الأسطورة بوفون قاهر الأجيال

15 يوليو 2015
بوفون حارس مرمى يوفنتوس (العربي الجديد)
+ الخط -

يعيش حراس المرمى فترات طويلة في الملاعب أكثر من اللاعبين في المراكز الأخرى، نظراً لاختلاف طبيعة المهام، حيث لا يحتاج الحارس للجري وراء الكرة خلال 90 دقيقة، بل عليه فقط المحافظة على لياقته البدنية، واستغلال خبرته مع تقدم السنين، وتعلّم كيفية المحافظة على مستواه حتى اللحظة الأخيرة، إلى حين اعتزاله.

في السنوات العشرين الأخيرة، شهدت الساحرة المستديرة ولادة حراس من طينة الكبار، على غرار الهولندي فان ديرسار، مروراً بنيلسون ديدا ويانز ليمان، بالإضافة إلى بيتر تشيك وجوليو سيزار، وكذلك تولدو، لكن هناك بعض الأسماء تمكنت من كسر القاعدة والتغريد خارج السرب.

صحيح أن الأسماء التي ذكرت، لها باع طويل وإنجازات كبيرة على المستوى الدولي ومع الأندية، لكن الإيطالي جانلويجي بوفون يعتبر علامة فارقة، إذ تمكن من أن يعايش ثلاث حقبات لأكثر الحراس تألقاً في كل هذه السنين، فإذا ما ألقينا نظرة على مستويات الحارس الإيطالي، فسنرى أنه تفوّق على من زامله في الملاعب، إذ تُحسب له الاستمرارية والثبات في الأداء.

منافسة الخبرة
يعتبر الحارس الألماني أوليفر كان، أسطورة لبلاده ونادي بايرن ميونخ، حيث بدأ مسيرته في الملاعب قبل بوفون بنحو 7 سنوات، ولكن مسيرة جانلويجي التي بدأت مع بارما الإيطالي، كانت منذ الانطلاق متميّزة، حيث ثبّت قدميه في التشكيل الأساسي بعد أول موسم لدخوله غمار الاحتراف، ونجح بوفون في مقارعة كان، وأثبت أنه بطل لا يستطيع أحد إزاحته، إذ لم تكن آخر سنوات الحارس الألماني طيبة أبداً، فهو الذي اعتزل في سن الـ39، وفقد الكثير من مستواه مع تقدم العمر، بينما يبلغ جيجي الآن 37 عاماً، وما زال يعتبر أحد أفضل حراس العالم، وحتى الموسم المنصرم، جعل فريقه يوفنتوس يقف على قدميه، وقاده إلى نهائي دوري الأبطال أمام برشلونة، وتصدى لكرات رائعة، ومن بينها تسديدة ألفيش.

صراع مع كاسياس
لا شك أن الحارس الإسباني، إيكر كاسياس، أسطورة حيّة، فهو يبلغ حالياً 34 عاماً، وهو أصغر من بوفون، كانت بدايته الفعلية في نهائي غلاسغو أمام بايرن ليفركوزن عندما دخل بديلاً للمصاب سيزار قبل 21 دقيقة على نهاية المباراة، وتصدى لأكثر من كرة، لكنه رغم حمله للقب كأس العالم وبطولة أمم أوروبا ولقب دوري الأبطال، لم يستطع الوصول إلى مستويات بوفون، والذي تمكن من أن يبقى في مستوى رائع، لينافس حارساً في مثل عمره، بل وأصغر منه بثلاث سنوات، وبعدها فقد القديس الكثير من مستواه، وتدهور حاله مع الريال قبل أن ينتقل إلى بورتو، لأنه لم يعد ذلك الحارس القادر على حماية الميرنغي، بينما بقي بوفون في قمة عطائه.

مقارعة الجيل الجديد
هو الآن في عمر الـ37، ولكن عندما تسأل أي متابع كروي: من أفضل حارس في العالم في الفترة الحالية، سينقسم الشارع الكروي إلى طرفين، الأول ما زال يرى في بوفون الأفضل في الساح، بينما يعتبر آخرون أن نوير هو من يستحق هذا اللقب، لكن مجرد المقارنة بين الإثنين، هي نقطة في صالح بوفون، حيث إن نوير اكتسب من الخبرة ما يكفي، إذ بلغ سن الـ29، لكنه في المقابل ما زال يحاول مصارعة حامي عرين الأزوري رغم أن الفارق بينهما يصل إلى ثماني سنوات، وهو تقريباً يعيش نفس الأمر الذي حدث مع أوليفر كان، لكن الفارق أن بوفون نجح في الانتصار بكل المقاييس على هؤلاء الثلاثة.

اقرأ أيضاً: هذا هو موعد أول كلاسيكو بين الريال وبرشلونة!

المساهمون