استمرار إخلاء سبيل فرقة "أطفال الشوارع" بتدابير احترازية

04 أكتوبر 2016
استجوابهم كان تفتيشاً في النوايا (فيسبوك)
+ الخط -
قرر قاضي المعارضات بمحكمة شمال القاهرة المصرية، اليوم الثلاثاء، استمرار إخلاء سبيل المتهمين في القضية رقم 4362 لسنة 2016 إداري مصر الجديدة، والمعروفة إعلامياً بقضية "أطفال الشوارع"، والمتهم فيها 6 شباب، وذلك على خلفية اتهامهم بتصوير فيديوهات ساخرة ونشرها على "يوتيوب"، والترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعية.


وتضم قائمة المتهمين في القضية 5 طلاب، ووفقاً لما سطرته أوراق القضية سواء الخاصة بمحاضر الضبط ومحاضر الشرطة وتحقيقات النيابة العامة، فإن قوات الشرطة ألقت القبض على 5 متهمين منهم، وصدر قرار بإخلاء سبيل أصغرهم وهو عز الدين خالد، بينما تم استمرار حبس 4 آخرين وهم "محمد عادل، ومحمد جبر، ومحمد يحيى، ومحمد الدسوقي"،  بعد حبسهم 200 يوم، على ذمة القضية، بينما لم يقبض على محمد عثمان حتى الآن.

وقامت أجهزة التحري التابعة لجهازي الأمن الوطني، والأمن العام، بإعداد قائمة من الاتهامات استندت إلى مقاطع فيديو مصورة بلغت نحو 5 فيديوهات، تم تفريغها من قبل الأجهزة المعنية، والتي قام الشباب المتهم بتصويرها، ونشر هذه الفيديوهات على موقع "يوتيوب" والترويج لها على صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

وتضمنت هذه الفيديوهات وفقاً للتحريات الأمنية، السخرية من الرئيس المصري، من خلال ترديد عبارات له بشكل تهكمي ساخر، والسخرية من دولة عربية صديقة وشقيقة وهي المملكة العربية السعودية، وإذاعة بيانات ومعلومات كاذبة من خلال الترويج أن جزيرتي تيران وصنافير مصرية، وفقاً لادعاء التحريات، والسخرية من أجهزة الدولة، وجهاز الشرطة، من خلال تعاملهم العنيف مع المواطنين وتعذيب المعتقلين داخل السجون والسخرية من مقولة "الحالات الفردية".

وبناء على تفريغ الفيديوهات المنشورة على "يوتيوب"، تم توجيه قائمة اتهامات لهم، وهي التحريض على ارتكاب جرائم إرهابية، واستخدام شبكة المعلومات الدولية وتحديداً موقع "يوتويب" لترويج أفكار تدعو إلى ارتكاب أعمال إرهابية داخل البلاد.

وأيضاً، التحريض على الاشتراك بالتظاهرات المخلة بالأمن العام، وذلك على النحو المبين في الأوراق، وهو تأكيدهم أن جزيرتي تيران وصنافير مصرية، مما يعد دعوة للاشتراك في التظاهرات الرافضة لاتفاقية إعادة ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، والتي تم بمقتضاها نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية، وهي التظاهرات التي تم الدعوة لها في 25 أبريل/ نيسان الماضي.

كما وجهت إليهم كذلك تهمة التحريض على الاشتراك في التجمهرات، والتي تهدف إلى ارتكاب أعمال عنف وأعمال عدائية ضد مؤسسات الدولة، وذلك بقصد الإخلال بالأمن العام.

وقامت النيابة العامة في تحقيقاتها على مدار عدة جلسات، بإضافة اتهامات جديدة ومواجهة الشباب بها خلال التحقيقات، وهي تهم التحريض مع آخرين على قلب نظام الحكم بمخالفة الدستور المصري، والاشتراك مع آخرين على إنشاء جماعة الغرض منها الدعوة إلى مناهضة المبادئ الأساسية التي يقوم عليها نظام الدولة ونظام الحكم، والتحريض على مقاومة السلطات، والاشتراك مع آخرين بإشاعة أخبار وبيانات كاذبة عمداً من شأنها تكدير الأمن العام والإضرار بالمصلحة العامة لحظة القبض على الأربعة المحبوسين الحاليين.

ونفى الشباب كافة التهم المنسوبة إليهم، وأكدوا أنهم لم يرتكبوا أي أعمال من شأنها أن تتسبب في توجيه هذه التهم إليهم، وطالبوا بمشاهدة الفيديوهات من قبل النيابة العامة، مؤكدين أنها لا تحتوي على هذه التهم.

واستجوب كل شاب حول معتقداته السياسية، ورأيه في رئيس الجمهورية، وسياسة الدولة والنظام القائم، وهو ما اعترضت عليه هيئة الدفاع عن الشباب، باعتبارها استجواباً في أمور مخالفة للقضية، وعملية "تفتيش في النوايا" لتحديد معتقدات وأفكار الشباب لمحاسبتهم عليها بعيداً عن الأمور القانونية، مطالبين بإثبات الأمر في التحقيقات.

وتضم هيئة الدفاع عنهم في القضية كلا من: علي عادل وتامر الشريف من مركز "هليوبوليس للتنمية السياسية وأبحاث حقوق الإنسان"، وأحمد الجدامي المحامي، ومصطفى غريب من "المركز المصري للحقوق الشخصية والاجتماعية"، ومن المحامين المتضامنين كلاً من محمود عثمان من "مؤسسة حرية الفكر والتعبير"، وتميم محمد المحامي، وحازم الدين من "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان".

وجاءت أهم الدفوع القانونية المقدمة من هيئة الدفاع، أن ما حدث مع الشباب يعد انتهاكاً للمادة 65 من الدستور المصري، والتي تنص على أن لكل إنسان الحق في التعبير عن رأيه، بالقول أو الكتابة أو التصوير أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر.

وأضافت أن قائمة الاتهامات لا تتناسب أساساً مع فحوى ومضمون الفيديوهات التي تم تفريغها من قبل الأمن، مشددة على أنه لا يوجد في الفيديوهات ما يشير إلى ارتكاب أي من التهم الموجهة إليهم.

اقــرأ أيضاً

المساهمون