أفادت مصادر متطابقة بأن المبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء الغربية، كريستوفر روس، قدم استقالته، في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وذلك قبل أسابيع فقط على انتهاء ولايته في شهر إبريل/نيسان المقبل.
وكشف رئيس قسم الشؤون السياسية في الأمم المتحدة جيفري فيلتمان، أن روس قدم الأسبوع الماضي استقالته إلى غوتيريس، من دون أن يوضح هل تم قبول الاستقالة أم لا، وذلك بعدما تولى هذا المنصب زهاء 8 سنوات، مُحاولاً تقريب المواقف بين المغرب وجبهة "البوليساريو".
وتأتي الاستقالة في مرحلة دقيقة تشهدها قضية الصحراء، لا سيما مستجدات الوضع في منطقة الكركرات المحاذية للحدود الموريتانية، إذ أعلن الجيش المغربي انسحابه من هذه المنطقة العازلة، فيما لا تزال قوات البوليساريو متواجدة هناك.
وسحب المغرب قواته العسكرية من منطقة الكركرات، استجابة لطلب الأمين العام للأمم المتحدة، خلال مكالمة هاتفية ّقبل أيام مع الملك محمد السادس، الذي نبّهه ممّا سماه "خرق البوليساريو" لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الطرفين منذ عام 1991.
وفي حين أكدت الرباط أنها سحبت قواتها من منطقة الكركرات، تلبيةً لطلب الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، وتسهيلاً لمهمته في ملف الصحراء، اعتبرت "البوليساريو"، من جهتها، الخطوة المغربية مناورة وإلهاء للمنتظم الدولي، متهمةً المملكة بخرق اتفاق إطلاق النار.
وفي حال تأكدت استقالة روس وتم قبولها من طرف غوتيريس، فإن هذه الخطوة، تعني وفق مراقبين؛ إقراراً ضمنياً بفشل مهمة المبعوث الأممي إلى الصحراء بعد ثمانية أعوام من مباشرة مهامه، في محاولة لنزع فتيل التوتر في الصحراء، وإرجاع الطرفين إلى طاولة المفاوضات.
ويعتبر مراقبون أن استقالة روس قبل انتهاء مهامه، انصياع للانتقادات الحادة التي تلقاها من المغرب بخصوص انحيازه لجبهة "البوليساريو"، فضلاً عن كون هذه الاستقالة تتيح للأمين العام الجديد تعيين شخصية أخرى ستكلّف بتطويق الأزمة الحالية.
ويرى محللون أن استقالة المبعوث الدولي على الرغم من أنها تأتي قبل فترة قصيرة من انتهاء ولايته الرسمية، لكنها تؤشر على نهاية مرحلة كانت تعتبرها الرباط انحيازاً ضد أطروحتها التي تتعلق بإقامة حكم ذاتي موسع بالصحراء، مقابل مطلب تقرير المصير الذي تلوح به "البوليساريو".