الأفلام العربية الصامتة: تراث مجهول

06 ابريل 2017
شاركت أمينة رزق في بطولة "سعاد الغجرية" (Getty)
+ الخط -
وفقاً للفنان، يوسف وهبي؛ فقد شهد عام 1932 إنتاج أول فيلم عربي ناطق، وهو فيلم "أولاد الذوات" للمخرج محمد كريم، وقام وهبي ببطولة الفيلم مع دولت أبيض. وإن كانت بعض المصادر تذهب إلى أن فيلماً عربياً ناطقاً آخر سبقه في نفس العام بعنوان "أنشودة الفؤاد" للمخرج الإيطالي، ماريو فولبي، وبطولة نادرة أمين وزكريا أحمد. وقد تم تسجيل الصوت فى هذين الفيلمين وإعادة تركيبه في استديوهات بباريس لعدم توافر هذه التقنية بمصر في تلك اللحظة. وهو ما يعني أن السنوات القليلة التي سبقت ذلك التاريخ كانت تُعَدّ زمنَ السينما العربية الصامتة، وهي فترة شهدت مجموعة من الأفلام معظمها لم يعد متاحاً الآن بفعل الزمن والإهمال، فتلك المرحلة الصامتة لم تكن لها في نظر كثيرين أهمية تُذكر في ظل التطور الكبير الذي صاحب صناعة السينما عالمياً وعربياً.

أقدم معلومة مقتضبة عن الأفلام الروائية العربية الصامتة تعود بنا إلى سنة 1918 حين عُرض فيلمان من إخراج محمد كريم هما "الأزهار الميتة" و"شرف البدوي"، بعدهما ظهر فيلم "الخالة الأمريكانية" سنة 1922 وهو من إنتاج وبطولة فوزي منيب. بينما كان أقدم فيلم تحفظه التسجيلات لليوم يعود إلى سنة 1923، وهو الفيلم الروائي القصير "برسوم يبحث عن وظيفة" من إخراج محمد بيومي وبطولة بشارة واكيم وعادل حميد وفيكتوريا كوهين وفردوس حسن، ومدة الفيلم 16 دقيقة فقط.

في مايو/ أيار سنة 1927 يعرض في مصر فيلم "قبلة في الصحراء" الذي أخرجه إبراهيم لاما وقام ببطولته أخوه بدر لاما وزوجة أخيه بدرية رأفت التي يظهر اسمها ثانياً في صورة الأفيش، بالرغم من أن البيانات تتحدث عن أن اسم "بدرية رأفت" حصلت عليه (جوزيفين سركيس) بعد زواجها من بدر، وهي التي وُلِدَتْ وفقاً للمعلومات المتاحة في 26 ديسمبر/ كانون الأول 1920، وتوفيت سنة 2009 في كندا، فهل تزوجت بدرية وقامت ببطولة الفيلم وعمرها أقل من سبع سنوات؟! وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، من نفس العام يُعرض فيلم "ليلى"، وهو من إخراج وتأليف مشترك بين وداد عرفي وإستيفان روستي، وقد قاما كلاهما أيضا بالتمثيل مع عزيزة أمير وآسيا داغر.

يشهد عام 1928 عرض أربعة أفلام صامتة، هي "البحر بيضحك" إخراج وبطولة إستيفان روستي وإنتاح وتأليف أمين عطا الله، وفيلم "تحت سماء مصر" من إخراج وداد عرفي، وبطولة بشارة واكيم وفاطمة رشدي. وفيلم "سعاد الغجرية" تأليف وإخراج جاك شوتز، وبطولة فردوس حسن وعبد العزيز خليل وأمينة رزق. وفيلم "فاجعة فوق الهرم" الذي تشارك في بطولته فاطمة رشدي وبدر لاما وفتحي الصافوري، وكان من تأليف وإخراج إبراهيم لاما.

بينما شهد عام 1929 فيلمين اثنين أولهما عُرض في 25 أبريل/ نيسان، وهو فيلم "بنت النيل"، من إخراج عمر وصفي، وتأليف وبطولة عزيزة أمير، وشاركها في التمثيل أحمد علام وحسن البارودي وعباس فارس وبمبة كشر. في حين عُرض الفيلم الثاني بعده بأيام قليلة في أول مايو/أيار وكان من إخراج وداد عرفي وتأليفه، وهو فيلم "غادة الصحراء"، الذي قامت ببطولته هند يونس مع عبد السلام النابلسي وآسيا داغر وماري كويني ووداد عرفي.

ويعد فيلم "زينب" من أواخر أفلام السينما العربية الصامتة، إن لم يكن هو آخر الأفلام الصامتة بالفعل، وهو عن قصة محمد حسين هيكل، ولا نقصد به النسخة الناطقة التي قامت ببطولتها الفنانة راقية إبراهيم سنة 1952، واشترك معها في التمثيل يحيى شاهين وفريد شوقي وشهرزاد؛ بل نقصد النسخة الصامتة التي عرضت سنة 1930 وقامت ببطولتها بهيجة حافظ مع سراج منير وزكي رستم ودولت أبيض. والطريف أن المخرج محمد كريم هو من قام بإخراج النسختين: الصامتة والناطقة، في حين قام الفنان عبد الوارث عسر بكتابة سيناريو الفيلم الناطق.





دلالات
المساهمون