تفاعلت في الوسط السياسي والإعلامي في ألمانيا قضية انتخاب ستيفان ياغيش (33 عاماً)، المنتمي للنازيين الجدد، عمدة لبلدة فالدسيدلونغ، التابعة لولاية هيسن والتي تضم حوالي 2500 نسمة. انتخاب ياغيش جاء بعد شغور المنصب لأسابيع نتيجة استقالة العمدة السابق خلال يونيو/حزيران الماضي، ولم يترشح أي من أعضاء المجلس المحلي المنتمين الى "الاشتراكي الديمقراطي" و"المسيحي الديمقراطي" و"الليبرالي الحر" لتولي المسؤولية.
هذا الواقع استدعى تدخلات سياسية حزبية للوقوف على الأمر، وكان هناك حث ومطالبة بإعادة الانتخابات، بعد أن كان الأعضاء السبعة انتخبوا بالإجماع ياغيش للمنصب. تبريرات الأعضاء المنتمين للأحزاب الممثلة في البوندستاغ، والذين اختاروا الأخير بعدما لم تترشح أية شخصية لمنافسته، جاءت صادمة بعض الشيء، إذ قال عضو البلدية نوربيرت سزيلاسكو والمنتمي الى حزب ميركل: "نحن نعمل من أجل المواطنين وليس لصالح الأحزاب، ياغيش كان دائماً ملتزماً ومنخرطاً في شؤون مواطنيه ويعمل بشكل جيد في المجلس المحلي"، قبل أن يشير إلى أن اسمه ورد حقيقة مراراً وتكراراً في السنوات الماضية في تقرير هيئة حماية الدستور. حتى أن التقارير الصحافية بينت أن عضو "الاشتراكي الديمقراطي" علي رازي أغداس، والعضو في المجلس المحلي للبلدة، صوّت لصالح ياغيش من منطلق أنه لا وجود لبدائل وعلّق قائلاً: "لقد عرفته لفترة طويلة ولم أواجه أي مشكلة معه"، وفق ما بينت "برنر تسايتونغ".
قرار عضوي البلدية المنتميين لحزبي الائتلاف الحاكم، تسبّب بسخط لدى زملائهما الحزبيين نتيجة اختيارهما سياسياً من الحزب اليميني المتطرف، حتى أن أغداس تم استدعاؤه من قبل حزبه، وهو يفكر حالياً بالاستقالة من المجلس المحلي. إلى ذلك، فإن الأمين العام لـ"الاشتراكي الديمقراطي" لارس كلينغبيل طالب بإلغاء الانتخابات، وكتب على "تويتر" أن "الاشتراكي الديمقراطي" لديه موقف واضح للغاية، نحن لا نتعاون من النازيين! هذا ينطبق على الحكومة الفدرالية والولايات والبلديات، ما حصل لا يصدق ولا يمكن تبريره". من جانبه كتب السياسي المنتمي لـ"المسيحي الديمقراطي" بيتر تاوبر، والذي تقع البلدة ضمن دائرته الانتخابية في هيسن، على "تويتر" أنّ "من يمهد الطريق لمثل هؤلاء الراديكاليين هم أشخاص غير مسؤولين، غافلون عن الواجب والتاريخ، ويفتقرون الى البوصلة السياسية والأخلاقية وغير مقبولين في قائمة انتخابات المسيحي الديمقراطي".
Twitter Post
|
Twitter Post
|
والاعتراضات على انتخاب الأخير عبّر عنها أيضاً مسؤول "المسيحي الديمقراطي" في المقاطعة سفين مولر فينتر، بعدم تفهمه بالمطلق لما حصل، معتبراً أن الحزب "القومي الديمقراطي" يسعى الى تحقيق أهداف معادية للدستور وانتخاب سياسي لهذا الحزب أمر لا يمكن تصديقه، وغير مقبول بالنسبة لـ"الاتحاد المسيحي الديمقراطي"، مشدداً على ضرورة تصحيح "القرار الخاطئ".
بدوره، اعتبر حزب "الخضر" ما حصل تعتيماً على الديمقراطية، وقال السياسي ينس ياقوبي لوكالة الأنباء الألمانية: "صدمنا بشكل لا يصدق من هذا الانتخاب".
وفي خضم هذا التخبط السياسي إزاء ما حصل، تبدو الأمور حول آلية تصحيح الخلل غير واضحة حالياً، وسط مطالبات لأعضاء المجلس المحلي بإعادة النظر في قرارهم الخاطئ، مع العلم أنه ووفقاً للقوانين والإجراءات الإدارية المعتمدة في هيسن، سيتعين أولاً الإثبات بشكل قاطع أن ياغيش ينتهك واجباته الوظيفية بشكل صارخ، أو إثبات أنه لا يستحق هذا المنصب أو لا يمارس نشاطه ومهامه، من أجل إقالته أو طرده، وفق ما بيّن عضو المجلس المحلي سزيلاسكو لفرانكفورتر الغماينه تسايتونغ،الذي أبرز أن ياغيش قد تم انتخابه بطريقة سرية وديمقراطية.