قدرات على الغناء، والرقص، والتمثيل.. مواهب سيطرت على الصورة النمطية للبرامج الإعلامية التي تهتم باكتشاف القدرات الشبابية في عالمنا العربي، مما جعل عيون الشباب لا ترى سواها مواهب.
كما أنها تجعلهم يظنون أن مشكلات الحياة كلها ستختفي في حال أصبح نجما تليفزيونيا مشهورا، فما أن يفوز أحد الموهوبين في الغناء أو التمثيل في أحد تلك البرامج المشهورة التي تتميز بضخامتها وإنتاجها الهائل والمبهر والمشوق، حتى تتلقفه جميع البرامج وكل شركات الإنتاج.
وهكذا يدخل في دائرة صعب جدا الخروج منها. إنها دائرة الشهرة والمال والكسب السريع، إذن ما الداعي إلى التعب في الدراسة أو إجهاد النفس في التميز في مجالات أخرى لن يأتي من ورائها سوى القليل والقليل من الكسب وصفر من الشهرة.
هذه السيطرة من قبل هذه النوعية من البرامج أخفت في ثناياها الكثير من القدرات التي يمكن أن يبدع بها أطفالنا إذا ما أتيح لهم الفرصة الحقيقية لذلك.
فالمواهب كما يعرفها الجميع، وكما يراها خبراء تربويون وإعلاميون، لا تقتصر على الرقص والغناء والتمثيل، بل تتعداها إلى كافة مناحي وجزئيات الحياة العلمية كالعلوم والرياضيات والهندسة والتقنية، إلى جانب لمسات روحانية تنبع من المفاهيم الدينية من إلقاء للموشحات أو قراءة القرآن وتلاوته.
"العربي الجديد"، طرحت العديد من التساؤلات حول آليات تعزيز دور برامج اكتشاف المواهب الجادة، في تدعيم حالة "التنمية" للمجتمعات العربية في ظل غزو برامج المواهب "المقلدة" أو "المعربة" كما يسميها العديد من الخبراء والمراقبين.
محاولات جادة
"نجوم العلوم"، "الخطيب الصغير"، "أحباب الله"، "منشد الشارقة"، "المنشد الصغير".. برامج تركت بصمتها في مجتمعات عربية مختلفة، لتكون جزءا من تجارب لاكتشاف المواهب الجادة في الوطن العربي، ولتبحث لنفسها عن موطئ قدم بين سيل من البرامج الأخرى التي تأتي ضمن البرامح "التقليدية" لبرامج أجنبية، أو تهتم بـ"المفهوم الاستهلاكي" على حساب المضمون. إلا أن هذه النوعية من البرامج الجادة قليلة من حيث العدد وضعيفة من حيث الإنتاج مقارنة بأخواتها من البرامج المقلدة والمبهرة.
هذه الخلاصة، يتحدث عنها الأستاذ سعيد أبو معلا، أستاذ الإعلام في الجامعة العربية الأميركية في الضفة الغربية، والتي يرى من خلالها أن وسائل الإعلام بشكل عام تنطلق من مفهوم "الشخصية الاستهلاكية على حساب التعليم والمعرفة والقيمية، وهذ ما يجعلها تتجه ببرامجها ضمن مفاهيم تسطيح المواهب وتعزيز مفهوم القيمة الربحية".
وفي قراءته السريعة لبعض برامج اكتشاف المواهب الجادة، يرى أبو معلا، أن المحاولات والنماذج التي ذكرناها في هذا الإطار تمثل نموذجا يمكن أن يبنى عليه، إذا ما واجهنا فكرة أن الإعلام يبحث دائما عن البساطة والإبهار والمنطلق الربحي التجاري في عملية إنتاج برامجه، وهو ذات المبدأ الذي تنطلق منه غالبية المؤسسات المنتجة".
وما يعزز دور وأهمية الإعلام في اكتشاف المواهب وتطويرها، ما يوضحه "أحمد أبو الهيجا"، الخبير الاجتماعي والتربوي والمدرب في العديد من البرامج الشبابية، حيث يرى أنه بالرغم من "الملاحظات على طريقة إخراج بعض البرامج والهدف منها، فإن ما يمكن الجزم به أن الإعلام يمثل أداة من أدوات اكتشاف المواهب".
