منعت قوات الأمن الأردنية محتجين وفعاليات حزبية من الاقتراب من مقر السفارة الأميركية بعد صلاة ظهر اليوم، الجمعة، وأفشلت محاولة تشكيل سلسلة بشرية أمامها، وذلك في إطار الاحتجاجات المنددة بخطوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وخطط ضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن.
وانتقد النائب في البرلمان الأردني صالح العرموطي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، قرار منع المواطنين من الاحتجاج أمام السفارة الأميركية، محملاً وزير الداخلية، سلامة حماد، المسؤولية.
تجمع المشاركون على مسافة تبعد أكثر من كيلو متر عن السفارة
وشدد العرموطي على حق جميع الأردنيين في التعبير عن آرائهم بكافة الطرق السلمية المتاحة، معتبرا أن هذا المنع يتناقض مع التصريحات الحكومية التي تتحدث عن الموقف الأردني الرافض لسياسات دولة الاحتلال الإسرائيلي.
من جهته، استهجن الأمين العام لحزب "جبھة العمل الإسلامي" مراد العضایلة، في كلمة باسم "التحالف الوطني لمجابھة صفقة القرن"، قرار الأجھزة الأمنیة بمنع الوصول إلى السفارة الأميركیة للاحتجاج على قرار ضم الضفة الغربیة وغور الأردن، معتبرا أن الحكومة الأميركیة شریك في المؤامرة على الأردن والقضية الفلسطينية.
وأضاف العضایلة "بدلاً من أن تقوم الحكومة بترجمة التصریحات الملكیة حول مواجھة قرار الضم والتھدیدات بالصدام مع الاحتلال، تمنع المواطنين من التعبير عن موقفهم الرافض للمخططات الصھیونیة والأميركیة التي تستھدف الأردن دولة ونظاما وشعبا وتسعى لإقامة وطن بدیل على أرض الأردن".
وقال العضایلة إن الأردنیین یدافعون عن أرضھم وقضیتھم، مشيرا إلى أن "التحالف الوطني لمجابھة صفقة القرن"، الذي یضم مختلف القوى والأحزاب الوطنیة، سیواصل فعالیاته وكذا سعيه لتوحید طاقات الشعب الأردني في مواجھة المخططات الصھیونیة.
وتجمع المشاركون على بعد أكثر من كيلو متر من السفارة معبرين عن رفضھم لكافة المشاریع الرامیة لتصفیة القضیة الفلسطینیة، سواء ما یتعلق بما يعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن"، أو خطة الضم وغیرھا، مؤكدین أن كل تلك الخطط ستنھار أمام صلابة الشعب الفلسطیني ولن تمر كما یروج لھا السیاسیون.
واتهم المشاركون الولایات المتحدة الأميركیة بتقدیم الدعم الكامل للكیان الصھیوني بكل تلك الخطط والانحیاز الأعمى لدولة الاحتلال، مطالبين الحكومة الأردنیة بوقف كافة أشكال العلاقات مع دولة الاحتلال، وعلى رأس ذلك إلغاء معاھدة وادي عربة واتفاقیة الغاز، وإغلاق سفارة الاحتلال في عمان. واعتبروا أن مشاریع "صفقة القرن" وخطط الضم تستھدف الأردن بالقدر الذي تستھدف فلسطين.
ورفع المشاركون يافطات كتبت عليها العديد من الشعارات المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، مثل "النكسة لن تتكرر والضم لن يمر"، "لا للعدوان، لا للضم"، "حق العودة حق مقدس"، "لا للتطبيع مع العدو"، و"تسقط صفقة القرن العدوانية".
وأكد المشاركون على رفض قرار إسرائيل ضم الضفة الغربية وغور الأردن، واصفين القرار بأنه نكبة جديدة لفلسطين وإعلان حرب على الأردن، وطالبوا باتخاذ إجراءات عاجلة وفاعلة في مواجهة القرار الصهيوني الذي يمثل تصفية للقضية الفلسطينية، مشددين على ضرورة وضع مشروع وطني أردني وفلسطيني في مواجهة هذا القرار.
يذكر أن الموقف الأردني الرسمي المعلن من ضمّ الأراضي الفلسطينية، كان على لسان وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، والذي قال إن أيّ قرارٍ إسرائيلي بضم أراضي غور الأردن ومنطقة شمال البحر الميت والمستوطنات في فلسطين المحتلة، "سيقتل حلّ الدولتين، وسيقوّض الأسس التي قامت عليها العملية السلمية، وسيفجر الصراع".
وكان العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، قد حذّر في 15 مايو/ أيار الماضي، من "صراع واسع النطاق" إذا ضمت إسرائيل غور الأردن.
ويرى الأردنيون أن قرار ضم الضفة الغربية وغور الأردن دليل على فشل الرهان على مسار التسوية، حيث بنت الدولة استراتيجيتها للتعامل مع إسرائيل على مدى 50 عاماً على أساس حل الدولتين، لكن اليوم الاحتلال يسعى لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن ويعيد طرح "مشروع الوطن البديل".