نشرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر خريطة لقرابة 70 بئراً للمياه، تشرف على تجهيزها وتعقيمها بالتعاون مع فرع الهلال الأحمر وعدد من الجمعيات الخيرية الأخرى في حلب، وتتوزع في كل من الأحياء الشرقية والغربية للمدينة، موجهة أهالي المدينة للوصول إلى أقرب نقطة توزيع محيطة بهم من الآبار المعلن عنها، وعدم اللجوء إلى مصادر غير موثوقة للمياه، تجنباً لانتشار الأمراض كالتيفوئيد والتهاب الكبد وغيرها.
ويضاف إلى تلك الآبار، عشرات أخرى قام السكان بحفرها بشكل عشوائي على مدى السنتين الماضيتين، بعد أن تحولت المياه الجوفية مصدراً أساسياً للمياه، في ظل تعطل خطوط المياه الرئيسية وتحكم أطراف النزاع بمصادرها.
ويوضح المهندس المائي عبد الغفور بنقصلي أن "المنظمات تقوم بمد خط مياه مباشر من كل بئر إلى خزانات معدنية، ويعقمون المياه الموجودة في الخزان وليس مياه البئر، ويصلون بها صنابير مياه ويقوم الأهالي بتعبئة المياه منها".
اقرأ أيضاً: أهالي الرستن من دون مياه
هذا الواقع أثار قلق عدد من متخصصي الهندسة المائية، بسبب عمليات الحفر العشوائية للآبار والسحب الجائر منها. ويلفت بنقصلي إلى أن "عددا كبيرا من الآبار المحفورة لم تعد تعود بأي جدوى إضافية، كونها تحفر في أماكن متقاربة جداً"، متابعاً "كلٌ يحفر بئراً جانب منزله دون أن يراعي وجود آخر قريب منه، ما يؤدي إلى جفاف البئر الأقل عمقاً، وهذا يعني إنفاق أكثر من 400 ألف ليرة على حفر البئر دون فائدة".
ويشير إلى أن "منسوب المياه الجوفية أو المسطح المائي الموجود تحت المدينة تراجع بشكل ملحوظ على مدى السنوات الأربع الأخيرة، ففي 2010 كنا نرى المياه على متوسط عمق 50 متراً، اليوم نصل بالحفر إلى عمق 250 متراً في باطن الأرض لنجد المياه. هناك استهلاك جائر لهذه الآبار بواسطة صهاريج المياه، عدد من الآبار الرئيسية في حلب يسحب منها يومياً قرابة 48 ألف لتر مياه".
ويتوقع بنقصلي ازدياد متوسط العمق المطلوب السنة القادمة قرابة 35 متراً في حال استمر الوضع كما هو عليه، لافتاً إلى أنّ "المشكلة أن المعدات والحفارات الموجودة لن تتمكن بعد عدة سنوات من الوصول إلى الأعماق المطلوبة للوصول إلى المياه".
اقرأ أيضاً: حلب تعاني العطش أيضاً