لم يكن اعتقال السلطات الباكستانية للناشطة الاجتماعية كلالي إسماعيل، المنخرطة في حركة حماية أبناء قبائل البشتون، الأول ولن يكون الأخير، بل سبق للأمن الباكستاني أن تعرض بالمضايقات والتهديد والاعتقال لكثيرات غيرها، وأجبر بعضهن على ترك وظائفهن بسبب نشاطهن الحقوقي والاجتماعي.
وتعرضت كلالي إسماعيل للاعتقال فور وصولها من العاصمة البريطانية لندن إلى مطار إسلام أباد أول من أمس، وزجّت بها قوات الأمن في مكان مجهول قبل أن تفرج عنها بكفالة.
لم تكتف السلطات الباكستانية باعتقال الناشطة، بل صادرت جواز سفرها ووضعت اسمها في قائمة الممنوعين من السفر من دون ذكر الأسباب، سوى أنها تعمل ضد الدولة، بحسب تصريح كلالي إسماعيل للصحافة.
وأضافت أن السلطات الباكستانية سجّلت الدعوى ضدها في الآونة الأخيرة لأنها كانت من الذين قادوا الاجتماعات والاحتجاجات الرامية للدفاع عن حقوق البشتون، كما سجلت دعاوى قضائية بحق كثير من الناشطين والناشطات اللواتي شاركن في تلك الفعاليات.
وأكدت كلالي أن الحكومة الباكستانية تسعى منذ فترة إلى إسكات الأصوات المدافعة عن حق المظلومين، وحقوق البشر. وقالت: "لكني لن أخاف من مثل هذه الإجراءات بل سأمضي قدماً نحو الأمام لنقل الصورة الحقيقة لحالة المساكين من أبناء شعبنا".
مسيرة كلالي إسماعيل لم تبدأ مع حركة حماية أبناء قبائل البشتون، بل كانت ناشطة في الدفاع منذ سنوات عن المفقودين والقبائل، لا سيما النساء المضطهدات بحكم الأعراف وتهميش الحكومات.
ويبدو أن السلطات أفرجت عن كلالي نظراً إلى ردود أفعال على اعتقالها، والغضب في أوساط العرقية البشتونية، كما خشيت من أن يفجر حادث الاعتقال حالة من الفوضى في شمال غرب باكستان، وأن تستغلها حركة الحماية عن البشتونية لإطلاق موجة من الاحتجاجات الجديدة.
لم تكن كلالي الوحيدة التي تمارس عليها السلطات الضغط، بل ثمة ناشطات أخريات تعرضن للضغوطات، منها ثناء إعجاز، الناشطة في الصف القيادي في حركة حماية أبناء قبائل البشتون، وهي أيضاً رفعت الصوت في الدفاع عن الحريات والحقوق قبل ظهور الحركة لأجل قضية المفقودين.
ومن الضغوطات التي مورست على ثناء إقالتها من وظيفتها، وقد كانت تعمل في التلفزيون الرسمي الباكستاني في مدينة بشاور، وذلك من جراء تنظيمها اجتماعات واحتجاجات للحركة.
تقول ثناء إعجاز في تصريح صحافي "سلكت الحكومة كل مسلك كي تجبرني على التنحي عن عملي ونشاطي، بدءاً من الإغراءات وانتهاءً بالتهديدات، ولكنني لم أرضخ لمطالبها، أخيراً أقالوني من عملي، وإني مستعدة لأن أضحي بأكثر من ذلك، وضحيت بالكثير".
تضيف إعجاز "لست الوحيدة التي تمارس عليها السلطات الضغوط، بل ثمة مدرسات وطبيبات نقلن من وظائفهن إلى أماكن بعيدة ونحو القرى والأرياف لأنهن شاركن في أنشطة الحركة، والحكومة تسعى من وراء ذلك إلى إرغامهن على ترك الأنشطة".