خرجت الأرجنتين منتصرة في مباراتها الصعبة أمام البوسنة (2 – 1)، بعد أداء غير مقنع إلا في فترات قليلة من الشوط الثاني، في حين أن المنتخب البوسني أثبت أنه من المنتخبات القوية التي لا تعرف المستحيل على البساط الأخضر.
انطلقت المباراة بدون عناوين فرعية وبدون مقدمات، إذ سُجل أول هدف بشكل سريع للأرجنتين بعد ركلة حرة نُفذت إلى داخل منطقة الجزاء لتصل بالخطأ إلى كولاسيناتش الذي حولها من دون قصد إلى الشباك مسجلاً هدفاً في مرماه (د.3)، لتتقدم الأرجنتين بالنتيجة باكراً وسط صدمة انتابت لاعبي البوسنة بعد تسجيل أسرع هدف في المونديال البرازيلي.
رُعب بوسني وتراجع أرجنتيني
بعد الهدف الأرجنتيني الخاطف، كشّرت البوسنة عن أنيابها، وعبّرت عن نيتها الهجومية معلنة أن الهدف الذي تلقته شباكها كان حظاً عثراً، واستلمت زمام المبادرة واستحوذت على الكرة لتصنع الخطورة عبر كرة بينية ساقطة وصلت إلى هايروفيتش خلف المدافعين، لكنه لم يحسن ترويض الكرة داخل المنطقة بالشكل المطلوب، لينقذها الحارس روميرو في اللحظة الأخيرة (د.13).
في المقابل، بدا واضحاً أن البوسنة قادرة على خطف هدف في أي دقيقة من خلال التنظيم المُميّز على البساط الأخضر، لكن الأرجنتين فرضت جدارين قبل أن يصل المنتخب البوسني إلى منطقة الجزاء، عبر تكتل كبير في خط الوسط وأقامت خطاً ثانياً هو السد العالي الدفاعي، ورغم ذلك فإن البوسنة أرعبت المنتخب الأرجنتيني في أكثر من مناسبة، وكانت قريبة من تسجيل هدف التعادل.
إغلاق الثغرات وقتال بوسني
كما حرمت البوسنة الأرجنتين من تشكيل هجمات خطيرة بسبب الضغط العالي على حامل الكرة والتمركز الدفاعي المُميّز، بالإضافة إلى التنظيم الممتاز للخطوط الثلاثة التي بدت متناسقة وقريبة من بعضها، الأمر الذي لم يخلق أي مساحة أو متنفس للمنتخب الأرجنتيني الذي صارع من أجل إثبات نفسه وكسر هيبة المنتخب البوسني العنيد والمُقاتل.
في المقابل، ظهرت الأرجنتين بدون حلول هجومية حيثُ فرضت عليها البوسنة أسلوب لعب قوي عن طريق إغلاق كل الثغرات والقتال على كل كرة وكل "همسة ولمسة" قرب منطقة الجزاء، في حين شكل المنتخب البوسني، خصوصاً عبر الكرات الثابتة، الخطورة الفتاكة، وأبرزها الركلة الركنية التي حولها لوليتش برأسه وأنقذها الحارس روميرو (د.40).
ميسي ينقذ الأرجنتين
في الشوط الثاني، لم يتغيّر أداء الأرجنتين كثيراً بل ظل في إطار الحذر المبالغ فيه مع عقم هجومي واضح، إذ إن ميسي ليس في يومه وأجويرو خارج نطاق الخدمة ودي ماريا في عالم آخر، لذا ما فعله المدرب الأرجنتيني بإقحام هيجوايين لم يثمر إيجاد الحل المناسب لهز الشباك، في حين أن البوسنة لم تُرعبها قيمة الأرجنتين بل ظهرت أفضل منها وقدمت كرة قدم جميلة، كانت تنقصها اللمسة الأخيرة فقط.
لكن الأرجنتين أثبتت أن كرة القدم ليست سوى أهداف، خصوصاً بعد "رفض" مستمر من البوسنة لتسجيل هدف التعادل، ليظهر الأسطورة ميسي ويمنح الأرجنتين الهدف الثاني، إثر مجهود فردي رائع يتخطى به مدافعين ويسدد كرة صعبة في أقصى الزاوية اليسرى تصطدم بالقائم وتعانق الشباك (د.65)، لتتغير الخطة التكتيكية على أرض الملعب، لتتحرر الأرجنتين وتندفع إلى الهجوم بعد شوط أول باهت.
بعد الهدف الثاني، ظهر الضياع والتسرّع على أداء البوسنة حيثُ لم تعد قادرة على بناء هجمات منظمة تصل إلى منطقة جزاء الأرجنتين، خصوصاً عبر الكرات الطويلة غير المدروسة، في حين استلمت الأرجنتين زمام المباراة وعادت إلى أسلوبها الجميل المُعتاد، لكن البوسنة سجلت أول هدف تاريخي في المونديال عبر إيبيسيفيتش إثر كرة بينية جميلة تابعها بتسديدة خاطفة من تحت أقدام روميرو (د.84).
لتنتهي المباراة بفوز الأرجنتين بصعوبة بالغة (2 – 1)، على المنتخب البوسني الذي قدم مباراة كبيرة في أول مشاركة "مونديالية".