الآفات الزراعية تعرّض المانغو المصري لخسائر كبيرة

21 مايو 2018
معاناة زراعية مستمرة بغياب الاهتمام الحكومي (فرانس برس)
+ الخط -


تبخرت أحلام تجار ومزارعي المانغو في مصر، بسبب الخسائر الفادحة في إنتاج المانغو، نتيجة انتشار مرض "الهباب الأسود" و"البياض الدقيقي" الذي أصاب العديد من الأشجار، خصوصاً في محافظات الدلتا التي فقدت 60% من المحصول هذا العام، في الوقت الذي يعاني مزارعو المانغو من مشكلات تراكم الديون لدى "بنك التنمية والائتمان الزراعي" وارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات. 

وأمام تزايد أعداد الأشجار المتضررة بالآفات، لجأ عدد من المزارعين إلى تقليع أشجار المانغو بعدما أصابها الجفاف والموت، وحتى لا تضر ببقية الأشجار، كوسيلة لمواجهة تلك الأمراض التي أصابت المحصول الذي ينتظره التجار والمزارعون، فيما يُعتبر منتصف يونيو/ حزيران هو موعد ظهور بشائر ثمار المانغو لأصناف السكري والبلدي.

أما أجود الأنواع، مثل "الفص والعويس والفونس والتيمور والأناناس" وغيرها، فتبدأ مع أغسطس/ آب، وينتهي موسم الإنتاج في نوفمبر/ تشرين الثاني بالأصناف المتأخرة، وهي الأصناف الأميركية، مثل "الكنت والفجري كلان"، وهي أصناف أدخلتها وزارة الزراعة المصرية في الآونة الأخيرة. 

ويتوقع خبراء زراعة انخفاض إنتاج المانغو هذا العام، بما سيؤدي إلى زيادة الأسعار داخل أسواق التجزئة بسبب قلة المحصول وعدم القدرة على التصدير إلى الخارج خاصة إلى الأسواق الخليجية والعربية، في ظل السمعة السيئة للفواكه المصرية نتيجة زيادة المبيدات، إضافة إلى ارتفاع تكاليف النقل نتيجة الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وهو ما يساعد على تصاعد خسائر المزارعين المباشرة هذا العام وتكبدهم خسائر فادحة.

ووصلت خسائر المزارعين من زراعة المانغو والتجار إلى مجلس النواب، حيث طالب أعضاء لجنة الزراعة بضرورة محاكمة وزارة الزراعة على تلك الخسائر، وهو ما أكده وكيل لجنة الزراعة رائف تمراز، مشيراً إلى أن الخسائر تقدر بملايين الجنيهات، في ظل تجاهل تام من المسؤولين بوزارة الزراعة.

تمراز أوضح أن مزارعي المانغو في محافظة الإسماعيلية التي تُعد الأولى بهذا الإنتاج، أصبحوا في حالة يرثى لها من ضياع المحصول، لافتاً إلى أن حوالى 1200 فدان مانغو بالإسماعيلية مهددة بالبوار، مضيفاً أن الفدان الذي يمكن أن ينتج 15 طناً أصبح الآن ينتج طناً أو طنين فقط.

وأشار تمراز إلى أن الجهات المسؤولة عن المزارعين في مصر ضعيفة الاهتمام بالإرشاد الزراعي، بخاصة في التوعية بشأن كيفية التعامل مع الآفات والأمراض التي تصيب المحاصيل، والنتيجة خسائر فادحة للمزارعين.

مصطفى منسي، أحد مزارعي المانغو في الإسماعيلية، يقول إن مرض الهباب الأسود والبياض الدقيقي أتى على محصول المانغو في معظم مزارع الإسماعيلية، وقام عدد كبير من المزارعين بتقليع أشجار المانغو المصابة، خوف إصابة بقية الأشجار، وهو ما أثر على المحصول كثيراً وتسبب في خسارة فادحة للمزارعين للعام الثاني على التوالي، مشيراً إلى تخوفه من تأثير ذلك المرض على الإنتاج في السنوات القادمة نتيجة عدم تحرك الجهات المسؤولة.

منسىي أكد أن الجمعيات الزراعية وعدت برش مزارع المانغو لكنها لم تفعل، كاشفاً أن المزارعين لا يعلمون شيئاً عن المبيد المناسب، في الوقت الذي تنتشر المبيدات المغشوشة في الأسواق.

وأوضح أن مزارعي المانغو يواجهون الكثير من المشكلات، إضافة إلى أمراض الآفات، فهناك عدم انتظام الري، وارتفاع منسوب الصرف الزراعي، وزيادة ملوحة مياه الري والتربة، كلها عوامل أثرت على إنتاجية الفدان.

نقيب الفلاحين حسين عبدالرحمن أبو صدام، حذر من أن محصول المانغو في خطر بسبب انتشار العفن الهبابي والتغيرات المناخية التي أدت إلى تساقط كميات كبيرة من الثمار قبل اكتمال النضج.

وأشار إلى أن غياب الإرشاد الزراعي للمزارعين وتوعيتهم، وعدم انتظام الري، أثر سلباً في إنتاجية الفدان، متهماً وزارة الزراعة بأنها دوماً تتحرك متأخرة مع غياب دور المرشد الزراعي والجمعيات الزراعية، حيث "نجد أنفسنا كل عام أمام أزمة مختلفة"، مطالباً الدولة بالتدخل عبر إعفاء مزارعي المانغو من ديون بنك الائتمان الزراعي هذا العام بسبب الخسائر.