اعتزال سيف الدين سبيعي: حقيقة ام افتعال؟

11 يناير 2018
الفنان سيف الدين سبيعي (أضواء المدينة)
+ الخط -
انطلقت قبل أيام، حملة تناشد الممثل والمخرج السوري، سيف الدين سبيعي، بأن يعدل عن قراره باعتزال العمل الفني، وحملت عنوان "سيف الدين سبيعي ... لا تعتزل". ورغم أن سبيعي لم يسبق له أن أعلن نيته الاعتزال بشكل رسمي، أو شرح الأسباب التي دفعته لاتخاذ مثل هذا القرار، انتشرت خلال ساعات قليلة، على الصفحات السورية المتخصصة بالفن على موقع "فيسبوك" أخبار تؤكد أن الجماهير تطالب سبيعي بالعدول عن قراره من خلال استخدام هاشتاغ "لا تعتزل يا سيف"، إلا أن استخدام الهاشتاغ اقتصر على الصفحات ذاتها، ولم يتداوله المستخدمون السوريون وغير السوريين في منشوراتهم. 

لكن ماذا عن صحة خبر الاعتزال، هل هو مجرد موقف أم ادعاء أراد منه ناشرو "هاشتاغ" العدول عن قرار الاعتزال حثّ الفنان لمزيد من الإعلان والبوح، بأن المخرج سبيعي بدأت تراوده نية الاعتزال منذ سنة 2013، أي منذ أن تراجع مستوى الدراما السورية على الصعيد العربي، ولكن إيمان سبيعي بأهمية العمل الفني دفعته إلى الاستمرار لأربعة أعوام إضافية، اضطر خلالها أن يشارك بأعمال لا يرى فيها ما يريد تقديمه بحسب بعض الناشطين. وتجددت رغبة سبيعي بالاعتزال بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لوفاة والده، الفنان رفيق سبيعي، الذي لم يحظ بتكريم يليق بقامته الفنية، وهو الأمر الذي دفع سبيعي إلى قرار الاعتزال.

وقد يبدو غريباً أن هذه الأخبار جاءت بعد أن تم إيقاف عمليات تصوير المسلسل اللبناني "كارما"، والذي كان قد بدأ تصويره في لبنان لطرحه في الموسم الرمضاني 2018، والذي أُسندت مهمة الإخراج فيه لسبيعي. مما يجعل الأمر يبدو وكأن سبيعي يحاول أن يخلق خلفية، إعلامية، حول قرار الاستبعاد، بالتزامن مع الشحنة العاطفية التي صاحبت ذكرى وفاة والده، ليعود إلى الواجهة من جديد، ولا سيما أن الأمنيات الذي تضمنها خبر الاعتزال انتهت بمناشدة للمنتجين بأن يعطوا سبيعي الفرصة التي يستحقها في مجال الإخراج.

على ما يبدو أن الحال المتردي الذي آلت إليه الدراما السورية، جعل الفنانين السوريين يحاولون خلق أحداث افتراضية، تضمن وجودهم الدائم في دائرة الضوء، وتتيح لهم فرصة الحصول على الدعاية والإعلان المجاني في محاولة التسويق لأعمالهم وتأمين فرص جديدة في أعمال محلية أو عربية. وقد حاول بعضهم استثمار الضجة الإعلامية التي افتعلها سبيعي، فحاول التضامن معه من بوابة "الافتراضي" أيضاً، ومنهم الفنانة السورية أمل عرفة، التي فشلت الموسم الماضي من التسويق لمسلسلها الكوميدي "سايكو"، فشاركت في الحملة، وأعلنت تعاطفها مع سبيعي، وهددت بالاعتزال إذا لم تتحسن معايير الإنتاج، حيث كتبت على صفحتها الرسمية على "فيسبوك": "قبل أن نطالب سيف بعدم الاعتزال، علينا أن نطالب بمسح أسباب الاعتزال. الزمن لم يعد يشبهنا. المنتجون ليس بمقدورنا التحاور معهم. الوجوه الجديدة التي تقود الدفة من منتجين ومخرجين وممثلين وممثلات ليس لديها أدنى حرص على ما ورثناه من أجيال سابقة من كنز حقيقي اسمه دراما سورية، ليس فقط حرص، وإنما لا يملكون لا رؤيا ولا بصيرة. الدراما السورية ليست بأيادٍ أمينة اليوم، والجهات العليا وأصحاب القرار غافلون.

سيف سبيعي ابن البيت الأصيل المعجون بالفن، تابعت أمل ععرفة في منشورها، على يد أكبر وأهم عرّابي الدراما السورية، رفيق سبيعي، سيف سبيعي الذي تتلمذ على يد المخرج الكبير أستاذي هيثم حقي، سيف سبيعي الذي يتنفس فناً، ها هو يعلن اعتزاله للمهنة، ليتركها بمزيد من الأسى والتسليم لمجموعة أميين قذفوا بدرامانا إلى الهاوية. سيف سبيعي لا ألومك يا أخي وصديقي، ولكنه إنذار كبير ومؤلم. سيف سبيعي يعتزل. ربما أنتم السابقون ونحن اللاحقون".




المساهمون