الأمم المتحدة: النظام والمليشيات يعدمون عائلات ببيوتها في حلب

13 ديسمبر 2016
مكتب حقوق الإنسان يملك أسماء الضحايا(جورج أورفاليان/فرانس برس)
+ الخط -


أكدت الأمم المتحدة أنّ قوات النظام السوري قتلت، أمس الإثنين، 82 مدنياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، في أحياء حلب الشرقية، واصفة ما جرى في المدينة بأنّه "انهيار كامل للإنسانية"، في وقت اتهم الكرملين المنظمة الدولية بأنّها "لا تعلم ما يحدث في الواقع".
وردّ ناشطون ميدانيون بالقول إن "جرائم النظام ليست سابقة".

وقال المتحدث باسم مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية روبرت كولفيل، اليوم الثلاثاء، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، إنّ الضحايا، وبينهم 11 امرأة و13 طفلاً، قتلوا "على الأغلب في الساعات الـ48 الماضية" في أربعة أحياء مختلفة من حلب، في سورية، هي أحياء بستان القصر، والفردوس، والكلاسة، والصالحين. وأضاف أنّه قد يكون هناك "كثيرون" غيرهم.

وأكد المتحدث أنّ لدى الأمم المتحدة تقارير عن قيام قوات النظام السوري ومليشيات عراقية متحالفة معها بقتل مدنيين في شرق حلب، مشيراً إلى أنّ مكتب حقوق الإنسان يملك أسماء الضحايا.

وأضاف "تم إبلاغنا أن قوات النظام تدخل بيوت المدنيين وتقتل الأفراد الموجودين هناك، بما في ذلك النساء والأطفال"، موضحاً أنّ "التقارير التي لدينا عن أشخاص جرى إطلاق الرصاص عليهم في الشارع وهم يحاولون الفرار، وأشخاص أطلق عليهم الرصاص في منازلهم"، مشيراً إلى وجود جثث في الشوارع لم يتم انتشالها بسبب القصف.

وعبّر كولفيل عن "قلق بالغ" من وقوع عمليات انتقام بحق آلاف المدنيين الذين يعتقد أنّهم ما زالوا يتحصنّون في ما وصفها بـ"زاوية من الجحيم"، تقلّ مساحتها عن كيلومتر مربع، وتسيطر عليها المعارضة السورية.

وأشار إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان جرت في مدينة حلب، معرباً عن "خوف شديد على من لا يزالون هناك"، مشيراً إلى أنّ المدينة لا تزال تشهد قصفاً مكثّفاً.

ولفت إلى أنّه ليس لدى الأمم المتحدة أرقام محددة حول عدد النازحين الذين غادروا حلب خلال الساعات الماضية، ولا حول المدنيين المحاصرين هناك، لكنّه قال إنّ "الآلاف منهم في خطر".

وأكد كولفيل أنّ "العاملين في حقوق الإنسان قلقون إزاء عدد من المفقودين في حلب، ووكالات الإغاثة أعربت عن قلقها إزاء أوضاع المدنيين المهجرين".

ولفت المتحدث إلى أنّ لدى الأمم المتحدة "أدلة مهمة لتقديم عدد من الجناة في أحداث حلب للجنايات الدولية"، مطالباً بـ"وقف فوري لإطلاق النار من أجل إيصال المساعدات وإجراء عمليات الإخلاء ومعالجة المصابين".

من جانبه، قال الناشط الاعلامي محمد الدمشقي، في جنوب دمشق، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "ما تقوم به المليشيات في حلب اليوم ليس سابقة في سلوكها. فقد تم تنفيذ أعمال مماثلة في أحياء من جنوب دمشق، ففي عام 2012-2013، تم إعدام جميع المدنيين الذين وقعوا تحت قبضة المليشيات من أطفال ونساء ورجال، أعداد ليست قليلة منهم تم إحراقهم أحياء، وما زال كثيرون يذكرون بؤرة الحرق في حي التضامن".

ولفت إلى أن "هناك العديد من الشهادات عن ارتكاب أعمال مماثلة في ريف حمص وريف حماة، إضافة إلى يتم في المعتقلات".

من جهته، قال المتحدث باسم الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ينس لاريكه، إنّ الأمر يبدو "انهياراً كاملاً للإنسانية" في حلب.

في المقابل، اتهم الكرملين الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، بأنّها "لا تعلم حقيقة ما يحدث هناك"، أي في حلب، وذلك رداً على تأكيد مستشار المبعوث الأممي إلى سورية جان إيغلاند، مسؤولية القوات الروسية وقوات النظام عن الجرائم في المدينة.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، في تصريحات للصحافيين، اليوم الثلاثاء، إنّ "إيغلاند، على ما يبدو، لا يملك معلومات حول ما يحدث في حلب، وإلا فإنّه سيلفت انتباهه إلى تلك الجرائم الوحشية التي ترتكبها الجماعات الإرهابية"، على حدّ تعبيره.

واعتبر المتحدث باسم الكرملين أنّ "امتناع المسؤول الأممي عن إعطاء أي تفاصيل في هذه الحالة، عن ارتكاب المسلحين جرائم، يدل على أنه لا يعلم ما يحدث في الواقع في سورية وحلب"، بحسب قوله.

وكان إيغلاند قال في حسابه عبر موقع "تويتر"، إنّ "موسكو ودمشق مسؤولتان عن الجرائم التي ترتكبها الفصائل المنتصرة في حلب".