلاق سراح المعتقلين.

وشهدت أحياء شرق المدينة، خروج مسيرات في مناطق المنتزه والرمل والعوايد، رفع خلالها المتظاهرون، لافتات مدون عليها "تضامناً مع المعتقلين في السجون"،"أغيثوهم"، و"أفرجوا عن المعتقلين"، إلى جانب صور ضحايا القمع. كما تظاهر معارضون، غرب الإسكندرية، بمناطق الورديان والعامرية وبرج العرب ومحرم بك.

وتحدى عدد من شباب "حركة طلاب ضد الانقلاب" الاحتياطات الأمنية المنتشرة في عدد من الميادين والشوارع الرئيسية لمنع المظاهرات، وقاموا بتنظيم عدد من الوقفات السريعة قرب مواقع قوات الأمن.

وفي العاصمة، خرجت العديد من التظاهرات، ورفع المئات من المتظاهرين بحي "المطرية" المصاحف، في مسيرة حاشدة انطلقت من أمام مسجد الرحمن عقب صلاة الجمعة، فيما رفع أحد المشاركين بها علماً أسود كبيراً، وقد كُتبت عليه الشهادتان (يشبه أعلام الحركات الجهادية).

وردد بعض الشباب المشاركين في المسيرة هتافات مؤيدة لـ "الدولة الإسلامية"، ومنها "أووووه داعش"، بينما ردّدت الغالبية الهتافات المناهضة للرئيس السيسي، ولانتهاكات قوات الجيش والشرطة بحق المعارضين. واعتدت مدرعات الشرطة على المشاركين خلال انصرافهم، مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع، وطلقات الخرطوش، مما أسفر عن إصابة عدد من المتظاهرين.

وخرجت مسيرة شبابية مفاجئة في ميدان ألف مسكن (شرقي القاهرة)، كما خرجت مسيرة أخرى من أمام مسجد "نور الإسلام" بحي عين شمس، ورفع المشاركون فيها صور العديد من الشهداء، مرددين هتافات مثل "لن تركع أمة قائدها محمد".

وحلّقت طائرات في سماء منطقتي ألف مسكن وعين شمس، بشرق القاهرة، لملاحقة المتظاهرين، فيما انتشرت قوات الأمن بمحيط ميدان ألف مسكن، وتمركزت مدرعات وكمائن تابعة للشرطة بمحيط الميدان، لتفتيش المارة والسيارات، كما تواجد أفراد للمباحث أمام محطة مترو عين شمس، بحثاً عن المشاركين بالتظاهرات.

وفي حي المرج، خرجت مسيرة من أمام مسجد القدسي، رفع المشاركون فيها شارات "رابعة العدوية"، في وقت خرجت فيه مسيرة أخرى، في مدينة نصر في الحي السابع.

وردّد المتظاهرون العديد من الهتافات، منها "مش هنسيب الحق.. فاهمين ولا لأ" ، و"الشعب يريد إسقاط النظام".

وفي محافظة الجيزة، اعتدت قوات الأمن على مسيرة لأهالي مدينة البدرشين، جنوب الجيزة، الذين خرجوا في مسيرات حاشدة من عدة مساجد. كما أنهى رافضو الانقلاب العسكري مسيرتهم عقب وصول سيارتي أمن مركزي وسيارة فض شغب، إلى منطقة العمرانية، وتفرق المتظاهرون إلى الشوارع الجانبية فور وصول قوات الأمن.

وفي محافظة الدقهلية، نظم مناهضو الانقلاب سلسلتين بشريتين بقريتي "البوها" و "كوم النور"، التابعتين لمركز "ميت غمر"، رفعوا خلالهما شارات رابعة العدوية، تنديداً بمذبحة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس/ آب قبل الماضي.

وفى قريتي "نوسة الغيط" و "منشأة الإخوة" في المحافظة نفسها نظم ناشطو حركة "طلاب ضد الانقلاب"، بمشاركة حركة "صوت الحرة"، سلسلة بشرية على جانبي طريقي "أجا- المنصورة" و "المنشية – أجا" طالبوا فيها بالقصاص من قتلة شهداء المذبحة وفي مقدمتهم الرئيس، عبد الفتاح السيسي. وردد المشاركون في السلسلتين هتافات منددة بما وصفوه بـ "القمع والانتهاكات الأمنية" واعتقال الفتيات ومحاولات "قمع" الحراك الطلابي في الجامعات والمدارس.

وفي محافظة الشرقية، اصطف مناهضو الانقلاب في سلسلة بشرية على جانبي طريق "كفر صقر – أبو كبير" رفعوا فيها صور عدد من المعتقلين السياسيين، مطالبين بإطلاق سراح نحو 40 ألف سجين رأي في مقار الاحتجاز المصرية منذ وقوع الانقلاب.

وفي محافظتي "كفر الشيخ" و"المنوفية"، نظم مناهضو الانقلاب مسيرتين بقرية "الرياض" ومدينة "تلا" أكد المشاركون فيهما تمسكهم بـ "إسقاط حكم العسكر"، منددين بـ "تردي" الأوضاع المعيشية وارتفاع أسعار السلع الغذائية.

وكان "تحالف دعم الشرعية" قد دعا لمواصلة الحراك في الميادين والجامعات وفعاليات انتفاضة السجون الثالثة، مؤكداً أن "وحدة الصفوف تحقق أهدافنا جميعا في القصاص من مبارك الأول والثاني وعصابتيهما". وقال، في بيان أصدره الأربعاء الماضي، إن "الثورة إرادة شعب ولن يوقف اصطفافه خلفها إرهاب انقلاب ولا سماسرة ثورة ولا شيوخ سلطان".