اعترافات منفذ اعتداء إسطنبول: الهجوم كان مقرراً بتقسيم

18 يناير 2017
الاتصال الأول بين ماشاريبوف والتنظيم كان في باكركوي(يوتيوب)
+ الخط -
تكشفت مزيد من الحقائق حول العملية التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مدينة إسطنبول، واستهدفت أحد النوادي الليلية في المدينة، خلال احتفالات رأس السنة، وذلك بعد إلقاء القبض على منفذ العملية عبد القادر ماشاريبوف، الملقب بأبي محمد الخراساني.


وتمكنت قوات الأمن التركية ، قبل ثلاثة أيام، من إلقاء القبض على ماشاريبوف(34 عاما)، في منطقة إسنيورت في مدينة إسطنبول، وذلك بعد 17 يوما من فراره إثر تنفيذ العملية.


وأكد الخراساني أن قرار استهداف النادي الليلي، جاء بعد التشاور مع أحد أمراء التنظيم الموجود في الرقة، وذلك بعد أن تم إلغاء العملية المقررة في ساحة تقسيم في وسط مدينة إسطنبول، بسبب الإجراءات الأمنية المكثفة، التي كانت السلطات التركية قد اتخذتها.

وأكد ماشاريبوف خلال التحقيقات أنه دخل الأراضي التركية بشكل غير شرعي قادماً من إيران، بالقول: "لقد وصلت إلى تركيا من خلال الأراضي الإيرانية، بعد أن تلقيت أوامر بضرورة المشاركة في الحرب بسورية في يناير/ كانون الثاني الماضي، واستقررت في مدينة قونيا (وسط البلاد)".



وأوضح أنه عندما كان في قونيا، "تلقيت تعليمات من الرقة، بالقيام بهجوم في مدينة إسطنبول خلال احتفالات رأس السنة"، مشيراً إلى أنه أرسل مقاطع فيديو التقطها في ساحة تقسيم إلى قيادات التنظيم في الرقة. 

وتابع ماشاريبوف: "وصلت إلى ساحة تقسيم، ولكن كانت هناك إجراءات أمنية مشددة، ولم يبدُ بأنه من الممكن القيام بهجوم في المنطقة، وقمت مجدداً بالتواصل مع الشخص الذي وجه لي التعليمات، وقررنا سوياً أن إمكانية القيام بهجوم في تقسيم مستحيلة، حيث أمرني بالبحث عن هدف جديد، قمت بالتنزه على الطريق الساحلي بسيارة أجرة حوالي الساعة العاشرة صباحا".

وأضاف الخرساني أنه "بدا لي نادي راينا مناسبا، ولم يكن هناك إجراءات أمنية مكثفة، وقمت بإيصال هذه المعلومات إلى التنظيم حيث تلقيت أمراً بتنفيذ الهجوم، ومن ثم توجهت إلى مكان إقامتي في منطقة زيتن بورنو، وأخذت سلاحي، وتوجهت لنادي راينا لتنفيذ الهجوم".

وبحسب التحقيقات التي أجرتها الشرطة، تشير المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام التركية، إلى أن ماشاريبوف تلقى تدريباته القتالية في أحد معسكرات تنظيم القاعدة في العراق قبيل انضمامه إلى "داعش"، ووصل إلى مدينة إسطنبول في 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي قادماً من قونيا، حيث تم توفير سكن له في البداية في أحد المنازل التابعة للتنظيم في منطقة باشاك شهير، قبل أن يتم نقله إلى منزل آخر في منطقة زيتن بورنو في المدينة قبل تنفيذ الاعتداء بيومين.

وبعد تنفيذ الهجوم، توجه ماشاريبوف إلى أحد المطاعم الأويغورية (صينيون أتراك)، في منطقة زيتن بورنو، وقضى ليلته هناك، وغادر المكان إلى أحد المنازل التابعة للتنظيم في منطقة باشاك شهير.


وفي صبيحة الأول من يناير/كانون الثاني، تمكن بمساعدة عنصرين من عناصر التنظيم، أحدهما عراقي، من الانتقال إلى المنزل الذي تم فيه إلقاء القبض عليه، في منطقة إسنيورت في إسطنبول، والذي استأجره العراقي المدعو علي جميل محمد، قبل ستة أشهر، بإيجار شهري قدره 750 ليرة تركية شهرياً، وتم إلقاء القبض على جميع من كانوا مع ماشاريبوف في العملية ذاتها.

وكان الاتصال الأول بين ماشاريبوف والتنظيم في منطقة باكركوي في إسطنبول، بعد يوم واحد من تنفيذ الهجوم، وتمكنت إحدى دوريات شرطة المرور من التعرف على ماشاريبوف بينما كان جالساً في المقعد الخلفي، إلا أن السيارة تمكنت من الفرار، بعد أن أطلقت النار على الدورية.

وتشير المعلومات المسربة من التحقيقات، إلى أن ماشاريبوف شعر بفزع كبير، إثر تمكن السلطات التركية من إلقاء القبض على ثلاثة من عناصر التنظيم الأوزبكيين، الذين كان على اتصال بهم في ولاية هاتاي (لواء إسكندرون) الحدودية.

وشنت السلطات بعدها حملة أمنية استهدفت خمسة عناوين متزامنة في منطقة إسنيورت بإسطنبول، تمكنت على إثرها من إلقاء القبض على ماشاريبوف برفقة العراقي علي جيل وثلاث نساء سنغالية وصومالية ومصرية، حيث كان يتم استخدام هؤلاء النساء للتمويه ولتأمين احتياجات المنزل والتنقل في المدينة، بينما تشير بعض المصادر إلى انهن كن يستعددن للانضمام إلى التنظيم.

وبحسب مصادر أمنية، فإن مشاريبوف لم يحاول مقاومة قوات الأمن خلال المداهمة، بل كان يصرخ في وجه الشرطة "لا تقتلوني"، بعد أن حاول الاختباء خلف أحد الأسرّة في المنزل، ولم يكن ابنه البالغ من العمر 4 سنوات برفقته لحظة تنفيذ العملية، بل كان قد تم نقله إلى أحد المنازل التابعة لخلية أخرى من خلايا داعش في المدينة.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر أمنية أن ماشاريبوف المطلوب من قبل السلطات الأوزبكية غادر إلى أفغانستان قبل ست سنوات.