ويتفق أبو الهيجا مع ما طرحة أبو معلا حول "مفهوم السلعة" كمبدأ تقوم عليه العديد من برامج اكتشاف المواهب، ويقول: "البرامج الأكثر انتشارا هي التي تستخدم الإنسان كسلعة أكثر مما هي معنية بإبراز موهبة ما، فالغرض تسويقي تجاري بحت مما يجعل الموهبة في الغالب محط ابتذال، لذلك لا يعول عليها في إحداث تنمية حقيقية".
ويعزز ما يطرحه من خلال الحديث عن أن هناك العديد من البرامج تنطلق من "ثقافة استهلاكية مستنسخة ليس لها ارتباط بالتراث والثقافة وتاريخ الإقليم، فالقاعدة الأساسية لهذه البرامج انه أمام الربح تتكسر كل القواعد الأخرى".
ويؤكد أبو الهيجا، على قضتين فيما يخص اكتشاف وتوجيه مواهب الأبناء من قبل الآباء عبر وسائل الإعلام، ويقول بهذا الصدد: "اكتشاف مواهب الأبناء وتنميتها أمر مطالب به أولياء الأمور، فأطفالنا عبارة عن كنز يجب أن يتم اكتشافه، وتوظيف موهبته في مكانها السليم حتى لا يكون هناك انحراف سلبي".
أما الأمر الآخر، كما يشير أبو الهيجا، فهو يتمثل في "ضرورة عدم الوقوع في حالة الإغراء وشهرة الأضواء على حساب القيمة الحقيقية للمواهب، وهذا يتطلب من الأهل توجيه أطفالهم إلى البرامج التلفزيونية ذات المضمون الجاد والقيم، وعدم الانجرار وراء عناوين البرامج التي تقوم فقط على مفهوم التسويق التجاري للمواهب".
عقبات رئيسية
وفي محاولة للتعرف على أبرز العقبات التي قد تواجه إنتاج برامج اكتشاف المواهب الجادة، يرى "يونس حساسنة، مدير شركة "جنى" للإنتاج الإعلامي الفلسطينية، أن "عقبة توفر التمويل تمثل العقبة الأولى والأبرز، وفي المقابل يتجه الكثير من الرعاة إلى البرامج التي تقوم على عنصر الإبهار وجذب الجمهور حتى وإن كان ذلك على حساب المضمون".
ويرى حساسنة أنه على الرغم من تحقيق البرامج "المعربة" أو المقلدة" متابعات كبيرة في بداية ظهورها عبر الإعلام العربي، فإنه باتت هناك حالة من "العزوف باتت تتجلى ليس فقط من باب الوازع الديني، وإنما لأن هذه البرامج فارغة من أي مضمون أو من أي إبداع جديد، فهي أصبحت حالة تقليدية بحتة".
أما العقبة الثانية، التي تقف أمام برامج المواهب، كما يراها حساسنة فهي تتمثل في "التعريب أو التقليد أكثر منه البحث عن الأصالة في الإنتاج، وهذا بحد ذاته له انعكاسان الأول في المضمون المقدم، والثاني في تقبل الجمهور لحالة التقليد لثقافات أخرى تبرز بصمتها واضحة في مثل هذه البرامج، حتى على مستوى الديكور والإضاءة والألوان".
بدوره، يرى الخبير التربوي أبو الهيجا أن هناك مشكلة رئيسية في المجتمعات العربية تتمثل في "غياب القنوات الطبيعية لصناعة الموهبة واحتضانها منذ المراحل الأولى، فيصبح الإعلام في بعض الأحيان المتنفس شبه الوحيد للكشف عن الموهبة، وهذا بحد ذاته يوجد صعوبة في قضية التحكم بالمواهب في مجالها الإيجابي، وعبر برامج جادة".
ويشير إلى أنه في حالة غياب المؤسسات الطبيعية التي يمكن أن ترعى المواهب، يمكن أن تحدث حالة من الانحراف في البحث عن نوافذ يمكن من خلالها المشاركة ببرامج إعلامية، قد تحمل العديد من السلبيات أو الإشكالات على مستوى المضمون".
