الأشخاص المكفوفون في شرق أفغانستان مهمشون

09 نوفمبر 2018
معظمهم محروم من الحق في التعليم (Getty)
+ الخط -
يواجه الأشخاص المكفوفون في أفغانستان صعوبات وعراقيل في مجالات مختلفة، لا سيما التعليم والصحة والرياضة، في غياب تام لأي برامج أو مخططات حكومية تساعدهم على الاندماج في المجتمع وإيجاد فرص شغل، وهو ما دفع العديد منهم إلى كسر جدار الصمت، ورفع أصواتهم رفضاً للتهميش الحكومي، والمطالبة بالحقوق الضرورية لعيش كريم.

وفي هذا السياق، يقول رئيس نقابة الأشخاص المكفوفين، فضل غني بشر دوست،  لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه الفئة من المجتمع، تواجه مشاكل كثيرة وكبيرة، في مختلف مجالات الحياة، الصحة والشغل والحق في التعليم، مع استمرار تجاهل الحكومة والمؤسسات المعنية والمجتمع الدولي لهذا الأمر، وهو ما ينتج لنا في نهاية المطاف فئة عاجزة ولا تملك أي مقومات للاندماج في الحياة الطبيعية".

ويوضح المسؤول النقابي، أنّ من أكبر المشاكل التي يواجهها الأشخاص المكفوفون، عدم وجود مؤسسات تعليمية خاصة بهم، وغياب برامج تواكب وضعهم داخل المدارس الحكومية، وهو ما حرم هذه الشريحة من التعليم، رغم أن بعضهم استطاعوا إتمام دراستهم بمساعدة أسرهم أو بعض أفرادها.

ويشرح المتحدث أنّ نقابتهم تقدمت بمشروع تأسيس مدرسة خاصة بالأشخاص المكفوفين لوزارة التعليم التي أبدت موافقتها الأولية، غير أنها وضعت شروطا صعبة لتطبيق المشروع على أرض الواقع، منها أن تقوم النقابة بتأسيس المدرسة بنفسها، وتتحمل كلفتها المادية، وإذا ثبت أن المدرسة ناجحة، حينها تتدخل الوزارة وتتحمل كلفتها مستقبلاً.

ويتابع "النقابة عاجزة حتى عن توفير الأساتذة لمدة شهر من دون مساعدة الحكومة أو وزارة التعليم تحديداً، من هنا فإننا نسعى من خلال الإجتماعات مع المسؤولين وأعضاء البرلمان والمتنفذين في الحكومة، إلى إقناعهم بالتكفل بالمشروع، لتنعم هذه الفئة بالتعليم، وأيضا لرد الاعتبار لها وبرمجة برامج مستقبلية لصالحها، لأنها شريحة عاجزة تماماً، ولا تملك أي شيء".

في المقابل، يقول المسؤول الإعلامي في إدارة التعليم المحلي في ننجرهار، شرقي أفغانستان، محمد آصف شينواري، لـ "العربي الجديد"، إنّ الأشخاص المكفوفين جزء من هذا الشعب، وإننا سنسعى لأجل رفاهيتم في كل الأحوال" لافتاً إلى أنّ الحكومة تدرس مطلبهم وستتخذ خطوات جادة بشأنهم.

أما في ما يتعلق بالرياضة، فيؤكد رئيس النقابة، أنّ بينهم من أثبتوا قدراتهم في العديد من الألعاب، لا سيما في لعبة الكريكت الجماعية، ويدعو الحكومة إلى مساعدة الأشخاص المكفوفين في هذا المجال وتخصيص جوائز وتحفيزات لهم، لافتا إلى أنهم بحاجة إلى تطوير قدراتهم في الرياضة.


من جهته، يقول عبد الحليم، وهو أحد الأشخاص المكفوفين في مدينة جلال آباد (شرق)، لـ "العربي الجديد"، إنّ الحكومة إذا استمرت في سياسة تجاهل الأشخاص المكفوفين وتهميشهم وعدم الاعتراف بوجودهم، فإنّ معظهم سيضطرون إلى التسول في شوارع مدن أفغانستان، بالنظر لغياب أي عمل يضمن لهم مورد رزق وعيش كريم، داعيا الحكومة إلى الالتفات لهم في أقرب الآجال واتخاذ خطوات جادة بهذا الشأن.