اسمُكِ ليس له نهاية

31 يناير 2019
علاء بشير/ العراق
+ الخط -

الكرسي
هذا الكرسي طالما فكِّر بدلاً مني
واحتمل الصمت
المنضدة تُقدّمُ له قلماً جافّاً
وأوراقاً ستطيِّرُها
مروحة السقف في نهاية المطاف
تلك التي أصيبت مثلي بالدوار.
السجّادة تفتح حضنَها الزهريَّ
احتراماً للكلمة.
ما زالت أيامُ الجمعة تتألّم
وتسرقُ قطعةً من روحي
وفي مجاملةٍ مع الكرسي
سأبقى نصفَ مأكولٍ إلى الأبد
ما زالت أيامُ الجمعة تتألّم
وتقبض على القلم الجاف
لتَخرج من فمه أرواحُه الكثيرة.


■ ■ ■


مصادفة
أن تحفرَ الذكرياتِ
عن طريق الصدفة
قد تكون القبور متعالية
ويدٌ عظمية تقفز من فمك
وتلوي أذنك
لديك متسعٌ من الوقت لتُنكرَ الحدث
وتقرأ الأحداث كما الصحف
مصادفةً
تنام مستلقياً
مثل جيفةٍ كريهة الرائحة
تحت الأنقاض
وأنت تضغط على الزناد
حتى عقب البندقية
على طرف صدرك
بالتأكيد سترغمك أن تتحدث
حتى يأتيك الموت
معلّقاً من الباب الخفي
بسكتةٍ غير كاملةٍ في قبضتك.


■ ■ ■


ت ا ر ي خ
رمادٌ من الغبار
لم أتأخر عن القافلة
لم يكن تاريخي أقدمَ من حمورابي
لأتحدّث عن ليالي بابل
وعن جسد الآلهة
عن الأجيال السابقة
عرفتُ في وقت لاحق
من نفسي
أنَّه ليس لديَّ شيءٌ من المخطوطات
لكي أغيِّر بنية التاريخ
أنا التاريخيُّ تماماً
أذهبُ لأنفُضَ الترابَ عني
وأنسلَّ من التاريخ.


■ ■ ■


القبطان خورشيد1
من أرخبيل المرجان
أُلصقُ قشوراً على جسدي
ومياهاً مالحة في معدتي
وقد تقيّأت جميعَ أسماك القرش
وأنا مسلَّحٌ بسكّينٍ قاطعة.
القبطان ملفوفٌ في الشبكة
في قاع القارب
وصوته لا يأتي من غرفة المحرّك.
في مجابهة الأمواج
سقطتُ مُثقَلاً
لقد أصبحتُ أسيراً
على سطح السفينة
أشاهد الحيتان
التي تتقيّأ النفط.


1 القبطان خورشيد أو "ناخدا خورشيد"، عنوان فيلم سينمائي للكاتب والمخرج العباداني ناصر تقوائي

■ ■ ■


أنتِ
كنتُ كالماء القليل
وقد انتهيتِ إليَّ
لم أكن طريقاً وعراً لكِ
فُتِنَتْ بي العاداتُ الطبيعية
والصداقاتُ الحميمة أيضاً
وهي تتلعثم مثل نبرتي.
اسمُكِ ليس لديه نهايةٌ
مدينتُكِ هي اسمُكِ الأول
والثاني أنا
رسميٌّ ومُسجَّلٌ
الذي كان بطلاً لقصّة الجنون المجنونة
وأنا الذي هو نقشٌ على الماء
وعينا ليلى مليئتان بالماء،
من أية جهةٍ من النوم سأستيقظُ
لكي لا أتأخَّرَ عن الموعد؟


* شاعر ومخرج عربي أهوازي من مواليد مدينة العميدية عام 1979

** ترجمة عن الفارسية حمزة كوتي

المساهمون