الإبهار مطلوب
ويحاول الأستاذ أبو معلا، تسليط الضوء على بعض من الأسس التي يمكن أن تعزز من مكانة ودور الإعلام في آليات تطوير برامج اكتشاف المواهب، حيث يرى أن "حالة الإبهار" "والتشويق" مهمة، فأحد أسس الإنتاج الإعلامي يقوم على "مداعبة المشاهد من خلال الاستفادة من تقنيات الديكور والإبهار البصري والألوان، وغيرها من تقنيات تجعل من قالب تقديم المضون أكثر قربا لقبول الجمهور".
ويقول أبو معلا: "البحث عن نجاح لمثل هذه البرامج يكون من خلال المجهود العقلي والبدني وحالة المعرفة وتوظيفها بقالب يخلق حالة من الابهار الأيجابي للمشاهد، وهو ما يمكن أن يساهم في توسيع نسبة المشاهدة وتحقيق الغرض الرئيس منها".
ويطالب أبو معلا بعدم "ترك الشبكات الإعلامية التجارية تنفرد بالسوق الإنتاجي لبرامج المواهب، وإنما نحن بحاجة إلى حالة من التكاملية ما بين المؤسسات التنموية والمؤسسات المجتمعية والمؤسسات الرسمية في انتاج برامج جادة تنطلق من بعد تنموي في تعزيز المواهب بالجتمع".
كما يشدد أبو معلا على أهمية "الاستمرارية في حالة الإنتاج لمثل هذه البرامج، حتى وإن لم تحقق في بداية مشوارها نسباً عالية من المشاهدة والمتابعة، فالرقي في المضمون من شأنه أن يحقق عملية بناء متتالية إذا ما أُحسن وضع استراتيجية له في التنفيذ".
أما يونس حساسنه، فيرى أن "الإبداع في مجال إنتاج برامج للمواهب يمكن أن يدفع في سبيل ترسيخ ثقافة الوعي لدور وأهمية هذه البرامج الجادة، ليس في الغناء فقط وإنما هناك العديد من المواهب في شتى المجالات".
وحول كيفية تعزيز المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام تجاه عملية التنمية في تطوير المواهب، يختم أبو الهيجا بالقول: لا بد من التحرر من الثقافة الاستهلاكية وعبودية رأس المال، وإشراك خبراء التنمية والتربية والجامعات والمراكز المتخصصة في التخطيط لهذه البرامج، والأهم عدم استنساخ برامج كما هي في مجتمعات وثقافات أخرى لمجرد شهرتها.
كما أنها تجعلهم يظنون أن مشكلات الحياة كلها ستختفي في حال أصبح نجما تليفزيونيا مشهورا، فما أن يفوز أحد الموهوبين في الغناء أو التمثيل في أحد تلك البرامج المشهورة التي تتميز بضخامتها وإنتاجها الهائل والمبهر والمشوق، حتى تتلقفه جميع البرامج وكل شركات الإنتاج.
وهكذا يدخل في دائرة صعب جدا الخروج منها. إنها دائرة الشهرة والمال والكسب السريع، إذن ما الداعي إلى التعب في الدراسة أو إجهاد النفس في التميز في مجالات أخرى لن يأتي من ورائها سوى القليل والقليل من الكسب وصفر من الشهرة.
هذه السيطرة من قبل هذه النوعية من البرامج أخفت في ثناياها الكثير من القدرات التي يمكن أن يبدع بها أطفالنا إذا ما أتيح لهم الفرصة الحقيقية لذلك.
فالمواهب كما يعرفها الجميع، وكما يراها خبراء تربويون وإعلاميون، لا تقتصر على الرقص والغناء والتمثيل، بل تتعداها إلى كافة مناحي وجزئيات الحياة العلمية كالعلوم والرياضيات والهندسة والتقنية، إلى جانب لمسات روحانية تنبع من المفاهيم الدينية من إلقاء للموشحات أو قراءة القرآن وتلاوته.
"العربي الجديد"، طرحت العديد من التساؤلات حول آليات تعزيز دور برامج اكتشاف المواهب الجادة، في تدعيم حالة "التنمية" للمجتمعات العربية في ظل غزو برامج المواهب "المقلدة" أو "المعربة" كما يسميها العديد من الخبراء والمراقبين.
