الأمطار وموجة البرد تضاعفان معاناة المهجّرين في مخيمات الشمال السوري

29 ديسمبر 2018
خيم مهترئة ومعاناة متجددة (Getty)
+ الخط -

أغرقت الأمطار والسيول الناجمة عنها عدة مخيمات في ريف حلب الشمالي، متسببة في أضرار كبيرة، خاصة في المخيمات القريبة من مدينتي الباب وجرابلس، والتي تؤوي مهجّرين من الغوطة الشرقية وجنوب دمشق.

وفي مخيم دير البلوط بمنطقة عفرين، التهمت النيران مؤخرا خيمة لإحدى العائلات المهجرة بسبب المدفأة، قبل أن يتمكن المهجرون من إخماد النيران وإنقاذ من فيها بدون وقوع إصابات.

وتتساءل أم خالد، التي هُجّرت من جنوب دمشق وتقيم حاليا في مخيم للنازحين قرب مدينة الباب: "إلى متى تستمر هذه الحالة التي نحن فيها؟، عند هطول المطر نعيش الخوف والرعب من السيول التي تجرف كل شيء في طريقها، والمياه تبلل الخيم والملابس وكل ما فيها، وبمجرد خروج الأولاد يعودون والطين قد لطّخهم بالكامل".

وتتابع لـ"العربي الجديد"، "إذا غيّروا هذه الخيم بكرفانات سيكون أفضل، وستهون علينا الحياة كثيرا، نحن لا نريد منازل فخمة أو كبيرة، فقط غرفة واحدة بسقف وجدران وأرضية لا تسرب المياه، كافية لنا وتفي بالغرض، ننام فيها عند هطول المطر ونحن مطمئنون أن المياه لن تغمرنا".

أما المهجر أمين مطر، فإنه يناشد المنظمات الإنسانية والدولية بشكل عاجل أن تقدم للمهجرين في المخيمات بريف حلب الأغطية والفراش، وحتى ملابس الأطفال، فهم بأمسّ الحاجة إليها، "الجميع يعتمدون هنا على الملابس القديمة وغالبيتها مهترئة، كما أن من عاش الحصار لسنوات جنوب دمشق خرج مُعدما لا يملك سوى ما يقي به نفسه داخل المخيم".

ويضيف مطر "من الجيّد أنه لم تحدث سيول هنا كما وقعت في مخيمات ريف إدلب بمناطق أطمة وسرمدا وغيرهما، حيث رأينا مناظر مرعبة لسيول جارفة تقتلع الخيام وتدمر المنازل العشوائية، لكننا في المقابل تضررنا، ونرجو أن يكون هناك حل ولو لنهاية الشتاء كي تنقضي هذه الأزمة".

وبحسب الرابطة السورية لحقوق اللاجئين، يتجاوز عدد المخيمات في الشمال السوري بمناطق إدلب وريفها، ومنطقتي غصن الزيتون ودرع الفرات، 522 مخيما، معظمها يعاني من نقص حاد في الخدمات ويفتقر للبنى التحتية الأساسية كالطرق والنقاط الطبية وشبكات الصرف الصحي، ويعدّ وصول فرق الإنقاذ لها أمرا صعبا بسبب الطرق الطينية.



وفي هذا الصدد، يقترح المهجر جهاد درة (34 عاما) أن تكون هناك مشاريع لبناء وحدات سكنية بأسعار مقبولة يتم بيعها للنازحين والمهجرين تكون حلا نهائيا لمشكلة المخيمات، مشيرا إلى عدة نماذج عملت عليها منظمات، كما في بلدة دير حسان في إدلب حيث يقيم قريبه، أو بجهود من أبناء المدن، كما فعل مهجرو مدينة دوما عند وصولهم إلى الشمال السوري من ريف دمشق.

ويقول درة لـ"العربي الجديد": "أعتقد أنه الحلّ الأمثل للجميع هنا، فالعودة صعبة إلى مناطقنا التي هجّرنا منها، خاصة المناطق التي حوصرت ودُمرت على مدى سنوات".

المساهمون