ألقى عناصر من الجيش والشرطة في محافظة الإسكندرية المصرية، اليوم الإثنين، القبض على 29 طالباً من جامعة الإسكندرية، أثناء حضورهم دورة تدريبية، في حملة أمنية داهمت أحد مراكز التعليم الخاصة في منطقة الإبراهيمية بوسط المدينة، بحسب شهود عيان ومصادر أمنية.
وقال شهود عيان: إن المئات من عناصر الأمن اقتحمت مركزا تعليميا يحمل اسم "إلكترا" في الإبراهيمية، وألقت القبض على الطلاب الموجودين فيه، وبعض أعضاء هيئة التدريس المشاركين في دورة لإعداد القادة، وإدارة العمل الجماعي في المركز، من دون توجيه تهم إليهم، واقتادتهم إلى مكان غير معلوم حتى الآن.
فيما أكد مصدر أمني، أن معلومات وردت عن تجمع عدد من القيادات الطلابية في جامعة الإسكندرية داخل مركز تعليمي خاص، بهدف التخطيط للتظاهر مع بداية العام الدراسي الجديد.
وأشارت المصادر إلى أن من بين المقبوض عليهم: كريم عرفة، ومحمد السيد، وعبد الرحمن بشير، وطاهر نزيه، ومحمد ممدوح، ومحمد غريب، وأحمد أنور، وحسام محسن، ومحمد خالد عبد المجيد، وعز الدين شحاتة، ومحمد بسطاوي والمعروف نشاطهم المعارض للنظام الحاكم.
ودشن عدد من الطلاب حملةً ووسماً (هاشتاغ) على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان #معتقلي_الكورس، اعتراضا على اختطاف واعتقال 29 من زملائهم، أثناء وجودهم داخل مركز تعليمي، من دون سند قانوني، وطالبوا المنظمات الحقوقية بالتدخّل وإنقاذ زملائهم الذين يتعرضون للتعذيب، داخل ما يطلق عليه "سلخانة أمن الدولة" في الطابق الرابع بمديرية أمن الإسكندرية.
وكتب الطلاب بعض العبارات والتغريدات التي تسخر من عملية المداهمة، وإلقاء القبض على الطلاب، منها "عارفين يعني إيه تبقى قاعد في أمان الله بتاخد كورس في سنتر تعليمي ويتم القبض عليك والتهمة طالب بيحضر كورس" و"كده فاضل إيه"، "طلبة رايحة تاخد كورس يتقبض عليهم ليه" إنا لله وإنا إليه راجعون. البقاء لله في حرية الطلاب. والعزاء في سجون الانقلاب" و"بيقولك خير كان في 29 طالب وبعدين الأمن قبض عليهم بتهمة تنظيم مظاهرات".
من ناحية أخرى حذّر المركز العربي الأفريقي من تعرّض حياة 45 شابا مصريا للخطر، جراء التعذيب الشديد الذي يتعرضون له على يد عناصر من قوات الأمن، أثناء احتجازهم داخل مبنى مديرية أمن الإسكندرية في منطقة سموحة.
وذكر بيان للمركز أنه تلقّى في الأيام القليلة الماضية مجموعة من الاستغاثات والشكاوى من أهالي ومحامي مجموعات كبيرة من الشباب، تم اختطافهم وتقييد حريتهم واحتجازهم من دون سند قانوني، بالمخالفة للدستور والقانون، مما يشكل اعتداءً صارخا على حرية الإنسان المصري وإهدارا لكرامته.
وأضاف البيان أن المركز قد تفاعل بكافة لجانه مع ذلك الأمر، وبعد جهود مضنية في البحث والاستفسار تأكدنا من وجود ما يقرب من 45 شابا مصريا يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب، في ما يطلق عليه السكندريون (سلخانة أمن الدولة) بالدور الرابع في مديرية أمن الإسكندرية، كما أن بعضهم تعرّض لإصابات خطيرة وحالات نزيف مستمر، ولم يتم علاجه أو إسعافه، مما يهدّد حياته للخطر.
وأكد بدء اتخاذ الخطوات القانونية جمع أسماء المتورطين في عمل تعذيب المعتقلين لملاحقتهم قضائيا، محمّلا في الوقت نفسه الأجهزة الأمنية المسئولية كاملة عن سلامة وصحة هؤلاء الشباب وما يتعرضون له من تجاوزات وتعذيب ممنهح بالمخالفة لكافة المواثيق الدولية لحقوق الإنسان مواد الدستور والقانون.
وطالب المركز النائب العام بتشكيل لجنة من أفراد النيابة العامة للتحقيق في حالات التعذيب بمقار مديريات الأمن وكذلك تزايد حالات اﻻختفاء القسري للطلاب والنشطاء على مستوي الجمهورية.