وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الإقليم، أوميد صباح، في بيانٍ حصل "العربي الجديد"، على نسخةٍ منه، "حاولت مجموعة من الأشخاص في منطقة سنجار (524 كلم شمال بغداد) تأسيس قوة خارج كل الحدود القانونية وخارج إطار وزارة "البشمركة"، وتمّ تنبيههم في شهر فبراير/شباط من هذا العام حول حسم أمرهم بانضمامهم إلى وزارة "البشمركة"، لأنّ بقاءهم خارج إطارها لا يمكن القبول به، باعتباره تجاوزاً للقانون، حيث لا يسمح بتشكيل أية قوى عسكرية خارج هذا الإطار".
كما أشار المتحدث إلى أن السلطات في الإقليم، سبق لها أن دعت حيدر ششو، إلى ربط فصيله المسلّح بوزارة "البشمركة" التابعة لحكومة الإقليم، وأعطته مهلة شهرين، ابتداءً من فبراير الماضي للقيام بذلك، إلا أنه لم يقم بذلك، فجرى اعتقاله.
وقامت الأجهزة الأمنية في محافظة دهوك (500 كم شمال بغداد)، مساء الأحد 5 أبريل/نيسان باعتقال حيدر ششو، وهو من الكوادر القيادية في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يقوده الرئيس العراقي السابق، جلال طالباني، بالإضافة إلى عددٍ من عناصر حمايته، بعدما أعلن عن تأسيس فصيل مسلّح يُدعى "قوة حماية سنجار" بداية العام الحالي، وقام بالاتصال بقيادة "الحشد الشعبي" في بغداد، وربط فصيله به، وتمّ تخصيص رواتب شهرية لعناصر فصيله، كما تمّ إمدادهم بالأسلحة.
اقرأ أيضاً: لقاء العبادي ـ العبيدي يُطلق معركة الموصل
وأضاف المتحدث باسم رئاسة إقليم كردستان "نعلن وبكل صراحةٍ أننا لن نسمح بتشكيل أية قوى عسكرية خارجة عن القانون في الإقليم، وسيتم التعامل مع المتجاوزين حسب القانون".
ولذلك، تمّ اعتقال مسؤول هذه القوة، حيدر ششو، وآخرين بشكل علني، وسيتمّ تقديمهم للمحاكمة بشكلٍ رسمي، ولا يوجد أحد فيهم مجهول المصير ولم يعتقلوا سراً.
وكانت قوات "البشمركة" الكردية قد منعت الآلاف من عناصر "الحشد الشعبي" من الوصول إلى كركوك، في وقتٍ سابق من العام الحالي، وأعلنت حينها أن وجود مثل تلك المليشيا في المناطق الكردية مرفوض، إلا أنه لم يتم اعتقال أي شخصٍ يشارك في تلك المليشيات في كركوك والمناطق الأخرى.
الانتهاكات التي قامت بها عناصر مليشيا "الحشد الشعبي" في محافظة ديالى وضواحي بغداد، ثم في صلاح الدين، وأحدثها في مدينة تكريت، زادت من رفض دخولها إلى المزيد من المناطق السنية، وبشكلٍ خاص مدينة الموصل، أكبر المدن السنية في العراق.
وإدراكاً منه لدرجة الرفض الذي يواجهه "الحشد الشعبي"، أبلغ رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، خلال زيارة قام بها الاثنين 6 أبريل/نيسان إلى مدينة أربيل، صحافيين في مطار المدينة بأن "الحشد الشعبي" لن يشارك في معركة تحرير مدينة الموصل.
وتفيد مصادر كردية تابعت محادثات العبادي مع قيادة إقليم كردستان، بأن الحكومة العراقية تريد أن تتولى قوات "البشمركة" ذلك الدور، الذي قامت به مليشيا "الحشد الشعبي" في معارك تكريت، وتدخل المدينة إلى جانب القوات النظامية، إلا أن المسؤولين الأكراد لا يزالون متحفظين حول المشاركة.
ويسعى العبادي إلى إقناع الأكراد بمكاسب، خاصةً في الجانب المالي، حيث تحجب حكومته حصة الإقليم من الميزانية منذ العام الماضي، بتولي الدور الرئيسي على الأرض في معركة تحرير الموصل، لأنه يريد بذلك أن يقوي موقعه في الحكم ببغداد مقابل منافسيه، وسيوجّه رسالةً إلى الداخل العراقي وإلى الأطراف الإقليمية والدولية، مفادها أن سلفه نوري المالكي سلّم محافظات صلاح الدين ونينوى وغيرها إلى تنظيم "داعش"، وهو استطاع استردادها.
اقرأ أيضاً: المليشيات تنهب تكريت وتستولي على مبانيها