الأعراس التونسية: أعباء كبيرة

08 سبتمبر 2015
العادات والتقاليد التونسية (فرانس برس)
+ الخط -
"عرض خاص للعرائس"، ستجد هذه العبارة في غالبية المحلّات التجارية والمتاجر الكبرى في تونس. فعلى الرغم من الركود الاقتصادي الذي يشهده العديد من القطاعات في تونس، فإن انطلاق موسم الأعراس بعد عيد الفطر، يعتبر محرّكاً أساسياً، إذ يرتفع الطلب على العديد من المواد والخدمات المرتبطة أساساً بحفلات الزفاف.

أعباء مختلفة

تنقسم القطاعات المرتبطة بالزواج إلى قسمين أساسيين؛ أحدهما يرتبط بالمنزل ومستلزماته، فيما يتعلّق الآخر بحفل الزواج ذاته.
تلفاز، جهاز تبريد، جهاز طهي، آلة غسل ملابس، آلة غسل صحون كلها أصبحت من الضروريات بالنسبة للمقبلين على الزواج. وهنا يجنح العديدون لعروض البيع بالتقسيط ومعارض الأجهزة "الكهرومنزلية" ومواسم التخفيضات علهم يظفرون بفرصة الحصول على أحد هذه الأجهزة بثمن يتناسب مع قدرتهم الشرائية. إذ يبلغ ثمن هذه المواد بين 1500 دولار و4 آلاف دولار، في حين يتقاضى الموظّف العادي بين 200 دولار و400 دولار شهرياً، ممّا يعسّر مهمّة شراء هذه المواد ليلجأ الكثيرون للاقتراض من المصارف.
كذلك تزدهر معارض الأثاث في تونس في هذه الفترة، لتشهد إقبالاً مقارنة بفترات أخرى من السنة، فيما يفضّل الكثيرون اللجوء إلى النجارين لصنع أثاث المنزل بحسب نماذج معيّنة مع ضمان الجودة. وتبلغ قيمة الأثاث بأنواعه من غرفة استقبال وغرفة نوم وغرفة طعام بين 3 آلاف دولار و6 آلاف دولار، أي ما يعادل عشرة أضعاف الراتب الشهري.
ينعكس العرس التونسي حركيّة على الآلاف من شركات بيع الأثاث التي تشغّل آلاف الأيدي العاملة المختصّة في النجارة والتغليف وصنع الوسائد والقماش وغيرها من الأكسسوارات وهو قطاع متنامٍ من حيث الابتكار ورقم المعاملات.

اقرأ أيضاً:تونس تجتر الفشل في التدريس والتوظيف


في "ليلة العمر"، كما يسمّيها التونسيّون، يتم إنفاق مصاريف كبيرة وعديدة قد تضاهي مصاريف شراء الأثاث والمواد "الكهرومنزلية" لإقامة حفل الزفاف. فكلفة استئجار قاعة الأفراح بين 1000 و3 آلاف دولار لقاء ساعتين فقط من دون ذكر مصاريف الوليمة التي قد تصل إلى أكثر من 2500 دولار.
وتأجير قاعات الأفراح أصبح قطاعاً مربحاً، فحتى من يملك حديقة كبيرة في منزله قادر على أن يجعل منها مورداً للدخل في فصل الصيف وقد تصل أرباحه لما يناهز 20 ألف دولار شهرياً بمجرّد عرض حديقته أمام العرسان الجدد.

مواعيد سابقة

أما محلّات تصفيف الشعر والحلاقة واستئجار فساتين الأفراح فلا تجد إليها سبيلاً إلّا بموعد مسبق قبل ثلاثة أو أربعة أشهر من تاريخ الزفاف. إذ تعمل هذه المحلّات في موسم الأعراس بشكل كبير عبر تأجير فساتين العرس للزوجة وحتى المدعوّين. وتصل كلفة استئجار فستان الزفاف إلى ألفي دولار، فيما تصل كلفة تصفيف شعر العروس وتزيينها لأكثر من ألف دولار.
البقلاوة وكعك ورقة مدينة زغوان، أبرز ما يميّز العرس التونسي. فهذه الحلويات تقدّم للضيوف والمدعوّين وهنا يتمّ شراء هذه الحلويات من محلّات معروفة بجودة صنعها بحسب المنطقة. إذ تختلف حلويات الشمال والساحل عن حلويات الجنوب التونسي وتبلغ كلفة شراء الحلويات بين 200 و500 دولار.
تبقى الأعراس والمناسبات في تونس موسميّة وغير قادرة على ضمان استمرارية ازدهار اقتصادي مقترن أساساً بالظروف السياسية للبلاد والمقدرة الشرائية للمواطنين.

اقرأ أيضاً:الأسواق الشعبية: أسعار تناسب الفقراء ومصدر دخل لصغار التجار
المساهمون