الأمم المتحدة تتوقع "معركة طويلة" ضد وباء إيبولا

22 نوفمبر 2014
المخاوف من إيبولا مازالت قائمة (فرانس برس)
+ الخط -
نبه رئيس بعثة الأمم المتحدة لمكافحة فيروس إيبولا أمس الجمعة إلى أن الانتصار على هذا الوباء لا يزال "بعيدا جدا"، داعيا إلى تقديم مساعدة اضافية للدول الأفريقية المصابة.
وقال أنطوني بانبوري في اجتماع لمجلس الأمن أن "معركة طويلة تنتظرنا". وأضاف في مداخلة أدلى بها عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة أن التصدي للوباء الذي تسبب بوفاة نحو 5500 شخص "سيتطلب تعزيزا كبيرا للامكانات على الأرض".
وتابع بانبوري "لا نزال بعيدين جدا من نهاية هذه الأزمة"، موضحا أن بعثة الأمم المتحدة ستبدأ بالعمل في مالي حيث قضى عدد كبير من الأشخاص جراء المرض.
وفي واشنطن، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه في حال بذل المجتمع الدولي مزيدا من الجهود فإنه يمكن احتواء وباء إيبولا قبل منتصف العام المقبل.
والوباء الذي ظهر قبل نحو عام في جنوب غينيا أسفر عن وفاة 5420 شخصا على الأقل من أصل 15 ألفا و145 اصابة تم تسجيلها، وفق آخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية حتى 16 نوفمبر/تشرين الثاني. وتم رصد العدد الأكبر من الإصابات في غينيا وليبيريا وسيراليون. وأشارت أرقام جديدة إلى تراجع في عدد الإصابات الجديدة في ليبيريا حيث سجل أكبر عدد من المرضى، وغينيا. لكن خلال الأسبوع الماضي وحده سجلت 553 إصابة جديدة في سيراليون وهو أكبر رقم أسبوعي منذ انتشار المرض في هذا البلد.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية نفسها أن هذه الأرقام لا تعكس الحقيقة كاملة.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور إن "المعركة ليست مستمرة فحسب لكنها لا تزال تصب لمصلحة إيبولا".
من جهتها، اعتبرت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية لمجلس الأمن أن "التقدم الذي أحرز حتى الأن يمكن أن ينقلب بسهولة".
وانطلق الوباء من غينيا أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2013. وبلغ عدد الوفيات في هذا البلد حتى 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1214 من إجمالي 2047 إصابة، بينما في ليبيريا بلغ عدد الوفيات 2963 من إجمالي 7082 إصابة. وفي سيراليون، أحصت منظمة الصحة العالمية 1267 وفاة من إجمالي 6190 إصابة.

أما حصيلة الوفيات في صفوف الطواقم الطبية والعاملين الصحيين فقد تدهورت أيضا مع تسجيل 337 وفاة من أصل 588 إصابة.
وخارج أفريقيا، تم تسجيل أربع اصابات في الولايات المتحدة توفي منها ليبيري عاد من بلاده، وفقا لأرقام صدرت في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي. لكن طبيبا من سيراليون أصيب بالوباء تم نقله إلى الولايات المتحدة توفي هناك أيضا في 17 من الشهر الجاري.
ودعت الأسرة الدولية أمس الجمعة إلى تحديد هدف هو "لا اصابات جديدة" بإيبولا. وخلال اجتماع للمنظمات الدولية الكبرى في واشنطن، دعت منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة والبنك الدولي إلى "تحديد هدف بالغ الصعوبة هو لا اصابات جديدة بالمرض".
من جهته، قال رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم الجمعة إن "إيبولا ليس من نوع الأمراض التي تستطيع أن تترك منها بعض الحالات وتقول إنك اتخذت ما يكفي من التدابير".
ومع اقراره بحصول "تقدم" في مكافحة الوباء، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن ظهور اصابة في مالي يشكل مصدر "قلق عميق".
وكانت منظمة الصحة العالمية تحدثت عن ست اصابات أسفرت عن ست وفيات.
من جانبها، قالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية "من الضروري فعلا أن نتحرك بسرعة وعلى نطاق واسع في مالي حتى لا نندم لاحقا". وأضافت "يجب أن نطفىء هذه النار الصغيرة قبل أن تخرج عن السيطرة".
وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة أنه سيتوجه "الأسبوع المقبل" إلى كوناكري حيث تشارك بلاده في مكافحة الوباء، وأكد إرسال فريق من أربعة خبراء إلى مالي.
من جهتها، انتقدت غراسا ميشيل أرملة رئيس جنوب أفريقيا الراحل نلسون مانديلا بشدة امتناع القادة السياسيين والاقتصاديين الأفارقة عن التحرك في مواجهة الوباء. وقالت إن الوباء "يكشف الضعف الكبير لمؤسساتنا الوطنية والاقليمية والقارية".
المساهمون