ويهدف المعرض الذي يستضيفه مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، إحدى مبادرات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، إلى اكتشاف العلاقة بين الفن والصحة من خلال أعمال تسلط الضوء على الآثار الطويلة للحرب، للمصور الوثائقي البريطاني جايلز دولي، إلى جانب لوحات فنية لأطفال الروهينغا في إطار مشروع أطلقته منظمة "أنقذوا الأطفال" التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها.
الرئيسة التنفيذية لمؤتمر"ويش"، سلطانة أفضل، أعربت عن أملها من خلال وضع المعرض في قلب المجتمع الفني في قطر، في التوعية بالآثار المروعة للحرب والعنف، وخاصة على الفئات الأكثر هشاشة خلال زمن النزاعات: الأطفال، مشيرة إلى دور "ويش"في إشراك كافة شرائح المجتمع في قطر، وتشجيعهم على المجيء والمشاركة في ورش العمل والنقاشات في "مطافئ مقر الفنانين،" واستخدام المعرض المثير للتفكير والتأمل.
ويواكب المعرض برنامجاً متكاملا من الفعاليات للمدارس والجامعات والمهنيين العاملين في مجال الرعاية الصحية وعُشاق الفن والتصوير، بهدف زيادة وعي الجمهور بالمخاطر وقت الحروب، بحسب رئيس تطوير البحوث والسياسات في "ويش" محمود العشي.
وتُضيء مجموعة المصور "دولي" الفوتوغرافية "العراق: الجرح المفتوح" في قاعة مقر الفنانين، على جهود الرعاية الصحية والشفاء في مدينة الموصل لمنظمة "طوارئ" الصحية الخيرية، فيما توفر مجموعة "الإعاقة والنزاع المسلح" المعروضة في الفضاء المفتوح نظرة على حياة الأشخاص ذوي الإعاقة في خضم النزاعات المسلحة. وتمسّ هذه القصص المصور شخصياً، كونه سبق أن فقد رجليه وذراعه اليسرى نتيجة دوسه على لغم في أفغانستان عام 2011، وذلك أثناء قيامه بتوثيق فظائع الحرب هناك.
وقال دولي "دفعت ثمناً باهظاً من أجل تأدية عملي، لكنني حصلت أيضاً على هدية ذات قيمة مماثلة، لأنني بتّ أفهم هذه القصص بشكل لا يمكن لأي مصور آخر أن يفهمها"، مشددا على أهمية التصوير الفوتوغرافي كفن نزيه، يوفر نظرة على عالم الأشخاص الآخرين، مضيفا: "ليس ثمة فائدة في التقاط صور إذا لم أفعل كل ما بوسعي من أجل أن يراها العالم بأسره.. هذا واجبي".
يشار إلى أن المعرض انبثق من تقرير مؤتمر قمة "ويش" لعام 2018 والذي جاء تحت عنوان "الرعاية الصحية في ظروف النزاعات"، ونشر المؤتمر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، تقريرا حول الرعاية الصحية في أماكن النزاعات وقدم خلاصة بحوثه خلال القمة الريادية في الدوحة، أمام أكثر من ألفي شخصية دولية من قادة الرعاية الصحية والمبتكرين والناشطين والباحثين والممارسين.
وتضمنت توصيات المؤتمر، التأكيد على تعزيز التوعية بالصعوبات الصحية التي تواجه الأشخاص الذين يعيشون في أماكن النزاعات حول العالم، وإلقاء الضوء على الجهود المبذولة في سبيل مساعدتهم.