محاولات جادة
"نجوم العلوم"، "الخطيب الصغير"، "أحباب الله"، "منشد الشارقة"، "المنشد الصغير".. برامج تركت بصمتها في مجتمعات عربية مختلفة، لتكون جزءا من تجارب لاكتشاف المواهب الجادة في الوطن العربي، ولتبحث لنفسها عن موطئ قدم بين سيل من البرامج الأخرى التي تأتي ضمن البرامح "التقليدية" لبرامج أجنبية، أو تهتم بـ"المفهوم الاستهلاكي" على حساب المضمون. إلا أن هذه النوعية من البرامج الجادة قليلة من حيث العدد وضعيفة من حيث الإنتاج مقارنة بأخواتها من البرامج المقلدة والمبهرة.
هذه الخلاصة، يتحدث عنها الأستاذ سعيد أبو معلا، أستاذ الإعلام في الجامعة العربية الأميركية في الضفة الغربية، والتي يرى من خلالها أن وسائل الإعلام بشكل عام تنطلق من مفهوم "الشخصية الاستهلاكية على حساب التعليم والمعرفة والقيمية، وهذ ما يجعلها تتجه ببرامجها ضمن مفاهيم تسطيح المواهب وتعزيز مفهوم القيمة الربحية".
وفي قراءته السريعة لبعض برامج اكتشاف المواهب الجادة، يرى أبو معلا، أن المحاولات والنماذج التي ذكرناها في هذا الإطار تمثل نموذجا يمكن أن يبنى عليه، إذا ما واجهنا فكرة أن الإعلام يبحث دائما عن البساطة والإبهار والمنطلق الربحي التجاري في عملية إنتاج برامجه، وهو ذات المبدأ الذي تنطلق منه غالبية المؤسسات المنتجة".
وما يعزز دور وأهمية الإعلام في اكتشاف المواهب وتطويرها، ما يوضحه "أحمد أبو الهيجا"، الخبير الاجتماعي والتربوي والمدرب في العديد من البرامج الشبابية، حيث يرى أنه بالرغم من "الملاحظات على طريقة إخراج بعض البرامج والهدف منها، فإن ما يمكن الجزم به أن الإعلام يمثل أداة من أدوات اكتشاف المواهب".
ويتفق أبو الهيجا مع ما طرحة أبو معلا حول "مفهوم السلعة" كمبدأ تقوم عليه العديد من برامج اكتشاف المواهب، ويقول: "البرامج الأكثر انتشارا هي التي تستخدم الإنسان كسلعة أكثر مما هي معنية بإبراز موهبة ما، فالغرض تسويقي تجاري بحت مما يجعل الموهبة في الغالب محط ابتذال، لذلك لا يعول عليها في إحداث تنمية حقيقية".
ويعزز ما يطرحه من خلال الحديث عن أن هناك العديد من البرامج تنطلق من "ثقافة استهلاكية مستنسخة ليس لها ارتباط بالتراث والثقافة وتاريخ الإقليم، فالقاعدة الأساسية لهذه البرامج انه أمام الربح تتكسر كل القواعد الأخرى".
ويؤكد أبو الهيجا، على قضتين فيما يخص اكتشاف وتوجيه مواهب الأبناء من قبل الآباء عبر وسائل الإعلام، ويقول بهذا الصدد: "اكتشاف مواهب الأبناء وتنميتها أمر مطالب به أولياء الأمور، فأطفالنا عبارة عن كنز يجب أن يتم اكتشافه، وتوظيف موهبته في مكانها السليم حتى لا يكون هناك انحراف سلبي".
أما الأمر الآخر، كما يشير أبو الهيجا، فهو يتمثل في "ضرورة عدم الوقوع في حالة الإغراء وشهرة الأضواء على حساب القيمة الحقيقية للمواهب، وهذا يتطلب من الأهل توجيه أطفالهم إلى البرامج التلفزيونية ذات المضمون الجاد والقيم، وعدم الانجرار وراء عناوين البرامج التي تقوم فقط على مفهوم التسويق التجاري للمواهب".
