لم يعد الحزن في الأغنيات سمة مرتبطة ببعض المغنين العرب، بعدما فرضت ظروف النزاع في المنطقة، والأزمات المالية العاصفة حالة قاتمة من التفكير، نتج منها تنميط للأغنية العربية، خاصة تلك التي يغنيها نجوم الصف الأول، وحصرها في ملعب الخيانة والخديعة والغدر. وحيث تكثر الأغنيات الشعبية، لا سيما المصرية، بطابعها الساخر والتهكمي على الواقع. يكثر النجوم من الندب في أغنياتهم الجديدة، دون تفسير واضح لهذا الكم من الحزن والمأساة. حتى التصقت ببعضهم ألقاب عن الدراما والحزن المفرط غير المبرر له، وهذه بعض الأمثلة عن غرق نجوم الصف الأول في حالات عاطفية حزينة بأغنياتهم:
وائل كفوري: ألبوم عن الرجعة
حين عاد الفنان اللبناني وائل كفوري لإطلاق ألبوم غنائي بعد فترة طويلة من أغاني السنغل، والتي في غالبيتها حملت طابع الندم، لم يباغت الجمهوربجديد. بل قدم مجموعة من الأغنيات التي امتلأت بمفردات تدل على انكسار العلاقة مثل "وقت الي بنساكي" و"كذابين" و"غدرتيني" و"غلطتي بالتوقيت" و"طريق الفلة" و"هلق ت فقتي"، وحين نذهب إلى لتفاصيل نلاحظ تكرار أفكار غدر المحبوب، ورغبة وائل في الانفصال كما توحي أغنياته. فهل جاء الألبوم تعبيراً عن حالة عاطفية متأزمة مر بها وائل؟ أم هو استثمار في نمط يحقق جماهيرية لوائل بعد تراجع حضوره في الأغاني الإيقاعية والشعبية لصالح فنانين جدد.
إليسا: ملكة تمطر دموعاً
تجد، إليسا، دوماً نفسها في حالة تعبير وجدانية بحتة، فتلعب في أغنياتها أدواراً اجتماعية للمرأة المنكسرة والمتمردة والأنانية والمخدوعة. جميع ما قدمت إليسا من حالات حول ألبوماتها إلى مساحة لدراما كبيرة تستفز مشاعر متابعيها الذين يصلون حد البكاء في كثير من الأحيان. فعلاوة على أغنية إيقاعية أو اثنتين، كان حال ألبومها الأخير "إلى كل اللي بيحبوني" ليس بحال مختلف عن سابقه "سهرنا يا ليل" في التطرف لحالة قصوى من الشجن الزائد. وعبّرت عن ذلك أسماء أغنيات مثل "مريضة اهتمام" و"كتيرة عليه" و"أنا وحيدة" "كرهني". إذْ استأثرت إليسا بأنوثتها ورغبتها في امتلاك الحبيب حتى لو حدث فراق بينهما. فرفعت الأنا لدى محبيها، الذين وجدوا في أغنيات نجمتهم المفضلة دعوة لارتداء قناع الأنانية في العلاقات العاطفية.
شيرين: ليست أيام زمان
عندما قدمت، شيرين عبد الوهاب، أغنية "جرح تاني" لم تكن الساحة الفنية تحمل هذا الكم من أغنيات الحزن والفراق. لتقدم، قبل أيام، ألبوماً طال انتظاره بعنوان "نساي". وكحال إليسا، تمردت شيرين في إحدى الأغنيات إلى الدرجة القصوى وقدمت أغنية تعبّر عن تعنيف النساء وعنونتها "تاج راسك". وبعيداً عن المفاهيم التي حاولت شيرين تبسيطها في الأغنيات، إلا أن حصة الألم في أغنياتها جاءت أكبر من المعتاد، رغم سعادتها بالزواج من الملحن والمغني حسام حبيب. فغنت عن "الكذابين"، معتبرة أن الكذب بات من الأمور التقليدية. كما غنت "ضعفي" حيث الدرجة العالية من الشاعرية تتضمنها الكلمات المشجعة على الانكسار والاستسلام أمام الحب. فهل بدأت شيرين في التوجه للنمط الدرامي في الأغنيات بشكل طاغٍ؟ وإذا ما اعتبرنا الأغنيات الحزينة موضة لهذه الفترة، فلا يمكن إغفال الجانب الاقتصادي الذي لا يشجع الفنان على تصوير عدة كليبات كما في السابق، لذا تجد هذه الأغنيات حالة للتسويق عبر الانترنت عبر اسم مستفز أو موضوع متمرد أو مناجاة مشاعر المستمع عبر مخاطبة سمعه وبصره وهو يتابع الأغنية على شاشة هاتفه المحمول. فمتى تخرج الأغنية العربية من الأسر، فلا نجد أنغام تغني "خايفة أفرح" ولا أصالة تتابع الشكوى من "خانات الذكريات" ووصلاً "للحقيقة"؟
