وظهرت في منطقة قصر سعيد بوسط العاصمة حفر عميقة عطلت حركة السير، وكادت تبتلع عددا من السيارات والمارة، كما عرفت مناطق أريانة والمنيهلة ومنوبة وغيرها نفس المشكلة. وقال المستشار ببلدية قصر سعيد، ظافر الصغيري، إن "المنطقة معروفة بأنها منطقة فيضانات، ولهذا أدرجت ضمن برنامج حماية تونس الغربية من الفيضانات، والأشغال لم تنته بعد، ونتيجة الأمطار الغزيرة ظهرت العديد من الحفر على طول الطريق".
وأوضح الصغيري في تصريح إذاعي، أنه "رغم غلق الطريق من قبل البلدية بحواجز، إلا أن السيارات كانت تحاول المرور، وعقب ظهور الحفر العميقة صباح اليوم، سارعت البلدية بغلق الطريق، وردم الحفر، وطالما أن الأشغال مستمرة في الطريق، فإن حفرا أخرى ستظهر".
وأكد الخبير في البيئة والتنمية المستدامة، عادل الهنتاتي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "إنشاء الطرق شهد مشكلات عدة، وكثرة المتدخلين مثل الشركة الوطنية للمياه، والبلديات، وديوان التطهير، ساهم في تراكم المشكلات، فكل طرف يحاول القيام بالأشغال دون تنسيق مع الآخر، ومجهودات الدولة ضعيفة مقارنة بالأمطار الغزيرة خلال الأعوام الأخيرة".
وبين الهنتاني أنه "التغيرات المناخية جعلت الأمطار أكثر غزارة من ذي قبل، والتجهيزات والمعدات قديمة، وغير قادرة على مقاومتها، ووزارة التجهيز لديها برامج منها برنامج حماية تونس الغربية من الفيضانات، ولكن هذا لن يمنع تكرار الأزمة في ظل غياب خطة حقيقية يتم تشريك المجتمع المدني والخبراء فيها".
وأفاد بأنه يمكن دائما الاستفادة من مياه الأمطار. "تونس عرفت مواسم جفاف، والمياه المتدفقة بعضها يذهب إلى البحر، وبعضها يهدر، ولا بد من وضع استراتيجية متكاملة تضمن حسن التصرف، وتساعد على مجابهة مياه الأمطار".
وأضاف: "إذا تواصل الوضع على ما هو عليه، سنعيش مشاكل أعمق مع البنية التحتية المهترئة، والفيضانات التي حصلت في محافظة نابل دليل على عمق المشاكل، وستتواصل الحوادث، وربما تكون أكثر خطورة إذا غاب التصور المتكامل والناجع للحماية".