عقبات رئيسية
وفي محاولة للتعرف على أبرز العقبات التي قد تواجه إنتاج برامج اكتشاف المواهب الجادة، يرى "يونس حساسنة، مدير شركة "جنى" للإنتاج الإعلامي الفلسطينية، أن "عقبة توفر التمويل تمثل العقبة الأولى والأبرز، وفي المقابل يتجه الكثير من الرعاة إلى البرامج التي تقوم على عنصر الإبهار وجذب الجمهور حتى وإن كان ذلك على حساب المضمون".
ويرى حساسنة أنه على الرغم من تحقيق البرامج "المعربة" أو المقلدة" متابعات كبيرة في بداية ظهورها عبر الإعلام العربي، فإنه باتت هناك حالة من "العزوف باتت تتجلى ليس فقط من باب الوازع الديني، وإنما لأن هذه البرامج فارغة من أي مضمون أو من أي إبداع جديد، فهي أصبحت حالة تقليدية بحتة".
بدوره، يرى الخبير التربوي أبو الهيجا أن هناك مشكلة رئيسية في المجتمعات العربية تتمثل في "غياب القنوات الطبيعية لصناعة الموهبة واحتضانها منذ المراحل الأولى، فيصبح الإعلام في بعض الأحيان المتنفس شبه الوحيد للكشف عن الموهبة، وهذا بحد ذاته يوجد صعوبة في قضية التحكم بالمواهب في مجالها الإيجابي، وعبر برامج جادة".
ويشير إلى أنه في حالة غياب المؤسسات الطبيعية التي يمكن أن ترعى المواهب، يمكن أن تحدث حالة من الانحراف في البحث عن نوافذ يمكن من خلالها المشاركة ببرامج إعلامية، قد تحمل العديد من السلبيات أو الإشكالات على مستوى المضمون".
الإبهار مطلوب
ويحاول الأستاذ أبو معلا، تسليط الضوء على بعض من الأسس التي يمكن أن تعزز من مكانة ودور الإعلام في آليات تطوير برامج اكتشاف المواهب، حيث يرى أن "حالة الإبهار" "والتشويق" مهمة، فأحد أسس الإنتاج الإعلامي يقوم على "مداعبة المشاهد من خلال الاستفادة من تقنيات الديكور والإبهار البصري والألوان، وغيرها من تقنيات تجعل من قالب تقديم المضون أكثر قربا لقبول الجمهور".
ويقول أبو معلا: "البحث عن نجاح لمثل هذه البرامج يكون من خلال المجهود العقلي والبدني وحالة المعرفة وتوظيفها بقالب يخلق حالة من الابهار الأيجابي للمشاهد، وهو ما يمكن أن يساهم في توسيع نسبة المشاهدة وتحقيق الغرض الرئيس منها".
ويطالب أبو معلا بعدم "ترك الشبكات الإعلامية التجارية تنفرد بالسوق الإنتاجي لبرامج المواهب، وإنما نحن بحاجة إلى حالة من التكاملية ما بين المؤسسات التنموية والمؤسسات المجتمعية والمؤسسات الرسمية في انتاج برامج جادة تنطلق من بعد تنموي في تعزيز المواهب بالجتمع".
كما يشدد أبو معلا على أهمية "الاستمرارية في حالة الإنتاج لمثل هذه البرامج، حتى وإن لم تحقق في بداية مشوارها نسباً عالية من المشاهدة والمتابعة، فالرقي في المضمون من شأنه أن يحقق عملية بناء متتالية إذا ما أُحسن وضع استراتيجية له في التنفيذ".
أما يونس حساسنه، فيرى أن "الإبداع في مجال إنتاج برامج للمواهب يمكن أن يدفع في سبيل ترسيخ ثقافة الوعي لدور وأهمية هذه البرامج الجادة، ليس في الغناء فقط وإنما هناك العديد من المواهب في شتى المجالات".
وحول كيفية تعزيز المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام تجاه عملية التنمية في تطوير المواهب، يختم أبو الهيجا بالقول: لا بد من التحرر من الثقافة الاستهلاكية وعبودية رأس المال، وإشراك خبراء التنمية والتربية والجامعات والمراكز المتخصصة في التخطيط لهذه البرامج، والأهم عدم استنساخ برامج كما هي في مجتمعات وثقافات أخرى لمجرد شهرتها.