أفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان، بأنه مستمر في دعم المرافق الصحية، لمواصلة تقديم خدمات الصحة الإنجابية للنساء اليمنيات، بعد شهرين من إعلانه إغلاق المئات من المنشآت الصحية بسبب نقص التمويل.
وأكدت مديرة مكتب الاستجابة الإنسانية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، شوكو آركاكي، أن الصندوق سبق له أن أعلن أنه "على وشك إغلاق 175 منشأة صحية من أصل 268 منشأة يدعمها في أنحاء البلاد بسبب نقص التمويل، ما يعرّض أكثر من مليون امرأة للخطر"، لافتاً إلى أنه اليوم يسعى إلى "توسيع أنشطة وبرامج الصحة الإنجابية لدعم ومساعدة النساء والأطفال في مختلف المحافظات اليمنية".
وأوضحت آركاكي أن مليون امرأة يمنية استفادت من برامج الصحة الإنجابية المنقذة للحياة التي نفّذها الصندوق خلال العام الماضي، مشيرة إلى أن الصندوق "سيستمر في دعم المرافق الصحية لمساعدة النساء أثناء الحمل والولادة وتقديم الحماية لهن وضمان حصولهن على الرعاية الأفضل للحد من وفيات الأمهات والأطفال عبر برامج الصحة الإنجابية المنقذة للأرواح".
وبيّنت آركاكي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، قبيل مغادرتها اليمن، أمس السبت، أن هذه الزيارة هدفت إلى الاطلاع "بشكل مباشر على تداعيات أسوأ أزمة إنسانية في العالم، خاصة على النساء والفتيات، والاستجابة التي يقوم بها العاملون في مجال الإغاثة للتخفيف من معاناة الناس في ظل ظروف بالغة الصعوبة".
ولفتت إلى أن الصندوق "يركز على مساعدة النساء اللاتي يلدن في ظروف صعبة، ومساعدتهن وإدخال البسمة عليهن، ليعم الفرح الأسرة والمجتمع".
وتسببت الأوضاع الصحية المتردية في ارتفاع أعداد وفيات النساء والأطفال خلال السنوات الخمس الأخيرة في اليمن، لا سيما في المناطق الريفية.
وفي السياق، قالت طبيبة النساء والولادة، الدكتورة جميلة ناجي، إن الأزمة التي تمر بها البلاد تسببت في تدني مستوى خدمات الصحة الإنجابية للنساء في المرافق الصحية، ما انعكس سلباً على الوضع الصحي للنساء والفتيات في اليمن عموماً.
وأضافت ناجي، لـ"العربي الجديد"، أن "شح الإمكانات الخاصة برعاية الحوامل وعدم توفر الدعم والتأخير في إسعاف النساء وعدم المتابعة بصورة منتظمة لحالاتهن الصحية، عوامل أدت إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين النساء والأطفال حديثي الولادة". وأشارت إلى أن الصندوق الأممي "يدعم خدمات الطوارئ التوليدية والصحة الإنجابية ورعاية الحوامل في مرافق صحية كثيرة، حيث تستفيد النساء من تلك الخدمات، وفي حال توقف الدعم فإن مئات الآلاف من النساء سيتعرضن لخطر الوفاة".
وبحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن إجمالي الاستجابة لنداء الصندوق من أجل العمل الإنساني في اليمن لعام 2019 بلغت 110 ملايين دولار، إلا أن ما تلقاه الصندوق فعليًا بلغ 38 مليون دولار فقط.