اقرأ أيضاً: "هيومن رايتس ووتش" تتهم القوات العراقية والحشد بجرائم حرب
وترافقت هذه العمليات مع إجراءات أمنيّة مكثّفة زادت من معاناة المواطنين أكثر مما لجمت تلك الاغتيالات. وحمّل مواطنون ومسؤولون محليون وجهات سياسيّة الحكومة مسؤوليّة التردّي الأمني، وطالبوها باتخاذ حلول تحدّ من نشاط المليشيات.
وقال مدير أحد مراكز الشرطة في بغداد، وهو ضابط برتبة مقدّم لـ"العربي الجديد"، إن العاصمة تشهد منذ أقلّ من شهر نشاطاً غير مسبوق للمليشيات، تركّز في مناطق السيديّة واليرموك أكثر من غيرها، مبينا أنّه "في كل يوم تسجل نحو 8 إلى 12 حالة اغتيال، تنفّذ غالبيتها ليلاً".
وأكّد الضابط نفسه "تسجيل نحو 40 حالة اغتيال في المنطقتين خلال الأسبوع الماضي"، مشيراً إلى أنّ "بعض تلك الحالات تمت خلال مداهمات لمنازل المجني عليهم، واختطافهم وقتلهم على بعد أمتار من منازلهم"، مضيفاً أنّ "الأجهزة الأمنيّة عاجزة عن تقديم أي حماية للمواطنين من تلك القوات".
وأضاف الضابط أنّ "المستهدفين من تلك العمليّات هم وجهاء المناطق والأشخاص من ذوي النفوذ العشائري، والنازحون"، مبيناً أنّ "العمليّات تستخدم فيها عربات دفع رباعي وأسلحة كاتمة للصوت، ويرتدي المنفّذون زيّاً عسكريّاً". وأوضح أنه "تم تقييد كافة تلك العمليّات ضدّ مجهول من قبل مراكز الشرطة التي لا تستطيع إجراء تحقيقات نزيهة وشفافة، خوفاً من استهدافها".
وبحسب الضابط نفسه، فإنّ "حالة من الذعر تسود في المنطقتين المستهدفتين، بينما اتخذت القوات الأمنيّة إجراءات روتينيّة تمثلت بقطع الشوارع (بحواجز أمنية)، وتكثيف تفتيش الداخلين والخارجين الى المناطق، فيما لم تؤثّر الإجراءات على تنفيذ تلك العمليات".
وأشار إلى أنّ "عمليات بغداد تخطط حالياً لحصر دخول تلك المناطق ببطاقة السكن، وتمنع دخول أيّ شخص من خارجها، إلّا بوجود شخص يكفله من تلك المناطق، في خطّة قد تتسبب بمضايقات كبيرة لأهالي المناطق".
وفي إطار متصل، أكّد مصدر في قيادة عمليات بغداد أنّ "(رئيس الحكومة العراقية) حيدر العبادي اجتمع مع القيادات الأمنيّة، ووجههم باتخاذ إجراءات حازمة لتوفير الأمن ومعالجة الانفلات الأمني الخطير في بغداد".
وقال المصدر، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "العبادي طالب القادة الأمنيين بوضع خطة عاجلة لحفظ الأمن، ووضع دراسة شاملة لأسباب تلك الخروق والنشاطات المسلّحة في بغداد"، مبيناً أنّ "القادة أكّدوا أنّ تشديد الإجراءات الأمنيّة في مداخل ومخارج المناطق سيحدّ بشكل كبير من تلك النشاطات وعمليّات الاغتيال".
بدورها، أكّدت النائبة عن تحالف القوى العراقيّة، لقاء وردي، أنّ "تلك العمليات تستهدف أبناء مكون بعينه، وهي عمليات منظّمة". وقالت وردي، خلال حديثها لـ"العربي الجديد"، "إنّنا بحاجة الى وضع حدٍّ لهذا الانفلات الأمني الخطير، واستهداف النخب والكفاءات والوجهاء الذي طاول العشرات بعمليّات منظّمة في تلك المناطق"، مؤكّدة أنّ "الحل يكمن بضرب المليشيات ونزع أسلحتها والحدّ من نفوذها داخل المدن".
وأكّدت أنّ "كل الحلول الأخرى والإجراءات الأمنيّة التي تتخذها الأجهزة الأمنيّة لا تحد من تلك النشاطات الخطيرة، ولا تشكّل أيّ تخفيف من الأزمة الأمنيّة".
اقرأ أيضاً: تطهير مذهبي وقتل ومليشيات: ديالى على شفير حرب طائفية