اقــرأ أيضاً
حين عاد الفنان اللبناني وائل كفوري لإطلاق ألبوم غنائي بعد فترة طويلة من أغاني السنغل، والتي في غالبيتها حملت طابع الندم، لم يباغت الجمهوربجديد. بل قدم مجموعة من الأغنيات التي امتلأت بمفردات تدل على انكسار العلاقة مثل "وقت الي بنساكي" و"كذابين" و"غدرتيني" و"غلطتي بالتوقيت" و"طريق الفلة" و"هلق ت فقتي"، وحين نذهب إلى لتفاصيل نلاحظ تكرار أفكار غدر المحبوب، ورغبة وائل في الانفصال كما توحي أغنياته. فهل جاء الألبوم تعبيراً عن حالة عاطفية متأزمة مر بها وائل؟ أم هو استثمار في نمط يحقق جماهيرية لوائل بعد تراجع حضوره في الأغاني الإيقاعية والشعبية لصالح فنانين جدد.
إليسا: ملكة تمطر دموعاً
تجد، إليسا، دوماً نفسها في حالة تعبير وجدانية بحتة، فتلعب في أغنياتها أدواراً اجتماعية للمرأة المنكسرة والمتمردة والأنانية والمخدوعة. جميع ما قدمت إليسا من حالات حول ألبوماتها إلى مساحة لدراما كبيرة تستفز مشاعر متابعيها الذين يصلون حد البكاء في كثير من الأحيان. فعلاوة على أغنية إيقاعية أو اثنتين، كان حال ألبومها الأخير "إلى كل اللي بيحبوني" ليس بحال مختلف عن سابقه "سهرنا يا ليل" في التطرف لحالة قصوى من الشجن الزائد. وعبّرت عن ذلك أسماء أغنيات مثل "مريضة اهتمام" و"كتيرة عليه" و"أنا وحيدة" "كرهني". إذْ استأثرت إليسا بأنوثتها ورغبتها في امتلاك الحبيب حتى لو حدث فراق بينهما. فرفعت الأنا لدى محبيها، الذين وجدوا في أغنيات نجمتهم المفضلة دعوة لارتداء قناع الأنانية في العلاقات العاطفية.
شيرين: ليست أيام زمان
عندما قدمت، شيرين عبد الوهاب، أغنية "جرح تاني" لم تكن الساحة الفنية تحمل هذا الكم من أغنيات الحزن والفراق. لتقدم، قبل أيام، ألبوماً طال انتظاره بعنوان "نساي". وكحال إليسا، تمردت شيرين في إحدى الأغنيات إلى الدرجة القصوى وقدمت أغنية تعبّر عن تعنيف النساء وعنونتها "تاج راسك". وبعيداً عن المفاهيم التي حاولت شيرين تبسيطها في الأغنيات، إلا أن حصة الألم في أغنياتها جاءت أكبر من المعتاد، رغم سعادتها بالزواج من الملحن والمغني حسام حبيب. فغنت عن "الكذابين"، معتبرة أن الكذب بات من الأمور التقليدية. كما غنت "ضعفي" حيث الدرجة العالية من الشاعرية تتضمنها الكلمات المشجعة على الانكسار والاستسلام أمام الحب. فهل بدأت شيرين في التوجه للنمط الدرامي في الأغنيات بشكل طاغٍ؟ وإذا ما اعتبرنا الأغنيات الحزينة موضة لهذه الفترة، فلا يمكن إغفال الجانب الاقتصادي الذي لا يشجع الفنان على تصوير عدة كليبات كما في السابق، لذا تجد هذه الأغنيات حالة للتسويق عبر الانترنت عبر اسم مستفز أو موضوع متمرد أو مناجاة مشاعر المستمع عبر مخاطبة سمعه وبصره وهو يتابع الأغنية على شاشة هاتفه المحمول. فمتى تخرج الأغنية العربية من الأسر، فلا نجد أنغام تغني "خايفة أفرح" ولا أصالة تتابع الشكوى من "خانات الذكريات" ووصلاً "للحقيقة"؟