الأخبار الكاذبة: ذريعة دونالد ترامب الدائمة لمهاجمة الإعلام

03 أكتوبر 2017
يستغل ترامب الأزمات الوطنية ليشن حرباً ضد الصحافة(مارك ويلسون/Getty)
+ الخط -
تعود قضيّة حرب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على الإعلام تحت شعار "الأخبار الكاذبة" إلى إثارة الجدل مجدداً، بعد استغلاله للأزمة الإنسانية التي تعيشها جزيرة بورتوريكو للهجوم مجدداً ضدّ الأخبار ووسائل الإعلام.

وفي سلسلة تغريدات، دافع ترامب عن ردّ فعل إدارته حول الكارثة الإنسانية في بورتوريكو، معتبراً الانتقادات ضدّ خطواته "أخباراً كاذبة" و"نكران جميلٍ بدوافع سياسية".
وقال ترامب "قمنا بعمل عظيم وهو أقرب إلى المستحيل في بورتوريكو. خارج الأخبار الكاذبة ونكران الجميل بدوافع سياسية، الناس بدأوا يلاحظون العمل الرائع الذي قامت به الوكالة الاتحادية لإدارة الكوارث والجيش الأميركي".

وأتت تعليقات ترامب بعد سلسلة تغريدات يوم السبت، هاجم فيها عمدة سان خوان، كارمين يولين كروز، التي وجّهت تساؤلات حول الجهود الإغاثية للجزيرة المدمّرة بفعل إعصار ماريا.
وقالت رئيسة بلدية سان خوان في بورتوريكو كارمن كروز، الأحد، إنّ ترامب "يبحث عن ذريعة للأمور التي تتعثر"، بعد اتهامه لها بـ"ضعف قدراتها القيادية".

ولقيت المناشدة المؤثرة لرئيسة بلدية سان خوان، عاصمة جزيرة بورتوريكو التابعة للأراضي الأميركية، من أجل مساعدة منطقتها المنكوبة تعاطفاً واسعاً، إلا أنّ ترامب أصر في سلسلة تغريدات على إلقاء اللوم في المشاكل المستمرة في الجزيرة على الديمقراطيين ووسائل الإعلام والمسؤولين المحليين، معتبراً أن الديمقراطيين أملوا عليها توجيه انتقاد "شرس" له.




وهذه ليست المرة الأولى التي يستغل فيها ترامب أزمةً وطنية للهجوم على الإعلام. فبعد أحداث مدينة تشارلوتسفيل العنصرية، لام ترامب الإعلام على نشر "أخبار كاذبة" حول ردود فعله التي وصفت بالمدافعة عن النازيين الجدد. ففي أغسطس/آب الماضي، شنّ هجوماً حادًا على الإعلام الأميركي، متّهماً إياه بنشر أخبار كاذبة. وخلال إلقائه خطاباً أمام حشود من أنصاره في مدينة فينيكس في ولاية أريزونا، تزامن مع تظاهرات مناهضة دعت إليها مجموعات يساريّة، خصص ترامب جزءاً كبيراً من خطابه لمهاجمة "سي إن إن" و"نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، واتّهمها بتحريف واجتزاء تصريحاته التي أدلى بها بعد مواجهات تشارلوتسفيل العنصرية وإدانته للنازيين الجدد والعنصريين البيض.


كما لام الأخبار الكاذبة خلال التحقيقات بارتباط حملته الانتخابية بروسيا، كما ربطها أيضاً بفشل الحزب الجمهوري بإلغاء أوباماكير.

وفي أغسطس أيضاً، نشرت حملة إعادة انتخاب ترامب، إعلاناً تلفزيونياً، مدته 30 ثانية، يهاجم الديمقراطيين ويعدد إنجازات ترامب خلال السبعة أشهر الأولى من توليه منصبه. ويصف الإعلان، الصحافيين وأعضاء في الكونغرس بـ"الأعداء"، ما أثار جدلاً كبيراً.



وفي سبتمبر/أيلول الماضي، ندّد البيت الأبيض بتغريدة للمذيعة التلفزيونية في شبكة "إي أس بي أن" الرياضية، جيميل هيل، على "تويتر" وصفت فيها ترامب، أنه "عنصري من أنصار المؤمنين بتفوق البيض". واعتبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، هذا التعليق أنه "هجوم يستوجب الطرد".


وفي أغسطس/آب الماضي، حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة زيد رعد الحسين من أن هجمات دونالد ترامب المتواصلة على وسائل الإعلام قد تتسبب بأعمال عنف ضد الصحافيين، موحياً بأن الرئيس الأميركي سيتحمل مسؤولية مثل هذه الأعمال.
وقال الحسين "أعتقد أن المسألة يمكن اعتبارها بمثابة تحريض" على العنف، في إشارة إلى هجمات ترامب على وسائل إعلام كبرى في الولايات المتحدة مثل صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سي إن إن"، مشيرًا إلى أن الرئيس الأميركي أطلق دوامة من "التحريض والخوف والرقابة الذاتية والعنف".

وفي أبريل/نيسان الماضي، قالت منظمة "مراسلون بلا حدود" إنّ "وصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة ثم حملة انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي شكلا أرضية خصبة لدعاة "تقريع وسائل الإعلام" والمحرضين على الخطاب العنيف المعادي للصحافيين، حيث بات العالم يجد نفسه أمام عصر جديد تطغى عليه مظاهر التضليل والأخبار الزائفة في زمن (ما بعد الحقيقة). ففي عالم اليوم، كلما كانت الكلمة العليا من نصيب نموذج الرجل القوي والاستبدادي، إلا وصاحب ذلك تراجع في حرية الصحافة".


المساهمون