ويظهر الفيديو المواطن العراقي وهو يتحدث عن سوء معاملة موظفي السفارة مع المواطنين، قبل أن يقوم أحد الموظفين بالهجوم عليه ونزع الهاتف الذي يقوم بالتصوير بواسطته من بين يديه، بينما زوجة الرجل تحاول منع ضربه.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية العراقية، اليوم الخميس، لـ"العربي الجديد"، إن تسجيل الفيديو صحيح، وإن الوزارة تحقق في القضية، وفي حال ثبوت تقصير الموظفين سيصار إلى محاسبتهم، مبينا أن "المواطنين العراقيين في الدول الأوروبية يريدون خدمات في السفارات شبيهة بتلك التي يجدونها في الدوائر والمؤسسات الرسمية الأوروبية، وهذا أمر لا يستقيم دائماً".
واستدرك المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "الضغوط الحزبية غالبا ما تقف عائقا أمام رغبة الوزارة بتغيير ممثليها في الخارج"، مشيرا إلى أن "الإدارات السابقة لوزارة الخارجية جاءت بأشخاص حزبيين تنقصهم الكفاءة، ومنحتهم مناصب دبلوماسية في سفارات مهمة، وهذا الشيء ينعكس على طبيعة تعاملهم مع العراقيين في الخارج".
وتأتي الواقعة بعد أسابيع من حادثة استدعاء بغداد للقنصل العراقي في مدينة مشهد الإيرانية، عقب ظهوره في إعلان ترويجي لمنتجات تجميل نسائية إيرانية، وهو ما أثار لغطا واسعا حول سوء اختيار ممثلي البعثات العراقية في الخارج.
وأثار الفيديو ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال حساب "شكوماكو" العراقي: "تحت أنظار رئيس الوزراء العراقي السيد عادل عبد المهدي ووزير الخارجية العراقي السيد محمد علي الحكيم. مع الاحترام والتقدير، مواطنون يهانون ويضربون في السفارة العراقية في برلين. ناقصهم منشار بالسفارة"، في إشارة إلى واقعة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.
Facebook Post |
وتساءل حساب "يور نيوز": "هل من محاسب؟ هل يوجد شخص ينقل صوت ومعاناة هؤلاء الناس البسطاء؟"، أما الناشط أحمد الحميداوي، فكتب: "اعتداء من قبل موظفي سفارة العراق في برلين على رجل عراقي بالضرب"، وعبر الناشط حارث الحمداني عن سخطه، قائلا: "ما يحلها بعد الله إلا الحجاج أو صدام. ليش نكذب على أرواحنا".
Facebook Post |
وقالت سفارة العراق في ألمانيا في توضيح اليوم الخميس، إن "الرجل الذي ظهر بالفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يعاني من وضع صحي خاص، وتقديرا لهذا الوضع، وبعد فشل محاولات امتصاص نوبة غضبه غير المبررة، انسحب موظفو القسم القنصلي من أماكنهم لتجنب أي احتكاك أو جدل غير مجدٍ معه".
وتابعت: "بعد ذلك شرع بالتصوير بهاتفه النقال، والتهديد العلني، والنشر في مواقع التواصل الاجتماعي، متجاهلا كل الحلول التي تم طرحها عليه. ما قام به المواطن هو تصرف فردي لا يمت لأخلاقيات الجالية العراقية"، بينما لم يأت التوضيح على ذكر التعدي على الرجل.