اغتيال الحمادي يشغل اليمنيين على مواقع التواصل: "رحيل رجل المهمات الصعبة"

05 ديسمبر 2019
اليمنيون يشعرون بالأسى بعد اغتيال الحمادي (فيسبوك)
+ الخط -

لم تمر حادثة اغتيال قائد اللواء 35، العميد الركن عدنان الحمادي، في إحدى بلدات مدينة تعز (جنوب غربي اليمن) بسهولة على اليمنيين. وكانت الحادثة التي وقعت مساء الثاني من ديسمبر/كانون الأول الحالي فاتحة لجروح لن تندمل، ربما بعد أن برز اسم الحمادي كقائد ملهم وأول من تصدى للانقلابيين إبان اجتياحهم المدينة في عام 2015.

ولمع نجم الحمادي منذ أعلن رفضه انقلاب الحوثيين وصالح على سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي من بين الألوية العسكرية التي كانت رابضة في مناطق عدة في المدينة، وحافظ على قوام اللواء وأطلق الرصاصة الأولى لمقاومة الزحف الحوثي.

وبدا للحمادي وهو قائد في الجيش وحاصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية، أن مسؤوليته قد ازدادت تعقيداً مع إعلان ألوية عسكرية في المدينة الولاء للحوثي وصالح، لكنه استطاع أن يلملم قواته ويحافظ على أسلحته ويرتب صفوف المقاومة الشعبية ويستعيد السيطرة على مناطق واسعة في أرياف تعز.

لكن اغتياله من قبل شقيقه الأصغر، جلال، بحسب ما تردد حتى الآن، لا يزال مثار جدل، إذ تشي اتهامات عدة لملابسات الحادثة بوقوف أطراف سياسية وعسكرية وراء الحادثة، خصوصاً أن الحمادي كان هدفاً لاتهامات محسوبين على حزب التجمع اليمني للإصلاح وقيادات في محور تعز العسكري بصلته بقيادات إماراتية وقوات سلفية يتزعمها عادل عبده فارع الذي يقود ما يعرف بكتائب "أبي العباس".

وفجع اليمنيون بنبأ اغتيال الحمادي، إذ ظل كثيرون في حالة صدمة لما حدث مع تواتر الأنباء من منطقته وناشطين مقربين منه بتعرضه لإطلاق نار، لكن الساعات التي أعقبت النبأ كانت صعبة التصديق وهي تحمل أخبار مفارقته الحياة، بعد أن سكنت الرصاصات رأسه.

وبدأت التدوينات والمرثيات والصور والمقاطع المرئية تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، مرددة مناقبه، وكيف بدت سنوات قيادته المعارك ضد الحوثيين، وتنقلاته في جبهات القتال في أرياف تعز.

وكتبت الصحافية سامية الأغبري "كل الأحداث اللي مرت بها تعز كانت تهون، كان وجود الشهيد عدنان الحمادي يطمنا، نشعر بالأمان. كيف لا وعدنان الحمادي حارس الجمهورية، ابن هذه البلاد المعجون بترابها. كيف لا وهو عدنان الحمادي صاحب الطلقة الأولى باتجاه العدو. وأتته الطلقة من القريب العدو الخفي".

وكتب معن دماج "لم تنتج حرب الشعب في مقاومة الجائحة شيئاً أو أحداً مثل عدنان الحمادي، المسألة تتجاوز تصدره وتصديه لتحالف الحوثي-صالح يوم أن ظن الجميع أن الأمر قد انتهى، وتتجاوز دوره في هذه الحرب وتأسيسه ما اسميته من اليوم الأول نواة الجيش الوطني في أتون المعارك التي كانت تبدو يائسة ومحسومة سلفاً".

وتابع "المسألة تتعلق أيضاً وأولاً بوعيه الوطني التقدمي والديمقراطي، لقد كان عدنان هو التعبير الأبرز عن الوطنية اليمنية الحديثة التقدمية والشعبية في صفوف الجيش وحركة مقاومة الحوثي، الشجعان كثر وملء جبال اليمن وسهوله وما أكثرهم في جيشنا المحاصر والمخذول - شجاعة وفداء وبذل جنود وضباط تركوا أهلهم جوعى ويظلون لأشهر حتى بدون راتب ويتعرضون لكل صنوف التعسف والظلم لكن وعيهم بخطر الحوثي وجرائمه أكبر من كل شيء!!".

وقال عبد الوهاب نعمان في مرثية للحمادي "السماء الملبدة بالحزن وأبخرة كثيفة من شهيق وزفير الأرض وأوتادها كما لو أنها تحجبت أو احتجبت ريثما تستبين أمراً.. فاجعة الرحيل أنجلت لوناً آخر.. يمتزج التحدي بالحزن والغياب بالحضور".

وكتب أحمد النويهي "منذ لحظة اغتال القتلة القائد وحتى اللحظة لم تتوقف هذه المطبعة عن الدوران.. يتدفق الناس جميعهم لينفضوا الغياب بهذا الحضور الأبد.. الصورة الثورة التذكار العابر للزمان والمكان".

دلالات
المساهمون